باريس: ينتظر البرتغالي روي بينتو، المسؤول عن فضائح "فوتبول ليكس" التي هزت عالم كرة القدم الدولية، محاكمته الأربعاء في باريس بسبب تسريبات مرتبطة بنادي باريس سان جرمان، لاسيما رسائل إلكترونية خاصة بإداريي بطل "ليغ 1"، وذلك وفق ما علمت وكالة فرانس برس من مصادر مقربة من الملف.
وسبق أن حُكِمَ في أيلول/سبتمبر على ابن الـ35 عاماً بالسجن في بلاده لمدة أربعة أعوام مع وقف التنفيذ بسبب تسريبات "فوتبول ليكس" التي كشف فيها عن تعاملات مشكوك بها في كرة القدم الدولية.
وأدين بينتو بخمس تهم تتعلق بـ"الوصول غير المشروع" الى أنظمة تكنولوجيا المعلوماتية وثلاث تهم تتعلق بـ"انتهاكات المراسلات"، الى جانب محاولة ابتزاز صندوق "دواين سبورتس" الاستثماري.
وحسب لائحة التهم، أراد البرتغالي ابتزاز رئيس صندوق "دواين سبورتس"، مواطنه نيليو لوكاس، من خلال المطالبة بمبلغ يتراوح بين 500 ألف ومليون يورو للتوقف عن نشر الوثائق المشبوهة.
وواجه بينتو ما مجموعه 89 تهمة تتعلق بجرائم القرصنة التي مكنته من الحصول على الوثائق المشبوهة والتي بدأ بتسريبها في أواخر عام 2015.
وعلى مدى الأعوام الثلاثة التالية، كشف بينتو النقاب عن 18.6 مليون وثيقة على الإنترنت تم نشرها على صفحات مجموعة من الصحف الأوروبية التي أبرزت التفاصيل.
وقام بفضح الكثير من العاملين في الكرة العالمية، لكنه اعترف أمام القضاء بارتكاب عمليات اختراق الكترونية غير قانونية للحصول على ملايين الوثائق.
وقد سلطت هذه الوثائق الضوء على ممارسات مشكوك فيها تتعلق باللاعبين النجوم والأندية والوكلاء والتي ادّت في ما بعد الى تحقيقات قضائية وتعديلات ضريبية في العديد من البلدان.
وقام بينتو بنشر رواتب بعض النجوم الكبار على غرار الارجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار إلى اتهام البرتغالي كريستيانو رونالدو بالاغتصاب، كلها مواضيع جوبهت بالنفي، بما في ذلك استراتيجيات التحايل على اللعب المالي النظيف في مانشستر سيتي الانكليزي أو التنميط العرقي في سان جرمان.
اتهام سان جرمان بوضع معايير عرقية
وبسبب سان جرمان بالذات، ستتم محاكمته الأربعاء أمام المحكمة الجنائية في باريس خلال جلسة استماع بشأن الاعتراف المسبق بالذنب، وهو نوع من الاعتراف بالذنب على الطريقة الفرنسية.
وبشكل أدق، فهو متهم بالولوج بشكل احتيالي بين عامي 2015 و2019 في فرنسا والبرتغال والمجر، الى البريد الالكتروني الخاص بكل من المدير المالي لسان جرمان، نائب المدير العام وإحدى المساعدات في الإدارة العامة، وذلك وفقاً لمصدر مقرب من القضية.
كما أنه متهم باستخراج البيانات بطريقة احتيالية.
وقال محاميه وليام بوردون لوكالة فرانس برس "لا يمكن لأحد أن يشكك في أن روي بينتو هو مُبلغ استثنائي عن المخالفات. لقد سمح بالكشف عن حقائق تتعارض بشكل خطير مع المصلحة العامة وفتح تحقيقات في العديد من الدول الأوروبية. وقد تم الاعتراف بهذه المساهمة بما في ذلك من قبل المحاكم البرتغالية بينما لا يزال يتعرض للاضطهاد من قبل بلطجية كرة القدم".
ولدى الاتصال به من قبل فرانس برس، لم يشأ محامي سان جرمان، أنطوان ميزونوف، التعليق بأي رد.
وأدت هذه التسريبات بشكل خاص الى فتح تحقيق أولي في باريس يستهدف سان جرمان المتهم بإدراج معايير عرقية في أوراق تقييمه للاعبين الشباب بين عامي 2013 و2018.
وقد عُلِقَ التحقيق في آب/أغسطس 2022 "بسبب عدم وجود جريمة خطيرة بما فيه الكفاية"، لكن الشكوى المقدمة من طرف مدني والتي تم تقديمها في شباط/فبراير الماضي، يمكن أن تعيد فتح التحقيقات.
التعليقات