بعد الانتقادات التي طالت بطولة العالم لألعاب القوى في الدوحة على خلفية ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة في السباقات خارج ستاد خليفة الدولي، برز انتقاد جديد يتمثل بضعف إقبال المشجعين على متابعة المنافسات في المدرجات.

كان المشهد لافتا عندما توج كل من الأميركي كريستيان كولمان والجامايكية شيلي-آن فرايزر-برايس بذهبية سباق 100 م. السباقان اللذان يعدان من الأبرز في كل بطولة عالمية لـ "أم الألعاب"، أقيما أمام مدرجات بقيت أجزاء كبيرة منها فارغة.

أتت علامات الاستفهام حول ضعف الحضور الجماهيري في مدرجات ستاد خليفة الدولي المجهز بنظام تبريد يحد من تأثير الحرارة الخارجية المرتفعة، بعد الانتقادات التي طالت سباقات المسافات الطويلة (الماراتون و50 كلم و20 كلم مشيا) التي أقيمت على كورنيش العاصمة القطرية، وشهدت انسحابات عديدة بسبب الظروف المناخية الصعبة.

ليس هذا المشهد مثاليا بالنسبة الى الاتحاد الدولي لألعاب القوى، أو صورة يرغب رئيسه البريطاني سيباستيان كو في أن تطبع انطلاق ولايته الثانية بعد إعادة انتخابه الأربعاء الماضي قبل يومين من إشارة انطلاق مونديال الدوحة الذي يستمر حتى السادس من تشرين الأول/أكتوبر.&

هذه أيضا ليست صورة تريدها ألعاب القوى في أول بطولة عالمية بعد اعتزال العداء الأسطوري الجامايكي أوساين بولت الذي ينسب الى جاذبيته الشخصية وموهبته الرياضية، فضل استقطاب أعداد كبيرة من المشجعين.

لم تكترث فرايزر-برايس لغياب الجمهور، ذلك أنها ليست المرة الأولى التي تتوج فيها الجامايكية بطلة للعالم وسط حضور جماهيري ضعيف كما حصل لها ولبولت بالتحديد في بطولة موسكو عام 2013. &

أتى الحضور المتواضع في العاصمة الروسية حينها على رغم أن رئيس الاتحاد الدولي السابق السنغالي لامين دياك الذي يواجه اتهامات بالفساد في فرنسا، والى جانب نائبه الأوكراني سيرغي بوبكا، قاموا بإجراء صفقة مع رجل أعمال اوكراني ثري لجلب حوالى ألفين من موظفيه الى ملعب لوجنيكي في العاصمة الروسية لملء المقاعد الفارغة.

وقال بولت يومها "اعتدت أن أركض أمام مدرجات ممتلئة عن آخرها".

في نظر منتقديه، يتحمل دياك مسؤولية اختيار الدوحة لاستضافة الألعاب نظرا لأن هذا الخيار تم في عهده، لكن بعض الانتقادات توجه أيضا الى كو، العداء البريطاني السابق، لأنه كان عضو لجنة تقييم ملفات الترشيح.

- منافسات متأخرة -

ويتسع ستاد خليفة، أحد الملاعب الثمانية المضيفة لنهائيات كأس العالم في كرة القدم 2022، لنحو أربعين ألف متفرج. لكن السعة الإجمالية تم تقليصها الى 20 ألفا خلال مونديال القوى، عبر تغطية الجزء العلوي من المدرجات.

وبحسب الأرقام الرسمية، تجاوز عدد الذين حضروا الى ستاد خليفة الدولي لمتابعة افتتاح الألعاب الجمعة، 11 ألف شخص، ومثله لمتابعة سباق 100 م للرجال مساء السبت.

وردا على استفسارات وسائل الإعلام بشأن الحضور الجماهيري، أصدرت اللجنة المحلية المنظمة مساء الاثنين بيانا أكدت فيه أنها تبذل جهودا مضاعفة لتأمين إقبال جماهيري أكبر خلال الأيام المتبقية من البطولة.

وأوضحت "بعد يومين صلبين من ناحية الحضور (70 في المئة في اليوم الأول و67 في المئة في اليوم الثاني)، تراجعت النسبة الى 50 بالمئة في اليوم الثالث (الأحد) الذي يصادف انطلاق أسبوع العمل في قطر".

وأضافت "نحن واثقون بأن جهودنا المتجددة ستشجع الجمهور المحلي على القدوم لرؤية عروض أفضل الرياضيين في العالم".

ورأت اللجنة المنظمة أن من أسباب تراجع الحضور، إقامة العديد من السباقات النهائية في وقت متأخر بالتوقيت المحلي، وذلك لملاءمة مواقيت البث التلفزيوني الى الجمهور حول العالم، موضحة أن ذلك "يؤثر على عدد المتفرجين الذين يبقون حتى الحصص الأخيرة".

وشنت العداءة البريطانية دينيز لويس المتوجة بذهبية مسابقة السباعية في أولمبياد سيدني 2000 هجوما لاذعا على الاتحاد الدولي، معتبرة أنه "خذل العدائين بشكل هائل".

وأضافت "لم أتوقع أن يكون الأمر بهذا السوء. نريد رؤية الناس. الرياضيون يستحقون الجمهور" لكي "يبرزوا أفضل ما لديهم".&

ورفض العداء الأميركي الأسطوري مايكل جونسون الذي يعمل معلقا لصالح هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، اعتبار أن ضعف إقبال الجمهور يعود الى فضائح المنشطات التي واجهتها ألعاب القوى.

وكتب عبر حسابه على موقع تويتر "الفشل في جذب جماهير جديدة لا علاقة له بالمنشطات"، مضيفا "تواجه رياضة الدراجات الهوائية مشكلة منشطات ضخمة لكنها لا تزال تحظى بالشغف!".