أظهرت دراسة ان سن الابوين يحدد خطر إصابة الأطفال بالتوحد

أشرف أبوجلالة من القاهرة: وجدت دراسة أميركية حديثة أن الأمهات الكبيرة في السن يتزايد لدى أطفالهن خطر الإصابة بداء التوحد عن أطفال الأمهات صغيرات السن، وتبين كذلك أن الآباء الأكبر سنًا يساهمون بصورة كبيرة في زيادة خطر الإصابة بهذا العرض عندما يكون شركائهم دون الثلاثين عامًا.

وفي تلك الدراسة التي جرى نشرها على الموقع الإلكتروني الخاص بمجلة بحوث التوحد على شبكة الإنترنت، قام الباحثون بتحليل ما يقرب من خمسة ملايين ولادة في كاليفورنيا خلال عقد التسعينات من القرن الماضي، وطيلة تلك الفترة تم تشخيص 12159 حالة إصابة بالتوحد لدى هؤلاء الأطفال، وهي العينة الكبيرة بما فيه الكفاية لدراسة الآلية التي تتأثر من خلالها أخطار الإصابة بالتوحد، عندما يكون أحد الوالدين في سن معينة والآخر في نفس السن أو أكبر أو أصغر بفارق سني كبير.

وتأتي تلك النتيجة في الوقت الذي أظهرت فيه دراسة بحثية سابقة أن خطر الإصابة بالتوحد يزداد مع تقدم سن الأب. فقد وجدت الدراسة الحديثة أنه وعندما يزداد سن الأب عن الأربعين عامًا ويقل سن الأم عن الثلاثين، تكون الأخطار المتزايدة واضحة بشكل خاص، بنسبة تقدر بـ 59 % مقارنة ً بالرجال الأصغر في السن. وعلى النقيض، بالنسبة للسيدات اللواتي تزداد أعمارهن عن الثلاثين فما أكثر، فيتزايد لدى أطفالهن خطر الإصابة بالتوحد بنسبة 13 % عندما يزداد سن الأب عن الأربعين عامًا.

وأوضحت الدراسة كذلك أن كل زيادة بمقدار خمسة أعوام في سن الأم، تُزيد من خطر إنجابها لطفل مصاب بالتوحد بنسبة 18 %، وتتزايد أخطار الإصابة لدى أم تبلغ من العمر 40 عامًا بنسبة 50 % عن تلك المرأة التي تصبح أمًا في نهاية العشرينات من عمرها، وبنسبة 77 % عن امرأة لم تتجاوز بعد عامها الخامس والعشرين. لكن وفي الوقت الذي ارتفعت فيه بشكل كبير أعداد سيدات كاليفورنيا اللواتي يلدن في الأربعينات من أعمارهن خلال عقد التسعينات، قال الباحثون إن ذلك لا يمكن أن يأخذ بعين الاعتبار التزايد الذي يُقدر بسبعة أضعاف في أخطار الإصابة بالتوحد طوال العِقد.

وفي هذا الشأن، تنقل صحيفة النيويورك تايمز الأميركية عن جاني شيلتون، طالبة الدراسات العليا في علم الأوبئة بجامعة كاليفورنيا، قولها :quot; تحدث الزيادات في حالات الإصابة بالتوحد بين أطفال الأبوين من كافة الأعمار . ولا يمكننا القول إن الاتجاه المتحول لسن الأم هو المسؤول عن المعدلات المتزايدة للإصابة بالتوحدquot;. وتلفت الصحيفة من جانبها إلى أن نتائج تلك الدراسة جاءت لتلقي بتساؤلات حول النتائج التي سبق وأن خلصت إليها دراسة بحثية بإشارتها إلى تزايد أخطار الإصابة بالتوحد مع تقدم سن الأب.

وتنقل الصحيفة في ختام حديثها عن باحث يدعى دولوريس مالاسبينا، وهو أخصائي نفسي بمركز لانغون الطبي التابع لجامعة نيويورك بالولايات المتحدة، قوله إن الآباء والأمهات عادة ما يكونون قريبين جدًا في السن من بعضهم البعض لدرجة أن الفروق الإحصائية الصغيرة يمكنها أن تظهر لتحول تأثير السن المتقدم من والد إلى آخر. وتمضي الصحيفة لتنقل عنه في هذا الشأن، قوله :quot; من المهم ألا نحول وجهتنا ونتوجه باللوم للأمهات. فهناك أدلة قوية للغاية على أن هناك تأثير لسن الأبquot;.