إيلاف من باريس: قررت النيابة العامة الفرنسية في باريس الأربعاء فتح تحقيق في شكوى بتهمة التحرش الإلكتروني الجسيم تقدمت بها الملاكمة الجزائرية إيمان خليف في العاشر من آب (أغسطس) الجاري بعد تعرضها للتنمر حول هويتها الجنسية.

وتمكنت خليف من انتزاع الميدالية الذهبية في رياضة الملاكمة وزن 66 كلغ بفوزها في في المباراة النهائية على الصينية يانغ ليو بالنقاط وبإجماع الحكام.

وكانت خليف ضحية جدل حول هويتها الجنسية، وتقدمت الملاكمة الجزائرية بشكوى إلى مركز مكافحة الكراهية الإلكتروني التابع لمكتب المدعي العام في باريس بتهمة التحرش الإلكتروني الجسيم.

شخصيات عالمية في دائرة التحقيقات
ومن بين الشخصيات العالمية الشهيرة التي قد تكون موضع تحقيقات في قضية إيمان خليف، قالت تقارير صحفية أميركية إن إيلون ماسك قد يكون أحد هذه الشخصيات، وقد تمتد التحقيقات إلى المرشح الرئاسي دونالد ترامب كذلك، وغيرهما من الشخصيات العالمية الشهيرة.

ووفق محاميها، نبيل بودي فإن التحقيق الجنائي هو من سيحدد "الذي بدأ هذه الحملة الكارهة للنساء والعنصرية والجنسية". وتمكنت خليف من انتزاع الميدالية الذهبية في رياضة الملاكمة لوزن 66 كلغ بفوزها في ملاعب رولان غاروس، على الصينية يانغ ليو المصنفة ثانية 5-0 بالنقاط وبإجماع الحكام، وأصبحت أول ملاكمة جزائرية وإفريقية تحصد ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية.

معركة كرامة وشرف
وأصدر نبيل بودي محامي الملاكمة الجزائرية بيانا السبت الماضي قال فيه "بعد فوزها للتو بميدالية ذهبية في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، قررت الملاكمة إيمان خليف خوض معركة جديدة: معركة العدالة والكرامة والشرف".

وأشار إلى أنها "تقدمت (الجمعة) بشكوى بشأن أعمال التحرش الإلكتروني الجسيمة إلى مركز مكافحة الكراهية الإلكتروني التابع لمكتب المدعي العام في باريس".

وتابع "سيحدد التحقيق الجنائي من الذي بدأ هذه الحملة الكارهة للنساء والعنصرية والجنسية، لكن سيتعين عليه أيضا التركيز على أولئك الذين غذوا هذا الإعدام الرقمي من دون محاكمة".

وبالنسبة له فإن "المضايقات غير العادلة التي تعرضت لها بطلة الملاكمة ستبقى العلامة الأكبر لهذه الألعاب الأولمبية".

ضحية خلافات الاتحاد الدولي واللجنة الأولمبية
وبعد ثلاث سنوات من مشاركتها في أولمبياد طوكيو، حيث لم تثر أي جدل، وجدت الشابة البالغة 25 عاما نفسها في باريس وسط جدل حول هويتها الجنسية تقوده أوساط محافظة، على خلفية خلاف بين اللجنة الأولمبية الدولية والاتحاد الدولي للملاكمة الذي يرأسه الروسي عمر كريمليف المرتبط بالكرملين.

وينبع الجدل من استبعادها، مثل التايوانية لين يو-تينغ، من بطولة العالم في نيودلهي في آذار (مارس) 2023. ووفقا للاتحاد الدولي فقد فشلت خليف في اختبار يهدف إلى تحديد جنسها.

وبسبب كف اللجنة الأولمبية يد الاتحاد الدولي للملاكمة عن تنظيم مسابقات الملاكمة في الألعاب والنزاع الحاصل، رفض الأخير تحديد نوع الاختبار الذي تم إجراؤه.

أهليتها ليست موضع شك
بالنسبة للجنة الأولمبية الدولية، فإن أهليتها ليست موضع شك، إذ سمح لها بالمشاركة في نزالات السيدات. لكن استبعاد نيودلهي عاد إلى الظهور عندما انسحبت منافستها في الجولة الأولى الإيطالية أنجيلا كاريني بعد 46 ثانية إثر تلقيها لكمتين قويتين على رأسها.

باتت الملاكمة الجزائرية على مواقع التواصل الاجتماعي، ضحية لحملة كراهية وتضليل مشوبة بالعنصرية، وتقديمها على أنها "الرجل الذي يحارب المرأة".

أنا امرأة قوية
وقالت إيمان خليف لوسائل الإعلام الجمعة بعد تتويجها بالذهبية "أنا امرأة قوية ذات صلاحيات خاصة. من الحلبة وجهت رسالة إلى أولئك الذين كانوا ضدي". وتابعت "لقد تعرضت لهجمات وحملة شرسة، وهذه أفضل إجابة يمكنني تقديمها. الجواب كان دائما في الحلبة". وأكدت "أنا مؤهلة بالكامل للمشاركة، أنا امرأة مثل أي امرأة أخرى، وُلدت امرأة وعشت كامرأة وتنافست كامرأة"