قال العلماء إن هناك مبالغة في تقدير دور الشمس في رفع درجة حرارة الأرض
قد يكون دور الشمس في تسخين الأرض عكس ما كان يقوله العلماء في السابق. إذ وجد فريق من الباحثين أن تزايد وتناقض نشاط الشمس يؤثرفي درجات حرارة الأرض بشكل معاكس لما ظنه العلماء من قبل.

تشير دراسة جديدة إلى أنه حين تكون الشمس في أقل مستوى لها من النشاط في دورتها الشمسية البالغة 11 سنة مثلما هو الحال في ديسمبر 2009 فإنها تجعل الأرض أكثر دفئا من أي وقت آخر والعكس صحيح أيضا.

ونقلا عن صحيفة الغارديان كتبت البروفسورة جوانا هيغ من الكلية الملكية التي قادت فريق البحث في مجلة quot;نيتشرquot; العلمية بعددها الصادر اليوم: quot;حين شاهدت النتائج أول مرة ظننت أننا قمنا بحسابات خاطئة، وإذ اثبتت دراسات لاحقة النتائج نفسها وخلال فترة أطول فإننا قد نكون بالغنا في دور الشمس في تسخين كوكبناquot;.

وساعد هذا الاكتشاف على تفسير بعض الظواهر المناخية المحلية الغريبة فهناك أوروبا التي يمكن أن تكون باردة جدا في الشتاء في وقت ما حين تكون بقية أجزاء الأرض دافئة.

واقترح بعض المتشككين بنظرية الاحتباس الأرضي أن التغيرات في مدى لمعان الشمس قابل ليفسر الاحتباس الأرضي الذي يمكن تعقب بداياته من القرن الماضي لكن هيغ قالت إن ما اكتشفته مع فريقها لا يعزز هذا الرأي. فإذا كانت الشمس تسخن الأرض أقل حين تكون في قمة نشاطها فعند ذلك يكون العكس صحيحا.

كذلك فإن تأثير التسخين في نسبة الغازات المقذوفة للجو والناجمة عن نشاطات البشر كان 10 مرات أكثر من التحولات في قوة الشمس.

من جانبه قال البروفسور مايك لوكوود الفيزيائي المتخصص في الشمس من جامعة ريدنغ الإنكليزية: quot;نحن لا نملك أي سبب حاليا لتغيير وجهة النظر العامة حول مساهمة تغير الإشعاع الشمسي في التغيرات المناخية، لا على مستوى الأرض ككل لكن هناك الكثير من الأدلة المؤكدة أن هذه التغيرات لها تأثير على مستوى اقليمي وخصوصا في أوروباquot;.
وهذا يعود لأن مدى حدة الشمس يلعب دورا حاسما في المناطق الواقعة وسط خطوط العرض حيث تقع بريطانيا عن طريق التحكم بتيار رياح الهواء التي بدورها تتحكم في الطقس حسب رأي البروفسور لوكوود.

وتعتبر التغيرات في تيارات الهواء المتدفق مسؤولة عن شتاءات أوروبا شديدة البرد مثل ما كان في السنة الماضية وكذلك على الظروف التي تسببت في انقذاف الرماد البركاني من بركان آيجافجالاجوكس في ايسلندا كي يتحرك جنوبا إلى أوروبا ويعطل حركة الطائرات.
وإضافة إلى دورات الشمس التي تمتد إلى 11 سنة هناك دورات quot;عظيمةquot; تستمر ما بين 200 و300 سنة وقال البروفسور لوكوود إن الدورة الحالية للشمس قد طالت أكثر مما هو متوقع.

وما يترتب على التأثيرات الإقليمية أن درجات الحرارة قد تهبط إلى قدر يمكن تسميته quot;بالعصر الجليدي المصغرquot;، وهي الفترة التي عرفت أوروبا فيها أشد درجات البرودة ما بين عامي 1600 و1800.
لذلك فسيكون هناك مناخان مختلفان جدا: أوروبا الشديدة البرودة بينما سيكون حارا جدا في غرين لاند حسب قول البروفسور لوكوود.
وأضاف أن البحث الجديد ساعد على تقديم إجابة للسؤال التالي: لماذا يستطيع نشاط الشمس أن يؤثرفي المناخ بشكل إقليمي بينما لا تؤثرفي تسخين بقية كوكب الأرض.

أما البروفسورة هيغ فقالت إن القياسات المستقبلية ستمكن العلماء من تحديد ما إذا كان هناك علاقة ما بين حدة الشمس والتسخين الحراري الذي عرفته الأرض ما بين عامي 2004 و2007 وما إذا كان هذا الارتفاع طبيعيا أم شاذا. وأضافت: quot;أظن أنها مسألة مراقبة هذا الفضاءquot;.