شارك العديد من الفنانين المصريين في تشكيل لجان شعبيَّة لحماية المنازل والممتلكات الخاصَّة من أعمال التخريب والنهب والسرقة.


القاهرة: رافقت أعمال النهب والسلب الثورة المصرية التي إندلعت على حين غرةللإطاحة بالنظام المصري، في الخامس والعشرين من شهر يناير الماضي، وكادت هذه لأعمل أن تفسد تلك الثورة، التي صنعها شباب، كانت الغالبية العظمي تنظر إليه شذراً، وتصفه بأنه quot;شباب الفيس بوكquot;.

ولم يكن الفنانون المصريون بعيدين عن مسرح الأحداث، حيث شارك بعضهم في المظاهرات، التي ضمها ميدان التحرير، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل شاركوا أيضاً في اللجان الشعبية التي شكلها المواطنون، لحماية الممتلكات العامة والخاصة، من الذين إستغلوا هذه الاحداث وانتشروا في الشوارع، على إثر الإنسحاب المفاجيء للشرطة من الشوارع، وفتح أبواب السجون على مصراعيها أمامهم.

الخالدون الثلاثة صالح وأبو النجا والصاوي، كانوا من أشد الداعمين للثورة، والمدافعين عنها، والمشاركين في اللجان الشعبية أيضاً.

وأبدى أولهم خالد صالح سعادتهبما حققه الشباب المصري من إنجازات على الصعيد السياسي، وقال لـquot;إيلافquot; إن الشباب فاجأ الجميع، وأثبت أنه مثقف وعلى قدر كبير من الوعي السياسي، بل فاق في وعيه السياسي من يظنون أنهم خبراء سياسيون، وأضاف صالح أنه شارك في المظاهرات التي شهدها ميدان التحرير، وهتف مع المصريين المشاركين، والذين ينتمون إلى كافة ألوان الطيف في المجتمع، فمنهم موظفون، ومحامون، وقضاة، وأطباءن وتجار، وعاطلون بالطبع، ومعاقون، وأطفال، وشيوخن وعجائز، كل هؤلاء انصهروا في الميدان الكبير، واتفقوا على ضرورة التغيير، و أضاف صالح: quot;لما إندلعت أعمال السرقة والسلب والنهب على إثر انسحاب الشرطة فجأة من الشوارع، انضممت إلى اللجان الشعبية، وكونت مع جيراني في حي المقطم مجموعات تتناوب السهر ليلاً لحماية المنازل والممتلكات العامة والخاصة، وكانت أسلحتنا هي العصي والسنج و قطع الأخشاب، وكان هناك إشارات متفق عليها مع السكان للتعرف عليهم، والتأكد أنهم من قاطني المنطقةquot;.

ينظر إلى الفنان خالد أبو النجا بوصفه واحد من أشد المؤمنين بالمعارض المصري الدكتور، محمد البرادعي، وكان من أوائل المصريين الذين ألتقوه في منزله، لدعمه في خطواته الرامية نحو الإصلاح السياسي في مصر، وكان مرافقاً له في المظاهرات بميدان التحرير، وقال لـquot;إيلافquot;: quot;شاركت في المظاهرات، لإيماني بأن التغيير السياسي حق للمصريين، ولكم أبهرني الشباب الذين دعوا إلى تلك الثورة المجيدة، وأوجه الشكر إلى القوات المسلحة التي كانت على الحياد من المتظاهرين، ولم تتعامل معهم بعنف، بل كانت تتعامل معهم بكل ود وإحترام، وعندما وقعت أعمال العنف والسرقة، شاركت في اللجان الشعبية، من أجل حماية المنازل والمحال والتجارية والبنوك، شأني في ذلك شأن جميع المصريين، الذي ضربوا أروع الأمثلة في البطولة والفداء والتفاني من أجل الوطن.quot;

أما ثلاثهم، وهو خالد الصاوي، فلم يكتف بالدعم المعنوي للثورة، بل شارك فيها بكل ثقله، حيث وقف في ميدان التحرير على الأسوار الحديدية، حاملاً الميكروفون، وقاد مظاهرة قوامها ما يزيد عن الثلاثين ألف مواطن، هتفوا من ورائه quot;الشعب يريد إسقاط النظامquot;، quot;إرحل، إرحلquot; في إشارة إلى الرئيس مبارك، وقال لـquot;إيلافquot; إنه شارك أيضاً في اللجان الشعبية للتصدي لأعمال السلب والنهب التي قام بها بعض المجرمين، الذين خرجوا من السجون، لإفساد الثورة، أو إجهاضها، ولكن خاب مسعاهم، فمن صنعوا تلك الثورة، هم من حموها أيضاً.

الفنان أحمد عز شارك أيضاً في اللجان الشعبية، وقال لـquot;إيلافquot;، إنه شارك في اللجان الشعبية التي شكلها سكان حي المعادي الذي يسكن فيه، مشيراً إلى أنه يسهر أمام منزله مع الشباب، ونوه بأن اللجان الشعبية أستطاعت ضبط الأمن بصورة كبيرة في الشوارع، وكانت أكثر حزماً من الشرطة في بعض الأحيان، وكان جميع القادمين إلى الحي أو الشارع الذي يقيم فيه يطلب منهم إبراز هوياتهم الشخصية ويتعرضون لتفتيش سياراتهم، وأكد عز أن: quot;أحد لم يكن يتوقع على الإطلاق ما حدث، حيث كانت الثورة التي صنعها الشباب مفاجأة للجميع، بمن فيهم من صنعوها بأنفسهم، حيث لم يتوقعوا مشاركة كل هذه الملايين من المصريين فيها، أو استمرارها بهذا الشكل الرائع الذي أجبر النظام السياسي على تقديم كل تلك التنازلات، التي لم يكن أحد يتخيل أن يقدمها في يوم ماquot;، ولفت عز إلى أنه كمواطن مصري لم يكن بمعزل عن الأوضاع السيئة في البلاد، حيث كان يشعر أن غالبية الشباب يعاني من الفقر والبطالة، والجميع يعاني من غلاء الأسعار، ولاسيما أسعار السلع الضرورية.

وأعرب الفنان محمود ياسين عن خوفه الشديد على مصر، وقال لـquot;إيلافquot;، إن ما حدث لم يكن مفاجأة للكثيرين، بسبب تردي الأوضاع المعيشية، وتفشي الفساد والمحسوبية في الوظائف، وإرتفاع الأسعار بشكل يفوق قدرة المواطن المصري، وأكد أن إبنه عمرو وزوج إبنته الفنان محمد رياض شاركا في اللجان الشعبية مع الشباب في حي الهرم، إذ لم يكن هناك أي حل آخر، خصوصاً أن حماية الأرواح والممتلكات تعتبر عمل وطني.

لم تشارك الفنانة إلهام شاهين في اللجان الشعبية، بالطبع، لأنها إمراة، فلا يصح في العرف المصري أن تقوم سيدة بأعمال الحراسة، لكنها قالت إن شقيقيها أيمن وأمير شاركا في اللجان الشعبية، وأضافت لـquot;إيلافquot; أنهما كان يقومان بأعمال الحماية والحراسة مع باقي شباب الشارع الذي يقيمون فيه بالسادس من أكتوبر منذ المساء وحتى الصباح، ثم ينامان بعد ذلك حتى العصر، وأعربت إلهام عن إعتقادها بأن هناك قوى معينة خارجية أو داخلية تقف وراء أعمال السلب والنهب التي وقعت ضد الممتلكات العامة والخاصة، وأبدت إستياءها مما تعرض له الرئيس مبارك من إهانات من جانب بعض المتظاهرين، مطالبة بأهمية إحترام الرموز المصرية، لاسيما الرئيس مبارك الذي قدم لمصر الكثير في أوقات الحرب والسلام، على حد قولها.

المخرج محمد خان، قال لـquot;إيلافquot; إن الشباب المصري يعاني من البطالة والفقر، لذلك كان متوقعاً أن يقوموا بثورتهم تلك، لكن أحداً لم يكن يستطيع توقع توقيت إندلاعها، مشيراً إلى أن هؤلاء الشباب هم من قاموا بالثورة، وهم أيضاً من تكفلوا بحمايتها، وأضاف أنه شارك في اللجان الشعبية، ونزل إلى الشارع مع باقي سكان العقار الذي يسكن فيه، من أجل ردع أيمجرم يفكر في الإقتراب من منازلهم.