يوجين (الولايات المتحدة) : أكد العداء الجزائري جمال سجاتي أنه "قانع بالميدالية الفضية" لسباق 800 م في النسخة الثامنة عشرة لبطولة العالم لألعاب القوى في مدينة يوجين الأميركية ضارباً موعداً مع "الذهب في اولمبياد باريس" عام 2024.

أنقذ سجاتي ماء وجه ألعاب القوى الجزائرية بحلوله ثانياً بزمن 1:44.14 دقيقة خلف البطل الأولمبي إيمانويل كورير صاحب الذهبية بزمن 1:43.71 دقيقة، وأمام الكندي ماركو أروب صاحب البرونزية (1:44.28 د).

كرر سجاتي ما فعله توفيق مخلوفي في النسخة الأخيرة في الدوحة عام 2019 عندما نال فضية سباق 1500 م وكانت الوحيدة في المونديال القطري وأعاد بلاده إلى منصات التتويج بعد غياب عنها لسبع نسخ متتالية وتحديداً منذ تتويج سعيد جابر القرني بذهبية سباق 800 م في نسخة باريس 2003.

وهي الميدالية الحادية عشرة للجزائر في تاريخ مشاركاتها في بطولة العالم بينها 6 ذهبيات وفضيتان و3 برونزيات.

قال سجاتي في حديث لوكالة فرانس برس "لا اجد الكلمات للتعبير عن فرحتي، إنها فرحة عارمة وكبيرة جداً، لقد مثلنا العرب أحسن تمثيل".

وأضاف "أنا قانع بالميدالية الفضية لأنها أول بطولة عالمية في مسيرتي في الهواء الطلق. الميدالية الفضية بالنسبة لي تعتبر إنجازاً وأنا فخور بذلك ولكن الذهب أفضل خصوصاً اليوم حيث كنت أتوق إليه لأنني كنت أشعر بأنني في أفضل حالاتي فضلاً عن أنني صاحب رابع أفضل توقيت هذا العام في المسافة" في إشارة إلى تسجيله 1:43.69 دقيقة في لقاء أوتبيار في مدينة ستراسبورغ الفرنسية.

وتابع "كانت معنوياتي عالية عقب تتويجي بذهبية دورة ألعاب البحر الابيض المتوسط في مدينة وهران، وتتويجي اليوم إنجاز كبير لي ولألعاب القوى الجزائرية في ظل الظروف الصعبة التي عشناها هنا في الولايات المتحدة بسبب فارق التوقيت عن الجزائر والطقس الحار".

وأردف قائلاً "إن شاء الله سأواصل الاستعدادات وأكثفها من أجل حصد الذهب في (أولمبياد) باريس".

استخلاص العبر

وأوضح سجاتي أن "السباق كان تكتيكياً والحمد لله عرفت كيف أديره كنت أتمنى الفوز بالذهبية أو بميداليتين في هذا السباق" في إشارة إلى مواطنه سليمان مولى الذي حل خامساً.

وأعرب سجاتي عن خيبة أمله بالنتيجة التي حققها مولى بعدما قدم على غراره سباقين رائعين في التصفيات تصدر بهما مجموعتيه.

وقال سجاتي الذي بدوره تصدر مجموعتيه في الدور الاول ونصف النهائي "لا أعرف ماذا حصل، ربما غيروا (المدربون) لنا الخطة. تحدثت مع سليمان قبل السباق واتفقنا على مراقبة الكينيين على اعتبار أنهم سيخوضون سباقاً سريعاً، ولكن صديقي قام بسباق متوتر ودفع الثمن غالياً في النهاية".

يذكر أن سجاتي ومولى يتدربان تحت إشراف البطلة الأولمبية السابق نورية بنيدة مراح صاحب ذهبية سباق 1500 م في سيدني عام 2000.

انطلق سليمان منذ البداية نحو الصدارة وبقي فيها طيلة اللفة الاولى قبل ان يخطفها كورير حتى وصل خط النهاية فيما وجد العداء الجزائري صعوبة في حسم المركز الاول على غرار عرضه الرائع في التصفيات.

وعبر سجاتي عن آمله في أن يستخلص سليمان "العبر والدروس من هذه التجربة فهذا قضاء الله وقدره، وأنا بدوري سأفعل ذلك لأنني كنت أرغب في الفوز بالذهب وسأعمل على تصحيح ما كان ينقصني من أجل تحقيق ذلك".

وتابع "يبقى المهم أننا أحرزنا ميدالية وهذا كان هدفنا قبل انطلاق السباق، ليس مهماً من يفوز منا ولكن التواجد على منصة التتويج".