أكد المخرج الدرامي فارس طعمة التميمي أن مسلسله الجديد يدافع عن المسيحيين العراقيين، الذين يتعرّضون للتهجير والقتل، لاسيما أن حادثة تفجير كنيسة النجاة كانت الصورة الأوضح للعمل.


بغداد: بدأ المخرج التلفزيوني العراقي فارس طعمة التميمي بتصوير مسلسله الدرامي الجديد، الذي يحمل عنوان (قصة حي بغدادي)، والذي يروي فيه تفاصيل عديدة من حكايات المجتمع البغدادي، التي نسجتها أيام ما بعد عام 2003، ومنها ما يتعرّض له المسيحيون من تهجير، وقال فارس في حوار مع (إيلاف): إن المسلسل في رسالته يقول للسياسيين يكفي أن تتلاعبوا بمصائرنا، نحن كعراقيين متحابون ومتراصون مع بعضنا.

* ما حكاية مسلسلك الجديد ؟
- مسلسل (قصة حي بغدادي) من إنتاج شركة فنون الشرق الأوسط للكاتب المبدع حامد المالكي، العمل من 30 حلقة تلفزيونية، والمحاور الرئيسة للعمل الدرامي تتحدث عن فترةما بعد تفجير (كنيسة النجاة) وتهجير المسيحيين، هذه هي المعالجة الدرامية، التي حاول الكاتب أن يطرحها في الدراما العراقية للمرة الأولى في تاريخها،ليضيء علىهذه الشريحة المهمة المحبّة المسالمة في العراق، وكيف أنها جزء كبير من هذا البلد،وتشارك مشاركة فاعلة في هذا البلد، والإسلام بأطيافه كافة سيدافع عنهم، على مستوى البيئة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، العمل فيه إطار لا يخلو من الصراعات السياسية، ولا يخلو من الإشكالات ما بين الأحزاب السياسية وتهجير المسيحيين، وكيفية دفاع المسلمين في حي بغدادي، يضم هذه النخبة من المسيحيين، وكيفية الاستماتة كي يبقوا في هذا البلد والدفاع عنهم بشتى الوسائل.

* ما الذي يعالجه العمل؟
- يعالج سلبيات كثيرة، وفيه إيجابيات كثيرة، فيه بنية المجتمع العراقي، أعتقد أن هذه التجربة هي الأولى لي في هذا الجانب، وهنالك آفاق كبيرة وواسعة لإنجاح هذا المسلسل.

* ألا تعتقد أن نقل الواقع إلى الشاشة غير مستساغ لدى الجمهور؟
- أنا اعتقد أن الدراما إذا تبتعد عن الواقع لا تكون دراما واقعية وتمسّ المجتمع على مستوى الوطن العربي والعالم أو على مستوى العراق، الدراما يجب أن تلامس وتحاكي المجتمع، كي تكون حقيقية، وتصل عبر رسالة صحيحة إلى المتلقي.

* هل ثمة علاقة حب في العمل لكونه يحمل رسالة محددة؟
- نعم .. هناك قصة حب، وهذه القصة تبدأ على مستويات عدة، منها المستوى الجامعي ومستوى الرجل، الذي يمر بمرحلة المراهقة الثانية، والكيفية التي تنتهي بها هذه التجربة، هل تتوّج بالزواج أم بالنزوة أم غير ذلك؟، أخذنا شرائح من المجتمع شبابية وأكبر من الشبابية، ولكن الأهم وجود قصة اجتماعية، ودرامية، ورومانسية، فالمسلسل لن يخلو من خطوط كهذه.

* ما أخطر ما يعالجه المسلسل، هل يعالج كل ما بعد 2003 أم زمناً محدداً؟
- نعم ، وإن كانت حادثة كنيسة النجاة عام 2010، لكننا نتناول أحوال المسيحيين من ذلك الوقت، وكيفية بقائهم في بلدهم، هم أصحاب البلد الأصليون، ونحن طارئون عليهم، نعالج هذه القضية، ويهّمني أن يكون الشعب العراقي يداً واحدة، لا يهمّني المسيحي وحده، ولا المسلم وحده، ولا اليهودي وحده، ولا تهمني كل فئات المجتمع، بقدر ما يهمّني العراقي، الذي يعيش في هذا البلد، نعالج المشكلة ونعالج أيضًا من المسؤول عن تهجير هؤلاء، من المسؤول عن قتل المسلمين، من المتسبب في هذه الكرة النارية ؟، نعالجها في إطار درامي وواقعي وحقيقي 100 %.

* هل هناك إشارات إلى انفلات المجتمع العراقي بعد عام 2003؟
- طبعًا، هناك إشارات، مثل الخطف والفدية والكواتم وغير ذلك، وهي عملية متراصة مبنية بشكل متواز، من تهجير المسيحيين إلى الخطف إلى الاعتداء الجنسي في دوائر الدولة وكلياتها، هذه كلها عمليات موجودة لتهميش وهدم المجتمع العراقي، نحن من خلال المسلسل نطرح هذه القضية، وهناك معالجة من قبل الكاتب ومعالجة من قبلي، ونقول كلمتنا بشكل حقيقي صادق مع كل عراقي غيور.

* ما الرسالة التي يمكن أن تقولها أنت أو المسلسل؟
- المسلسل رسالته تقول: كفي يا سياسيين تلاعباً بمصائرنا، نحن العراقيين متحابون ومتراصون مع بعضنا البعض، فلا تدعونا نترككم، ونغادر العراق، نحن موجودون في العراق، ولكن أنتم من أساء إلى المجتمع العراقي.

* أين صوّر العمل؟
- في بغداد، لكون المسلسل يتحدث عن حي بغدادي، في أماكن مختلفة منها، وهنالك تصوير في مدينة السليمانية، لكون هنالك تصوير يقتضي أن يكون في السليمانية.

من هم أبطالك من الفنانين؟
- أبطال العمل هم: كريم محسن، وغانم حميد، وآسيا كمال، وسمر محمد، وأحمد طعمة، وأياد الطائي، وزياد الهلالي، وسولاف، وعلي نجم الدين، ومرتضى حنيص، وهناك شباب جدد يمثلون للمرة الأولى، كما أشركت عددًا من الوجوه النسائية الشابة، وجملة من الفنانين العراقيين تحت مظلة هذا المسلسل.