عكر قرار غاريث ساوثغيت مدرب منتخب انكلترا لكرة القدم استبعاد جناح مانشستر سيتي رحيم سترلينغ على خلفية اشكال مع مدافع ليفربول جو غوميز، احتفالية منتخب "الأسود الثلاثة" الذي يستعد لخوض مباراته الدولية الألف عندما يستضيف مونتينيغرو الخميس ضمن منافسات الجولة التاسعة من تصفيات كأس أوروبا 2020.
وأتى قرار ساوثغيت باستبعاد سترلينغ عن التشكلية اثر عراكه مع مواطنه غوميز في مركز التدريب الاثنين، استكمالا للخلاف الذي نشب بينهما خلال مباراة القمة بين ليفربول ومانشستر سيتي (3-1) في الدوري الأحد.
وكانت صحيفة "دايلي مايل" قد كشفت أن عددا من زملاء اللاعبين في المنتخب تدخلوا للفصل بينهما بعد "مواجهة بدنية"، بينما أصدر الاتحاد الانكليزي بيانا أكد فيه بلسان ساوثغيت عدم الاعتماد على سترلينغ في المباراة ضد مونتينيغرو الخميس ضمن الجولة التاسعة للمجموعة الأولى.
وفرض سترلينغ نفسه نجما للتصفيات في صفوف منتخب يتصدر مجموعته برصيد 15 نقطة وبفارق ثلاث نقاط عن وصيفته منتخب تشيكيا الذي كبده خسارته الأولى في هذه التصفيات (1-2) في الجولة السابعة.&
ويبحث منتخب "الأسود الثلاثة" الذي قاده ساوثغيت الى نصف نهائي مونديال روسيا 2018، عن لقبه الأوّل الكبير منذ 54 عاما، وتحديدا منذ الفوز بمونديال 1966 الذي أقيم على أرضه.
وساهم سترلينغ بتسجيل ثمانية من الأهداف الـ26 للمنتخب في ست مباريات ضمن التصفيات، وبات ركيزة في التشكيلة الدولية ولفريقه سيتي بعد 18 شهرا من فشله في الظهور بمستوى جيد في مونديال روسيا.
وعكس اللاعب الذي كان عرضة لهتافات مسيئة في الملاعب على خلفية بشرته السوداء، الصورة المثالية لبلاده التي تحاول مكافحة الهتافات العنصرية في ملاعب كرة القدم، بعدما كان لاعبو المنتخب الانكليزي ضحية لهذه الهتافات من قبل جماهير منتخبي مونتينيغرو وبلغاريا.
وعوّل ساوثغيت منذ تسلمه زمام الادارة الفنية للمنتخب قبل ثلاثة أعوام، على عنصر الوحدة بين أفراده، وحاول إبعاد صراعات الأندية المحلية عن المنتخب والتي وقفت في السابق حجر عثرة امام تحقيق انجازات دولية.
غير أن الخصومة المستجدة في الأعوام الاخيرة بين سيتي وليفربول تشكل الاختبار الأصعب للمدرب، لاسيما تأثيرها المحتمل على وحدة اللاعبين.
وبالفعل، وبعد نشوب الخلاف بين سترلينغ وغوميز كان القرار الاولي لساوثغيت طرد جناح سيتي من المنتخب. لكن تدخل بعض اللاعبين، وتحديدا قائد المنتخب وليفربول جوردان هندرسون، حال دون دون تنفيذ هذا القرار وساعد في تخفيف حدة التوتر وبقاء إبن الـ 24 عاما في صفوف الفريق للمشاركة في التمارين، مع إبعاده عن مباراة واحدة.
وأشار ساوثغيت الثلاثاء خلال مؤتمر صحافي إلى ما حصل بالقول "عليّ دائما إيجاد الحلّ الأفضل للمجموعة، وهذا أمر صعب".
وتابع "لدينا فهم جيد جدا للطريقة التي عملنا بها خلال الأعوام السابقة، والتي وفرت لنا الكثير من التضامن الجماعي والذي لا يزال ساريا"، مضيفا "نحن مجموعة موحدة. الآن علينا أن نركز اهتمامنا على كرة القدم. لدينا تصفيات مهمة للتأهل إلى بطولة أوروبية".
- "خمس أو 10 ثوانٍ فقط" -
رد سترلينغ بالاعتذار من غوميز ومن باقي المجموعة، وكتب على انستاغرام "أتمتع بالرجولة بما يكفي لكي أعترف عندما تتملكني المشاعر".
وأردف قائلا "أنا وغوميز على علاقة جيدة، وقد أدركنا معا انها لم تكن سوى مجرد مسألة لحوالى خمس أو 10 ثوانٍ فقط... لقد انتهى الأمر، ونمضي قدما ولن نكبّر المسألة أكثر مما هي عليه".&
وبعد طوي صفحة الخلاف بين اللاعبين، من المحتمل أن يعود سترلينغ مجددا داخل المستطيل الاخضر بقميص المنتخب الأحد عندما يحل الفريق ضيفا على كوسوفو في الجولة العاشرة الأخيرة من التصفيات.
ويأمل لاعبو ساوثغيت في حسم التأهل إلى النهائيات أمام مونتينيغرو المصنف 61 عالميا، اذ يحتاج الفريق الى نقطة وحيدة للحاق بركب المنتخبات التي سبق لها أن ضمنت مكانا لها في النهائيات التي تقام في 12 مدينة، على أن تستضيف لندن الدور نصف النهائي والمباراة النهائية.
وعلى رغم غياب سترلينغ، يتمتع ساوثغيت بالعديد من الاوراق والمواهب الشابة في الهجوم، على غرار هاري كاين وجايدون سانشو وماركوس راشفورد.
في المقابل لم يستغث البعض ما قام به ساوثغيت حيث اعتبروا ان المدرب الانكليزي سلط الضوء على صراع داخلي ووضع سترلينغ تحت ضغوط إضافية، الأمر الذي توقف عنده المدافع الدولي السابق ريو فرديناند بقوله "لماذا لم يكن بامكان التعامل مع الأمر داخليا؟".
وأضاف اللاعب الدولي السابق الذي يعمل حاليا كمحلل تلفزيوني "الآن بات سترلينغ يدافع عن نفسه ضد كل الكارهين الذين قاموا بتشغيل حواسيبهم لتحويله إلى ممثل سيئ للكرة الإنكليزية".
التعليقات