تبعًا لكاتب سيرة حياة مؤسس laquo;أبلraquo; ستيف جوبز، فقد اتخذ هذا الأخير قرارًا laquo;غيبيًاraquo; رفض فيه زرارًا يشغل ويطفئ أشهر اختراعاته التكنولوجية الأخيرة، مثل آي فون وآي باد، لأنه كان يعتقد أن الإطفاء يعني أن لا دار آخرة بعد الموت.


جوبز يفضل الاستمرارية في دار الآخرة

صلاح أحمد: بين المثير الذي يكشفه كتاب جديد من تأليف وولتر آيزاكسون عن حياة مؤسس laquo;أبلraquo;، ستيف جوبز، أنه كان laquo;مؤمنًا 50 % في ما يتعلق بوجود إله خالق للكونraquo;، على حد قوله. لكنه صار يميل قليلاً أكثر نحو الإيمان به بعد إصابته بسرطان البنكرياس القاتل.

وكان جوبز يعتبر حياته ndash; وحياة الإنسان ndash; laquo;أشبه بقوس أحد طرفيه الميلاد، والآخر الموتraquo;. لكنه لم يفكر، حتى بدايات العقد المنصرم، في ما وراء الموت، ولم يشغل نفسه كثيرًا بما إن كانت الرحلة تنتهي به أو انه بداية لرحلة جديدة... على أن الأشياء اختلفت منذ ذلك الوقت.

ففي اكتوبر/تشرين الأول 2003 شُخّص بسرطان البنكرياس، وهو أحد أشرس الأورام الخبيثة على الإطلاق، ولا نجاة منه في السواد الأعظم من حالاته. عندها بدأ جوبز laquo;يعيد النظر في الأشياءraquo; وفقًا لآيزاكسون، الذي نقلت laquo;تليغرافraquo; البريطانية قول جوبز له: laquo;أعتقد أنني بحاجة إلى الإيمان بدار آخرة.. حياة بعد هذه الحياة. أريد ألا يختفي كل شيء بعد الموت.. وتحديدًا أريد للمعرفة والحكمة اللتين اكتسبهما المرء أن يظلا باقيينraquo;.

ويمضي جوبز قائلاً: laquo;لكن، في أحيان أخرى، أفكر أن للحياة زرار تشغيل وإيقاف، تضغط عليه وإذا بك في زوال. لا أحب للأشياء أن تكون بهذا الشكل، ولهذا تجنبت أن أصمم زرارًا للتشغيل والإيقاف في منتجات أبل الجديدة، مثل آي فون وآي باد. بل فضّلت أن أستعيض عن هذا بزرار laquo;لنومraquo; الجهاز، بحيث يمكن إيقاظه في أي لحظةraquo;.

وكان مؤلف الكتاب يتحدث في برنامج laquo;60 دقيقةraquo; على تلفزيون laquo;سي بي إسraquo; فشُغّل شريط صوتي قصير سمع فيه جوبز، وهو يتحدث عن تجربته مع المخدرات والروحانيات في الفترة التي هجر فيها الدراسة الجامعية (ريد كوليدج، اريغون) في 1972 بعد موسم دراسي واحد. فقال: laquo;كانت تلك فترة سحرية، وأيضًا فترة مشبعة بالروحانية. وما لا شك فيه هو أن عقار (الهلوسة) laquo;إل إس ديraquo; كان بين أهم الأشياء في حياتيraquo;.

وعرض آيزاكسون في البرنامج بعض أفكار جوبز الأخرى. فقال في ما يتعلق بثرائه السريع (50 مليون دولار) بعيد نجاح laquo;أبلraquo; المدوي في أواخر السبعينات: laquo;كنت، من شدة فقري، لا آبه للمال... وصرت إلى الحال نفسه، ولكن هذه المرّة من شدة ثرائيraquo;.