ممثلة لها أدوار مركَّبة ومعقدة كالَّتي لعبت فيها أدوار الأم لشباب كبار، على الرغم من أنَّها ما زالت في سن السادسة والثلاثين، وعلى الرغم من استغراب العديد من زملائها لقبولها لعب الدور الكبير عليها، إلَّا أنَّها أدته بتميزٍ ونجاحٍ. في رصيدها أكثر من 90 مسلسلًا، كما قدَّمت الكثير من البرامج التلفزيونيَّة، إنَّها الممثلة سوسن ميخائيل.


دمشق: في حوار مع quot;إيلافquot; تحدثت الفنانة السورية، سوسن ميخائيل، عن تحضيراتها للموسم المقبل، ومشاركتها في العام الماضي في العمل المصري مع سمير غانم، وكذلك عن معاناتها في العروض التي تتلقاها من أدوار كبيرة في السن على الرغم من صغرها، وعن تجاربها في التقديم التلفزيوني.

ماذا عن دورك في مسلسل quot;رجال العزquot; وعن تحضيراتك للموسم الرمضاني؟
حاليًا أصوّر مع المخرج علاء الدين كوكش مسلسل quot;رجال العزquot;، وهو مسلسل بيئة شامية، وأجسّد دورquot;أم يونسquot;، وهي أم لبنتين وشاب يستشهد مع الثوار في نهاية العمل، وكأي أم شامية تبقى quot;أم يونسquot; إمرأة عادية تخاف على بيتها وبناتها، وهمّها الأكبر هو زوجها وتربية أولادها، ولا تعلم ما يحدث خارج منزلها لكونها ليست فضولية، ولا يعنيها ذلك بالأساس، وتكون مشاكلها الحياتية بسيطة مثل بساطة تلك الفترة.

كما كانت لديّ مشاركة كضيفة في quot;كسر الأقنعةquot; مع المخرج حسان داوود، وأكملت تصوير برنامج quot;مطلوب الآنquot; في دبي وسيعرض على قناة quot;سما دبيquot;، وهو برنامج كوميدي فيه مقالب لفئة الشباب الهواة لتحقيق أحلامهم الفنية في الغناء والتمثيل والإعلام، حيث يصطدم هؤلاء الشباب بلجنة تحكيم دكتاتورية متعسفة، تشتت أحلامهم وتحبطهم من خلال الكاميرا، إضافة إلى تصوير حلقتين من برنامج quot;كاريوكي النجومquot;.

المرأة في معظم المسلسلات الشامية تتهم بأنها ثرثارة.. كيف سنرى سوسن ميخائيل في العمل؟
أوافقك الرأي في أن صورة المرأة الشامية عند المتلقي العربي باتت تتميز بالثرثرة، حتى إن بعض المسلسلات أظهرت المرأة الشامية وكأن لا هم عندها سوى الكلام والنميمة، لكن quot;أم يونسquot; ليست ثرثارة كما باقي المسلسلات، فهي تجتمع مع نساء الحارة، ولا توجد مواقف تظهر الكلام من الكثير، حتى إن غالبية نساء العمل لهن وجودهن وشخصيتهن، ولهن الفعل الذي تقمن به.

ما هي الإضافة التي تجنيها سوسن ميخائيل من المسلسلات الشامية؟
بصراحة أنا لم أعمل في هذا النوع من المسلسلات منذ فترة طويلة منذ مسلسل quot;الياسمين والاسمنتquot;، وأحببت أن تكون لي مشاركة في هذا العمل، مع أن الدور صغير، وعند وجود الممثل في شهر رمضان بهذا النوع من الأعمال يكون له حضور أكبر، خصوصًا من خلال المتابعة العالية لهذا النوع من المسلسلات، إضافة إلى أنني بشكل شخصي أحب الأعمال الشامية.

ما رأيك بمسلسلات البيئة الشامية؟
الجمهور السوري في حالة انتظار دائم للمسلسلات الشامية، وهكذا كان الاعتقاد السائد، ولكن الدهشة أصابت المنتجين عندما عرفوا إن الوطن العربي بكامله يترقب هذا النوع من المسلسلات التي أثبتت الحضور القوي، كما أشهرت الممثل السوري كثيرًا، خصوصًا مسلسل quot;باب الحارةquot;، الذي له الفضل في ذلك، مع العلم أنني شخصيًا أعرف أن هناك مسلسلات شامية أهم بكثير من quot;باب الحارةquot; مثل quot;أيام شاميةquot;، وquot;ليالي الصالحيةquot; وquot;الخواليquot;، ولكنها لم تحصل على الاهتمام، مما جعلني في حالة غيرة كي أكون موجودة في هذه الأعمال لكونها تحقق جماهيرية كبيرة.

وفي النهاية أصبح الجمهور هو الذي يحكم على نجاح وفشل أي عمل، لأن هناك الكثير من الأعمال التي تجعل الممثل يتعب على دور، ويبذل كل طاقاته، ولكنها لا تلاقي النجاح، بينما ينجح مسلسل آخر، لا يبذل فيه الممثل ويعطيه الطاقة المطلوبة لكون معظم أدواره تكون سهلة.

وما سر غياب الفنانة سوسن ميخائيل خلال العام الماضي؟
في العام الماضي كنت ضيفة على quot;رايات الحقquot;، وquot;صبايا 2quot;، وكنت مشغولة في مسلسل مصري ست كوم كوميدي مع الفنان سمير غانم بعنوان quot;سمير وعيلتو الكتيرquot; إخراج أحمد البدري، وجسدت فيهدور الزوجة السورية، وواحدة من زوجات سمير غانم الثلاث، وقدمته باللهجة السورية، وللأسف لم يأخذ العمل حقه من العرض على الشاشات العربية، لذا كنت شبه غائبة في الموسم الفائت.

ماذا استفدت من التجربة المصرية؟
كانت مشاركة لطيفة، وبصراحة تطورت خبرتي مع المصريين، وأحببت تعاملهم واحترام المصريين للفنان، ولديهم طقوس مهمة، نحن محرومون منها في سوريا، وأتمنى أن تتحسن الأوضاع الإنتاجية في مصر لنعود.

وما هي هذه الطقوس؟
أهم شيء عند المصريين هو راحة الممثل قبل العمل كي يستطيع تأدية دوره بطريقة صحيحة. أما في سوريا فمصلحة العمل بنظر المنتج أهم من مصلحة الممثل، وفي مصر على سبيل المثال هناك مساعدين لكل ممثل، وأذكر على سبيل المثال موقف حصل معي عندما أوقف الفنان سمير غانم التصوير لمجرد علمه أنني في حالة صداع خفيف.

أما عندنا فأنا تعرضت لموقف مرة في التصوير، حيث كنت في حالة من التعب والألم في كليتي، وأحتاج الدخول إلى مستشفى، عندها لم يتركني طاقم العمل إلا بعد استكمال مشاهدي.

هل توافقين علىالعمل في مصر في ما لو عرض عليك دور باللهجة المصرية؟
لا أعرف لماذا يتم التركيز على هذا السؤال فقط عندما يعمل الممثل السوري في مصر تحديدًا، نحن نعمل في الخليج، ونمثل بلهجات عدة، كالأردنية والبدوية والفلسطينية، واللهجة المصرية هي بالنهاية لهجة عربية، وطبعًا أنا لن أمانع التمثيل بأية لهجة.

سوسن ميخائيل من أوائل الممثلات السوريات اللواتي عملن في الخليج، ما رأيك بالدراما الخليجية؟
الدراما الخليجية أثبتت وجودها، وتحاول المنافسة وتخوض في موضوعات حساسة، وربما تتجرأ في المحظورات بالنسبة إلى بيئة الخليج المغلقة، وهذه الموضوعات تشدّ مشاهدين في سوريا وكل المتابعين من الوطن العربي لكونها موضوعات قوية، وفيها جرأة، إضافة إلى أن الصورة في الدراما الخليجية جميلة، واستطاعوا من خلال استعانتهم بالمخرجين السوريين والعرب أن يطوروا تقنيات الصورة، وفي النهاية شركات الإنتاج تنتج الكثير من المسلسلات، ويتم تسويقها بسهولة، والكم يفرز النوع بالتأكيد.

سوسن ميخائيل ممثلة عملت في الأردن ومصر والخليج، فهل كانت الغاية من ذلك الانتشار أم الأجر الكبير؟
بالنسبة إلى الانتشار فهو يعنيني، ولكن عمري في الفن أصبح أكثر من خمسة عشر عامًا، وفي رصيدي من الأعمال أكثر من تسعين عملًا تلفزيونيًا، ووصلت إلى شهرة ترضيني، وما يهمني هو الحفاظ على المكانة التي وصلت إليهافي تقديم ما يرضي جمهوري، وإحساسهم بغيابي يحملني مسؤولية كبيرة تجاههم. أما بالنسبة إلى موضوع الأجور فأنا لا أنكر إن أجر الفنان السوري في مصر أكثر بثلاثة أضعاف الأجر في سوريا، ولكن في الخليج فالأجر لا يختلف عن سوريا، ولكن حب الوجود في الدراما الخليجية هو ما يدفعني إلى الموافقة.

وماذا عن قرار تخفيض أجور الفنانين في مصر في ما لو أثر على الفنان السوري هل ستعودين للعمل معهم؟
قرار تخفيض الأجور أثر على نجوم الدراما المصرية الذين كانوا يتقاضون أجورًا توازي ميزانية عمل كامل، وأظن أن هذا القرار يخدم الدراما المصرية بشكل عام، ولكن بالنهاية سيظل التعاون بيننا قائمًا، وهذه المرحلة تعتبر أزمة وستمر، وأنا بالتأكيد لن أمانع في العمل في مصر فقط لأن الأجر تم تخفيضه.

ما هي حدود الموافقة والرفض عند سوسن ميخائيل؟
قبل أي عمل أوافق على الأدوار الجديدة، والتي لم يسبق عملي بها، وفي العمل الذي أقوم بتصويره حاليًا طلبت من المخرج إضافة مشاهد ليرتقي إلى مستوى طموحي، على الرغم من أن صغر الدور لا يعنيني، وبالنسبة إلى موضوع الأجور فأنا لا أعرف مبدأ المفاصلة، والكلام في هذه الموضوعات، لذا دائمًا أكون مغدورة في هذه المسألة.

وهل كان لمسألة السن المحير أي أثر على غياب سوسن ميخائيل عن الساحة الفنية في سوريا؟
بصراحة مع إنني قطعت هذه المرحلة منذ زمن، والمشكلة إنني حينما قبلت بدور أم قصي خولي في مسلسل quot;عصر الجنونquot;، ووقتها أغراني الدور كثيراً، ولا أنكر نجاحه وأثره على المستوى الفني، ولكن المفاجأة والمأساة بدأت بعد هذا الدور، إذ لم يعد يعرض عليَّ المخرجون سوى أدوار الأم، وأنا لست ضد القيام بهذه الأدوار، ولكن مع مراعاة عمري الحقيقي، الذي يشبه أم لأطفال، وليس كما يعرض عليَّ غالبًا في تجسيد دور الأم لممثلين أحيانًا أكبر مني، ورفضت الكثير من الأعمال، إلى أن أصبحت غائبة تمامًا عن الشاشة، وأنا حاليًا أقبل بهذه الأدوار فقط كي أعود إلى الساحة وأعمل، وأتمنى على المخرجين أن يجدوا في سوسن ميخائيل عمرها الحقيقي، فأنا مازلت شابة، ولديّ من الحيوية ما يكفي لأداء الأدوار التي تتطلب الديناميكية والحركة والرياضة، وهذا لا يعني أنني أطالب بأدوار الفتاة الجامعية.

هنالك الكثير من تجارب التقديم التلفزيوني في رصيدك كيف يتم ترشيحك لها؟
حقيقةً أنا أحب التقديم كثيرًا، وتجاربي فيها لا تعد لكوني عملت في مجال التقديم منذ بداياتي في الوسط الفني، وأستطيع القول إني امتلك موهبة الإعداد والتقديم والإخراج، وكل البرامج التي أقدمها تكون من إعدادي، وأشرف على عملية إخراجها أيضًا، وعندما يتم تجديد الدورات البرامجية في التلفزيون السوري أكون أول من يتقدم باقتراحات لهم، وحاليًا أعمل على برنامج quot;كاريوكي النجومquot;، وهوعبارة عن مسابقة بين المشاهير، وهي نسخة عربية لبرنامج أجنبي، وقدمت حلقة منه، لكن الأحداث الحالية في سوريا منعت بثه حتى الآن، وذلك لأن التلفزيون يركز فيكل ساعاته على ما تتعرض له البلاد من موجة احتجاجات، كما إنني أنتظر الموافقة على برنامج قدمته لتلفزيون quot;أبوظبيquot;، ومعظم البرامج تكون من أفكاري، لذا أكون المشرف عليها من الألف إلى الياء.