لؤي محمد: ترى سارة ايمز رئيسة كلية الهوميوباثي البريطانية أن على دائرة الصحة القومية NHS جعل الهوميوباثي متوفرًا في عياداتها الصحية فهي كطبيبة مدربة قد استخدمت هذا الفرع البديل من الطب في الكثير من استشاراتها الطبية العامة وفي مستشفى العلاج الهوميوباثي، ووجدت أن مساعدة المرضى، الذين يتلقون العلاج المناسب المتكون من مزج الطب التقليدي مع طب الهوميوباثي، كانت أكثر فعالية من أن تكون معتمدة على أحدهما فقط.

وكتبت في مقالة نشرتها صحيفة التايمز اللندنية أن طب الهوميوباثي يمارس وبشكل أمين منذ ما يقرب من 200 سنة وظل جزءا من الـ NHS منذ عام 1948. وفي الطب العام يقدم هذا النمط من الطب طريقة فعالة وغير مكلفة للتعامل مع مشاكل صحية شائعة. فهو مفيد جدا في علاج درجات مرضية خفيفة مثل الالتهابات الفيروسية والإسهال والتقيؤ والإصابات والتمكن من إدارة بعض الأعراض المرضية طويلة المدى.

ومع العقاقير التي يستخدمها طب الهوميوباثي يجد المرضى أنفسهم قادرين على استخدام بعضها بأنفسهم واستشارة الأطباء إذا كانت تلك الأدوية غير فعالة. وهذا حسبما ترى الدكتورة ايمز سيساعد على تقليص الوقت المستخدم لمعاينات أطباء quot;دائرة الصحة القوميةquot; NHS إضافة إلى تقليص تكاليف العلاج.

إضافة إلى ذلك، فإن الكثير من المرضى مسرورون لوجود علاجات بديلة يقدمها طب الهوميوباثي للعقاقير السائدة مثل مضادات الحيوية والستيرويد ومضادات الالتهاب. كذلك فإن طب الهوميوباثي قادر على أن يكون مفيدا جدا في المستشفيات. فللمستشفيات الأربعة الموجودة في بريطانيا الخاصة بطب الهوميوباثي أطباء وممرضات مدربون ويتم تحويل المرضى إليها عن طريق أطبائهم حينما يفشل الطب التقليدي في تحسين حالاتهم الصحية.

وتحتج الدكتورة ايمز ضد الفرضية القائلة بإن عقاقير الهوميوباثي خالية من أي تأثير أكثر من التأثير الناجم عن الوهم بفعاليتها بسبب درجة تخفيف المواد المتكونة منها إلى حد تصبح معه خالية مختبريا من أي تأثير كيميائي.

مع ذلك، فإن دور الـ NHS من وجهة نظرها هو جعل المرضى في حالة صحية أفضل باستخدام كل أنواع العقاقير المؤدية إلى ذلك، فالعقاقير بشكل عام لها تأثير نفسي على المريض وهذا لا يقتصر على عقاقير طب الهوميوباثي. فحسب دراسة جرت في مدينة بريستول الإنجليزية على 6000 مريض ونشرت في عام 2005، كان هناك تحسن في الوضع الصحي لـ 70% منهم بعد استخدامهم لعقاقير الهوميوباثي. ولم يكن التحسن فقط فيما يعانون منه من أمراض بل في حالتهم الصحية بشكل عام.

وأثارت في حينها تلك الاحصائيات الكثير من الجدل لكنها كانت جزءا من صورة واسعة. فالقرارات التي تحدد طبيعة العناية الصحية يجب أن تعتمد على عدة عوامل منها مبدأ الاختيار بالنسبة للمرضى والسلامة والتكاليف ومدى فعالية الأدوية. فجميع العاملين في بريطانيا يدفعون لتغطية تكاليف العلاج المجاني ولذلك ترى الدكتورة ايمز أن من حق المرضى أن يحصلوا على العلاج الذي يريدونه إذ ماذا سيحدث لأولئك المرضى الذين لا تستجيب أجسادهم إلى العلاج التقليدي؟

وتأتي مقالة الدكتور سارة ايمز ردا على العديد من الأصوات المنادية بإلغاء دعم دائرة الصحة القومية لأنواع الطب البديل مثل الهوميوباثي مع مساعي الحكومة البريطانية لتقليص النفقات العامة كي تتمكن من تقليص العجز المالي الضخم القائم حاليا في الميزانية البريطانية.