اختتمت قطر تجربة إقامة بطولة كأس العالم للأندية 2019 في كرة القدم، في اختبار رأت فيه نجاحا وأمورا تحتاج الى التطوير قبل ثلاثة أعوام من استضافتها الحدث الأبرز لها وللمنطقة: مونديال 2022.

ويرى مسؤولو اللجنة العليا للمشاريع والارث التي تحضر للمونديال، والذين كانوا مسؤولين بشكل مباشر عن مونديال الأندية، أول بطولة بإشراف الاتحاد الدولي (فيفا) تنظم في الدولة الخليجية، ان البلاد تمضي على المسار الصحيح تحضيرا للموعد الأبرز، بما يمثله من تحديات على صعيد التنظيم واستقبال مئات الآلاف من المشجعين المرحب بهم، والمطلوب منهم في الوقت عينه احترام الثقافة المحلية، بحسب المسؤولين ذاتهم.

وأقيم مونديال الأندية للمرة الأولى في قطر التي ستستضيف نسخة العام المقبل أيضا من البطولة التي تشارك فيها سبعة فرق.

وقال الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث حسن الذوادي في لقاء مع الصحافيين السبت، قبل ساعات من المباراة النهائية التي انتهت بفوز ليفربول الإنكليزي على فلامنغو البرازيلي 1-صفر في الوقت الإضافي "خططنا كانت سابقا نظرية واليوم يتم تطبيقها على الأرض"، معتبرا أن مونديال الأندية كان "تجربة جدا ناجحة (...) كحدث اختباري".

أضاف "أمامنا ثلاثة أعوام متبقية للتعلم، لذا لا أشك بأننا سنكون مستعدين بحلول العام 2022 (...) ما تمكنا من وضعه حيز التطبيق من أجل كأس العالم للأندية هو أمر نأمل أن نبني عليه من أجل 2022".

جاء اللقاء مع الذوادي في ستاد المدينة التعليمية، ثالث الملاعب المضيفة لمونديال 2022 التي باتت جاهزة من الآن. وفي حين كان من المقرر أن يتم تدشين الملعب الذي يتسع لنحو 40 ألف متفرج وبني على طريقة الملاعب الإنكليزية (قرب المدرجات من أرضية الملعب)، خلال مونديال الأندية، أرجئ افتتاحه الى العام المقبل بسبب تأخر إجراءات نيله شهادات التشغيل المطلوبة وإقامة مباريات تجريبية قبل إتاحة اعتماده رسميا.

يعرض المسؤولون القطريون سلسلة من المجالات التي يريدون اتقان مجرياتها تحضيرا للمونديال. فإضافة الى ورش الملاعب التي يتوقع ان تنجز بالكامل قبل عام من انطلاق المونديال، تبرز تحديات أخرى لاسيما في مجال الأمن والتعامل مع المشجعين والمواصلات، أكان عبر شبكات الطرق التي بات الكثير منها ورش عمل مفتوحة، أو شبكة المترو الذي دشن رسميا خلال هذا الشهر، في الفترة الفاصلة بين انتهاء منافسات كأس الخليج "خليجي 24" وانطلاق منافسات مونديال الأندية.

ورأى ناصر الخاطر، الرئيس التنفيذي للجنة المنظمة لمونديال الأندية لشراكة "كأس العالم فيفا قطر 2022"، ان "تجربة المترو بشهادة الجميع تجربة جيدة وممتازة (...) وكانت وسيلة التنقل الأولى لهذه البطولة".

- أحداث صغيرة لكن مهمة -

واستخدم آلاف المشجعين لطرفي النهائي فلامنغو وليفربول شبكة المترو، الى جانب المواطنين والمقيمين، للمرة الأولى.

وفي حين بقيت حركة السير حول الملاعب انسيابية الى حد كبير خلال مونديال الأندية، يتوقع أن يفرض مونديال 2022 تحديا أكبر في ظل الفارق الهائل بين عدد المشجعين.

وبينما كان الرقم التقريبي لعدد المشجعين الذين زاروا قطر لكأس الأندية ما دون 25 ألف شخص، يقدر مسؤولو اللجنة العليا عدد المشجعين المتوقع حضورهم في 2022 بما بين 800 ألف ومليون و200 ألف شخص.

وشدد الذوادي على "أننا نقوم ببناء السعة اللازمة لتكون متوافرة في 2022. نحن نحسن الفعالية في مجال النقل، ونعمل على ضمان وجود عدد كافٍ من النشاطات للمشجعين وما الى ذلك منتشرة في مختلف أنحاء البلاد، لئلا يحصل اكتظاظ في مكان واحد".

ونوّه رئيس الفيفا السويسري جاني إنفانتينو الذي حضر في قطر خلال المراحل الختامية من المونديال، بالتجربة الاستعدادية من خلال كأس العالم للأندية وقبلها كأس الخليج. وعلى رغم ان الفيفا لم يكن معنيا مباشرة بتنظيم الأخيرة، لكنها أقيمت بحسب أنظمته في تحضير قطري للبطولات المقبلة.

وقال "هذه أحداث صغيرة لكنها مهمة (...) تقدم العمل هنا فريد من نوعه".

وفي حين تمضي السلطات المحلية في ورش واسعة لتقاطعات أساسية في الدوحة تشمل الجسور والأنفاق والطرق السريعة، كشفت شركة "فولسفاغن" الألمانية هذا الشهر عن مشروع لتخصيص حافلات ذاتية القيادة لنقل المشجعين خلال مونديال 2022.

ويبرز المسؤولون القطريون أهمية إقبال المشجعين على زيارة الدولة خلال البطولة العالمية دون "أحكام مسبقة"، بحسب الذوادي الذي يؤكد الترحيب بالجميع بصرف النظر عن العرق أو الهوية أو الميول الجنسية.

أضاف "إظهار العواطف في الأماكن العامة، بصرف النظر عن الميول الجنسية، هو أمر ليس من ثقافتنا، ونطلب من الناس احترام ذلك".

وفي حين يشكل المناخ نقطة بحث أساسية في مسألة المونديال، طغى الطقس المعتدل والماطر أحيانا على الفترة التي أقيم فيها مونديال الأندية (بين 11 و21 كانون الأول/ديسمبر)، والمماثلة تقريبا لفترة إقامة مونديال 2022 بين تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسبمر.&

ونقل الموعد التقليدي للمونديال من الصيف الى الشتاء لتفادي المناخ الحار، علما بأن الملاعب المستضيفة جهزت بأنظمة تكييف مخصصة لتفادي أي تأثير محتمل للحرارة على اللاعبين والمشجعين.

وأجرت قطر في مونديال الأندية اختبارا لمنطقة مشجعين سمح فيها بشرب الكحول، علما بأن ذلك عادة ما يقتصر على أماكن محددة داخل فنادق.

ورأى الخاطر ان "كل ردود الأفعال كانت إيجابية" بشأن منطقة المشجعين.

وأضاف ان الانطباع العام بشأن تقييم البطولة "بشكل كبير (...) جيد جدا"، مقرا بأن ذلك "لا يعني عدم وجود تحديات أو أمور يجب أن نحسنها".

وردا على سؤال عن ماهية هذه الأمور، اكتفى المسؤول القطري بعد صمت لبرهة بالقول "ما أقدر أن أقوله هو اننا على الطريق الصحيح".