قاد المصنف ثانيا عالميا نوفاك ديوكوفيتش صربيا الأحد الى إحراز لقب النسخة الأولى من كأس رابطة المحترفين في كرة المضرب، بالتغلب على إسبانيا ونجمها المصنف أول رافايل نادال في مواجهة حماسية في سيدني.

وتقدم الإسبان بنتيجة 1-صفر بفضل فوزهم في مباراة الفردي الأولى، قبل ان يحمل ديوكوفيتش المسؤولية على عاتقه، ويقود منتخبه لتحقيق نقطتين متتاليتين، الأولى بفوز على نادال في مباراة قدما خلالها لمحات لافتة، وبعدها في مباراة الزوجي الحاسمة التي غاب عنها المصنف أول بعدما كان اسمه مدرجا لخوضها.

وقدم ديوكوفيتش طوال المسابقة التي أقيمت في مدن عدة، لاسيما في المواجهة النهائية اليوم، أداء قويا أظهر استعداده بشكل جيد للدفاع عن لقبه في بطولة أستراليا المفتوحة، أولى البطولات الأربع الكبرى، والتي تقام في مدينة ملبورن بدءا من 20 كانون الثاني/يناير الحالي.

ويسعى ديوكوفيتش الى لقبه السابع عشر في الغراند سلام، بينما يحمل نادال 19، بفارق لقب خلف حامل الرقم القياسي السويسري روجيه فيدرر.

وقال ديوكوفيتش بتأثر بعد انتزاع لقب كأس المحترفين "سأتذكر هذه التجربة طوال حياتي. هذه إحدى أجمل اللحظات في مسيرتي".

وتابع "لقد كنت محظوظا لخوض مسيرة مذهلة على مدى 15 عاما، لكن اللعب من أجل الفريق، اللعب من أجل بلادي مع عدد من أقرب أصدقائي لزمن طويل، هو أمر لا يقارن. الأمر مميز جدا".

وتفوق ديوكوفيتش على نادال في الفردي 6-2 و7-6 (7-4)، وتغلب مع مواطنه فيكتور ترويسكي على بابلو كارينيو بوستا وفيليسيانو لوبيز 6-3 و6-4 في الزوجي، بعدما كان روبرتو باوتيستا أغوت قد منح إسبانيا التقدم بتغلبه على دوشان لايوفيتش في المباراة الأولى 7-5 و6-1.

وشكلت نقطة التحول في المواجهة، مباراة الفردي بين ديوكوفيتش (32 عاما) ونادال (33 عاما) والتي حملت الرقم 55 في لقاءاتهما المباشرة في دورات المحترفين، وانتهت بتحقيق الصربي فوزه الـ29 مقابل 26 خسارة.

وامتدت المباراة لفترة ساعة و55 دقيقة، وبدأت بهيمنة مطلقة للصربي في المجموعة الأولى، قبل ان تتحول الى منافسة محمومة في الثانية.

وقال ديوكوفيتش بعد فوزه على نادال "كل مرة ألعب فيها ضد رافا نخوض العديد من النقاط المثيرة. اليوم شهدنا بعض التبادلات المذهلة"، مضيفا "بدأت المباراة بشكل مثالي، وكل شيء كان على ما يرام. أنا سعيد جدا لأنني تمكنت من نهاية المطاف من الحفاظ على برودة أعصابي".

وفرض الصربي أسلوبه في المجموعة الأولى وأنهاها في نحو 40 دقيقة بعدما كسر إرسال نادال في الشوطين الأول والسابع.

وعوّل الصربي على ضرباته الأمامية القوية والكرات الساقطة قرب الشبكة، بينما عانى الإسباني من الأخطاء لاسيما على الإرسال الأول. كما فرض ديوكوفيتش على نادال اللعب متراجعا، ورد غالبية ضرباته من وراء الخلف الخلفي للملعب ذي الأرضية الصلبة.

ولم يخف نادال خلال المجموعة انزعاجه المتكرر من صيحات المشجعين في قاعة "كين روزوال أرينا" في مدينة سيدني، لاسيما في الوقت الفاصل بين الإرسالين الأول والثاني، والتي صبت بمعظمها لصالح ديوكوفيتش.

- عودة نادال... وغيابه عن الزوجي -

لكن الإسباني قدم أداء مغايرا في المجموعة الثانية، وفرض على ديوكوفيتش الذهاب نحو شوط فاصل، بعد مستوى أظهر من خلاله اللاعبان المهارات التي تجعل منهما أفضل مصنفين حاليا، ومن بين أفضل من زاول اللعبة على مر التاريخ.

وحافظ كل لاعب على إرساله في الأشواط الـ12 الأولى، مع زيادة في إيقاع اللعب وقوة الضربات وتبادل الكرات من على الخط الخلفي، بداية مع أفضلية نسبية لديوكوفيتش، قبل أن يبدأ نادال تدريجا بإظهار ثبات أكبر لاسيما من خلال الحفاظ على إرساله وتنويع ضرباته الهجومية.

وفي الشوط السادس، حصل نادال على ثلاث فرص لكسر الإرسال، فأنقذ ديوكوفيتش الأولى، والثانية بعد تبادل مذهل للكرات من الخط الخلفي، والثالثة أيضا من خلال كرة إرسال قوي عجز نادال عن ردها الى نصف ملعب الصربي. لكن الماتادور عاد وحصل على فرصة جديدة للكسر بعد تبادل طويل آخر أنهاه ديوكوفيتش في الشبكة، لكن الصربي أنقذ الفرصة وهذه المرة من خلال إرسال ساحق "آيس" بسرعة ناهزت 180 كلم/ساعة.

وتواصل الكر والفر مع إصرار كل لاعب على إنتزاع الشوط، فحصل نادال على فرصة خامسة فيه لكسر الإرسال، أنقذها ديوكوفيتش بإرسال ساحق جديد، أتبعه بنقطتين إحداهما بخطأ من نادال والثاني بتقدم نحو الشبكة، ليعادل الأرقام مجددا 3-3 بعد شوط طويل.

وبعد التعادل 5-5، حصل ديوكوفيتش على فرصتين لكسر الإرسال، أنقذهما نادال بضربتين رائعتين، الأولى بالتقدم نحو الشبكة، والثانية بهجوم من الخط الخلفي وكرة عجز ديوكوفيتش عن اللحاق بها.

ولجأ اللاعبان الى شوط فاصل في المجموعة الثانية بعد التعادل 6-6، حسمه الصربي لصالحه 7-4 بعد كرة من نادال في الشبكة.

وبعدما كان من المقرر ان تدفع صربيا بديوكوفيتش وفيكتور ترويسكي، وإسبانيا بنادال وبابلو كارينيو بوستا في مباراة الزوجي، حل فيليسيانو لوبيز بدلا من الماتادور في نهاية المطاف.

وبدأ الفريق الإسباني المباراة بقوة وتقدم 3-1، لكن الصرب ردوا سريعا وفازوا بسبعة أشواط متتالية، حسموا من خلالها المجموعة الأولى 6-3 وتقدموا في الثانية 2-صفر، وتمكنوا من الحفاظ على تقدمهم حتى نهاية مباراة الزوجي التي استمرت 75 دقيقة.

وحسمت مباراة الزوجي على إرسال ديوكوفيتش.

واستضافت أستراليا النسخة الأولى من المسابقة الجديدة التي شارك فيها 24 منتخبا، وسط دعوات من اللاعبين لدمجها بالمسابقة الأعرق للمنتخبات، أي كأس ديفيس التي ينظمها الاتحاد الدولي للعبة، وأقيمت نسختها الأولى وفق صيغة جديدة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وكرر الأخير الذي قاد إسبانيا للقب كأس ديفيس على أرضها، الأحد مطلب دمج المسابقتين، معتبرا أن كأس المحترفين "ممتازة، لكن لا يمكنني سوى أن أفكر بأن خوض كأسين للعالم في ظرف شهر واحد هو أمر غير واقعي (...) وغير ممكن. علينا ان نجد طريقة لحل هذه المسألة".

ويبدو ديوكوفيتش، رئيس مجلس المحترفين، على الموجة نفسها، اذ أبرز الحاجة الى وجود "كأس عالم واحدة لكرة المضرب، أيا يكن اسمها".