أكَّد الممثل السوري، سعد منية، أنَّ سبب تراجعه وأدائه للأدوار الثانوية هي الغيرة الموجودة في الوسط الفني، مشيرًا إلى أنَّه محاصر منذ أكثر من 17 عامًا.


الرياض: بعد بداية مميزة، تراجع قطار سعد مينة السريع فقلت أدواره ولم يعد يشارك إلا في أدوار ثانوية على الرغم من أن دوره الثانوي الأول في مسلسل quot;نهاية رجل شجاعquot; ما زال عالقا في الذاكرة، وكذلك دوره الرئيسي الأبرز في quot;الجوارحquot;، تألقه لم يقف هنا، إذ كان ظهوره في quot;الطيرquot; وquot;حمام القيشانيquot; مؤثرا، ليشارك هذا العام في عملين ويعكف على قراءة الثالث، quot;إيلافquot; التقت ابن الروائي حنا مينة وكان معه هذا الحوار.

نبدأ من عمل quot; صايعين ضايعين quot; حيث نلتقيك، حدثنا عن المسلسل؟
اسم العمل يدل عليه، والخط الموجود فيه أنا مختلف قليلا، وله علاقة أكثر بكوميديا الموقف من خلال التناقضات بين الشخصيات من حيث الشكل أو الأفعال، المشاركة الواسعة بالعمل جميلة جدا، حيث تتشابك أدوار عدد كبير من الفنانين السوريين والعرب، والدور يخلق من جديد خلال التصوير، وأهم شيء أن لا يكون حضوري ثقيلا على المشاهد في الحد الأدنى.

وما رأيك بمشاركة هذا الكم من الممثلين السوريين والمصريين واللبنانيين ؟
الممثلون السوريون كأيمن رضا، وعبد المنعم عمايري، وغيرهم، سبق وأن عملت معهم وأعرفهم جيدا، ولكني تفاجأت بالممثل حسن حسني، من خلال العمل معه عن قرب على الرغم من مشاهدي القليلة أمامه، لكنك تشعر أنك أمام شخص عالي الاحتراف الأخلاق في الوقت ذاته، قبل توقيعي ترددت أن أشارك بعمل كوميدي وإلى الآن ما زال باكرا الحكم على عمل كوميدي بانتظار انتهاء عمليات المونتاج وقابلية الناس له.

ما هي تفاصيل شخصيتك ؟
أؤدي دور quot;عدنانquot; لحام ابن لحام، وتركيبة الشخصية لشخص همجي، وعنيد، وتقليدي للغاية، وأعمل على توظيف هذه الصفات لتقديم لون مختلف.

ماذا عن مشاركاتك الأخرى ؟
أصور حاليا مسلسل quot;الدبورquot; في جزئه الثاني، فأنا لم أشارك بالجزء الأول، وهنا أؤدي شخصية quot;حمديquot; التي أداها الفنان غزوان الصفدي بالجزء الأول، وتجدر الإشارة إلى أنه ومنذ رمضان الفائت والناس في الشارع تسألني عن مسلسل quot;الدبورquot; وهو دليل أن العمل لقي حجم متابعة كبيرة، وفي الجزء الثاني نحن أمام نص أهم وحبكة أهم ومستوى فني أهم، والمخرج تامر إسحق يعمل بأسلوب جميل ولافت، وأتوقع أن هذا العمل سينتج عنه تكريس مخرج مهم.

وهل من أدوار أخرى سنراك بها ؟
حاليا أقرأ مسلسل quot;الانفجارquot; من تأليف أسامة كوكش، وإخراج أسامة الحمد، وإنتاج شركة الهاني للإنتاج الفني، وسأبت مسألة مشاركتي في العمل قريبا بانتظار التأكد من وقت التصوير، لأن الانطلاق بالعمل قريب للغاية، وأنا وصلت لاتفاق شفهي مع القائمين عليه.

لم تشارك بأي من أعمال البيئة الشامية والآن نراك في الجزء الثاني من quot;الدبورquot; فما هي وجهة نظرك بهذه النوعية ؟
أعمال البيئة الشامية يجب أن لا نقيمها بمنطقنا حاليا، هناك أمور تحسها غير منطقية ولكن عليك أن تراها بوقتها، هي بالعادة تهاجم لأنها لا تتناول دمشق من عدة زوايا بل تقتصر على البيئة وفلكلورها، أعمال البيئة الشامية هي بديل عن الفاتنازيا التاريخية التي كانت النوع الأكثر انتشارا في تسعينيات القرن الماضي، تقييم الأعمال يجب أن يكون من هذه الزاوية، سبق وأن عملت بعمل بيئة وهو quot;حمام القيشانيquot; لكنه عمل مختلف كان له علاقة بتوثيق مرحلة تاريخية من ناحيتين اجتماعية وسياسية مع طغيان الجانب السياسي، بالمحصلة علينا أن لا نحمل أعمال البيئة أكثر مما تحتمل فهي مجرد قصة وتعالج بشكل بسيط ما ترغب في قوله.

هل تشتاق للفانتازيا خصوصًا وأنك كنت أحد نجومها ؟
ليس كثيرا لأنها ظهرت في وقت ما وانتشرت، الفانتازيا لا تتقبلها الناس اليوم، لو انقطعت أعمال البيئة الشامية وعادت بعد 10 سنوات فلن يتقبلها المشاهد، الناس أحبت فقط ثلاثة أعمال فانتازيا هي سلسلة
quot;الجوارحquot;، وquot;الكواسرquot;، وquot;البواسلquot;، أما الأعمال الأخرى فلم تحقق شعبية مماثلة، الفانتازيا في تلك الفترة كانت بديلة عن الأعمال البدوية .

ما سبب تراجع حضورك وقلة مساحات الأدوار التي تلعبها ؟
بسبب الحصار علي، أتحدى أي ممثل أن يواصل بعد 17 عامًا من الحصار، أنا أقاتل كي أستمر في عالم الفن.

من يقف خلف هذا الحصار وما أسبابه ؟
حصار من الممثلين لأن الكراهية موجودة في الوسط الفني بشكل كبير ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك ومن دون الدخول بتفاصيل، الحرب بالنسبة لي هي على الشاشة، بما أقدم في الأعمال، أنا أحب مهنة التمثيل وبغض النظر عن الجانب المادي هناك جانب معنوي وإلى الآن لم أشبع منه بشكل نهائي .

ما هي الأعمال التي لفتت انتباهك في رمضان الماضي؟
الدراما السورية قدمت شيئا مهما بالمجمل في موسمها الفائت، على أكثر من صعيد وخصوصًا من ناحية الطرح، لكن هناك بعض الأعمال قدمت طروحات أكثر مما يحتملها عمل واحد، فإذا أردت أن تقول كل شيء ينتهي بك المطاف بأن لا تقول شيئا.

لم لا نراك في المسرح ؟
لم أعمل في المسرح سابقا، وإذا أردت أن أقتحم هذا العالم علي أن أدخله بشكل صحيح، خصوصًا أنني لست خريج المعهد العالي للتمثيل والفنون المسرحية، ولا أستطيع أن أقدم شيئًا لا يتقاطع مع حياة الجمهور بشكل كبير، مثلا لا أحس أنني قد أقدم شكسبير يوما ما باستثناء شخصية عطيل ربما لأنها قريبة من مجتمعنا العربي .