لوزان: تسعى اللجنة الأولمبية الدولية الى "مساعدة" المشاركين في أولمبياد طوكيو الصيف المقبل على تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد، لكنها لن تطالب بمنح الرياضيين أولوية على حساب الآخرين، وذلك بحسب ما أفادت الثلاثاء.
وقالت في بيان "تواصل اللجنة الأولمبية الدولية مساندتها بشدة لضرورة تلقي اللقاح بالنسبة للمجموعات الأكثر هشاشة، للممرضين، الأطباء وكل من يسهر على بقاء وآمان مجتمعاتنا".
وبذلك، تكون اللجنة الأولمبية الدولية استبعدت خيار فرض اللقاح على الرياضيين من أجل السماح لهم بالمشاركة في أولمبياد طوكيو الذي كان مقررا الصيف الماضي لكنه أرجىء لعام بسبب تفشي "كوفيد-19".
ورغم السلالات الجديدة من فيروس "كوفيد-19" وشدة ضراوة هذه الجائحة، تشدد اللجنة الأولمبية الدولية على أن اللقاح يشكل "أحد الوسائل العديدة" في ترسانتها الصحية المعدة للأولمبياد المقرر في موعده الجديد بين 23 تموز/يوليو و9 آب/أغسطس، لكنه ليس السلاح الحاسم.
ويعول منظمو أولمبياد طوكيو على "اجراءات محددة للوافدين، اجراءات الحجر الصحي، الاختبارات، توفير وسائل الحماية الشخصية وتتبع حالات المخالطة" بحسب ما أفاد بيان اللجنة الأولمبية الدولية.
وفي المرحلة الثانية فقط "ما أن يصبح اللقاح متوفرا لجمهور أوسع"، ستناشد اللجنة الأولمبية الدولية الوفود الأولمبية والبارالمبية "من أجل تلقي اللقاح في مكان اقامتهم، وفقا للارشادات الوطنية".
وستطلب من اللجان الأولمبية الـ206 الأعضاء فيها "التواصل مع حكومات بلدانها" وأن تقدم تقاريرها في "أوائل شباط/فبراير" الى الهيئة الاولمبية العليا التي تتخذ من لوزان مقرا لها.
ويبدو التباين واضحا في المواقف الصادرة عن المعنيين حيال الزامية تلقي اللقاح من عدمها، إذ حذر رئيس اللجنة الأولمبية الفرنسية دوني ماسيليا الإثنين الرياضيين من ظروف "بالغة الصعوبة" في حال أرادوا المشاركة في أولمبياد طوكيو من دون تلقي اللقاح.
وقال ماسيليا قبل اجتماع تنفيذية اللجنة الأولمبية الدولية الأربعاء إن الرياضيين الذي سيذهبون الى أولمبياد طوكيو من دون تلقي اللقاح يواجهون احتمال "الحجر الصحي لمدة أسبوعين" وسيكون عليهم "إجراء اختبارات في الصباح والمساء".
وبالنسبة لماسيليا لا خيار سوى اللقاح لأن "إقامة الألعاب على المحك"، مضيفا في مؤتمر صحافي عبر الفيديو "لسنا وحدنا. لكي يستقبل أصدقاؤنا اليابانيون الرياضيين والأشخاص المعتمدين من جميع أنحاء العالم، يتطلب الأمر بعض الاحتياطات".
ووتيرة تلقي اللقاح متفاوتة في جميع أنحاء العالم، وحتى أن في بعض البلدان، بينها اليابان، لم تبدأ العملية.
ويثير موضوع حصول الرياضيين على اللقاح مشكلة أخلاقية لأن ذلك لا يحترم الأولوية ويمنحهم افضلية على سائر المواطنين.
وقد شدد ماسيليا على أنه "من غير الوارد إعطاء الرياضيين الأولوية على الفئات الأخرى من السكان، لكن من الآن وحتى الألعاب يمكننا أن نفترض أنه من الممكن اعطائهم اللقاح من دون معاقبة الآخرين".
وفي تصريحه خلال زيارة لطوكيو في تشرين الثاني/نوفمبر، قال رئيس اللجنة الأولمبية الدولي الألماني توماس باخ أن الهيئة الأولمبية العليا تشجع الرياضيين على استخدام اللقاح قبل المشاركة في الألعاب، لكنها لن تفرض عليهم ذلك "كشرط" للسماح بمشاركتهم.
لكنه قال إن اللجنة الأولمبية الدولية "تناشد" الرياضيين والمشاركين الآخرين أن يُلَقِحوا أنفسهم لأن ذلك سيكون بمثابة "علامة احترام" تجاه الرياضيين الآخرين والمستضيفين اليابانيين.
وفي سياق التحضير للأولمبياد، أشارت منظمة الصحة العالمية الاثنين الى أنه لا يوجد حاليا "لقاحات كافية للأشخاص المعرضين للخطر"، وقبل كل شيء يجب "استخدام هذا المورد النادر لمكافحة واحدة من أكثر الأزمات الصحية تدميرا في العالم خلال هذا العصر".
التعليقات