لندن: يرأس رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اجتماع أزمة الاثنين مع تزايد عدد الدول التي حظرت السفر مع المملكة المتحدة على خلفية ظهور طفرة جديدة من فيروس كورونا أكثر قدرة على الانتشار، قالت لندن إنها "خارجة عن السيطرة".

وتسود حالة من القلق في كافة أنحاء أوروبا مع تفشي ما يبدو أنه سلالة أكثر قابلية على الانتشار من فيروس كورونا في بعض أجزاء بريطانيا.

وعلى إثر ذلك، دعت منظمة الصحة العالمية إلى مضاعفة التدابير الهادفة لاحتواء عدد الإصابات في أوروبا التي تخطى عدد الوفيات فيها 500 ألف.

على الجانب الآخر من الأطلسي، نجح النواب الأميركيون بالتوصل لاتفاق لحزمة مساعدات قيمتها 900 مليار دولار لمساعدة الأميركيين المتضررين من تداعيات وباء كوفيد-19.

في لندن، دعا جونسون لاجتماع خلية أزمة في الحكومة "لمناقشة الوضع المتعلق بالتنقلات الدولية وخصوصا التدفق المنتظم للشحن من المملكة المتحدة وإليها".

وعلقت عدة دول أوروبية الرحلات مع الأراضي البريطانية، فيما يتوقع أن تحذو دول أخرى حذوها. وقررت فرنسا الجارة المباشرة للمملكة المتحدة تعليق مرور الأشخاص والسلع من بريطانيا، فيما قالت هولندا إن المسافرين عبر السفن من بريطانيا سيمنعون من دخول أراضيها.

وقالت السلطات الصحية في هونغ كونغ إن الرحلات مع المملكة المتحدة ستعلق الثلاثاء، كما فرضت كندا وتشيلي والأرجنتين في وقت متأخر الأحد أيضاً قيوداً على السفر من بريطانيا، وتبعتها الهند الاثنين بحظر السفر من بريطانيا.

في المقابل، ألمح مسؤولون أميركيون إلى أن الولايات المتحدة لن تتخذ خطوة مماثلة في الوقت الحالي، في حين رأى رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أن فرض حجر لمدة 14 يوماً على الوافدين من بريطانيا يكفي لمواجهة التهديد الوبائي الصاعد.

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه الموانئ البريطانية حركة مرور كبيرة، مع قيام العديد من الشركات بالتخزين استعدادا لخروج المملكة المتحدة من السوق الأوروبية الموحدة مساء 31 ديسمبر.

وفي وقت متأخر الأحد، أعلن ميناء دوفر (جنوب شرق) المرفأ البريطاني الرئيسي على بحر المانش إغلاق حركة المرور الصادرة "حتى إشعار آخر".

ودعت منظمة الصحة العالمية الدول الأوروبية إلى "مضاعفة قيودها"، فيما قال مصدر في الحكومة البريطانية إن دول الاتحاد الأوروبي الـ27 قد تعتمد قيوداً مشتركة على السفر من بريطانيا وإنه يجري تنسيق استجابة موحدة للسفر عبر البحر والبر.

كما أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال اتصالا عبر الإنترنت الأحد بشأن القضية، وفق ما أعلن قصر الإليزيه.

اللقاحات الحالية ضد كوفيد-19 فعالة في الوقاية من السلالة الجديدة

ورغم حالة القلق السائدة، خلص خبراء الاتحاد الأوروبي إلى أن اللقاحات الحالية ضد كوفيد-19 فعالة في الوقاية من السلالة الجديدة، وفق ما أعلنت الحكومة الألمانية مساء الأحد.

أفاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن شدة تفشي سلالة الفيروس الجديدة أجبرته على فرض إغلاق في معظم أنحاء انكلترا في فترة عيد الميلاد.

وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك لشبكة "سكاي نيوز" بعدما تراجع جونسون عن قراره السابق بتخفيف التدابير خلال موسم الأعياد "للأسف، إن السلالة الجديدة خارجة عن السيطرة. علينا السيطرة عليها".

واكتشف العلماء السلالة الجديدة، التي يعتقدون أنها تنتقل أسرع بنسبة 70 في المئة، أول مرة لدى مريض في سبتمبر. وأبلغت هيئة الصحة العامة في إنكلترا الحكومة الجمعة عندما كشفت عملية إعداد نماذج الخطورة الكاملة للسلالة الجديدة.

وأودى فيروس كورونا المستجد بمليون و685 ألفا و785 شخصا منذ ظهوره في الصين في ديسمبر العام الماضي، وفق تعداد يستند الى مصادر رسمية لفرانس برس الساعة 11,00 ت غ الأحد.

ومع بدء موسم الشتاء الأبرد في القسم الشمالي من الكرة الأرضية حيث تزداد حدة الأمراض التنفسية، تستعد الدول لموجات جديدة من كوفيد-19 ولتشديد القيود على الرغم من الأضرار الاقتصادية التي تسببت بها الإغلاقات في وقت سابق من العام.

هولندا: إغلاق لخمسة أسابيع

وتشهد هولندا على سبيل المثال إغلاقا مدّته خمسة أسابيع يستمر حتى منتصف يناير بحيث أغلقت جميع المتاجر غير الأساسية للحد من تفشي الوباء.

وحظرت كوريا الجنوبية في العاصمة والمناطق المحيطة بها، معظم التجمعات التي يفوق عدد المشاركين فيها خمسة أشخاص، فيما سجلت 24 وفاة الاثنين خلال 24 ساعة، وهو رقم غير مسبوق.

كما فرضت إيطاليا سلسلة جديدة من القيود يتواصل تطبيقها حتى السادس من كانون الثاني/يناير. وأعلنت إيطاليا مساء الأحد اكتشاف إصابة من السلالة الجديدة على أراضيها.

في الولايات المتحدة، اتفق أعضاء الكونغرس الأميركي الأحد على حزمة بقيمة 900 مليار دولار لمساعدة ملايين الأميركيين المتضررين من كوفيد-19.

وتشمل هذه الحزمة مساعدات لتوزيع اللقاح والخدمات اللوجستية وامتيازات إضافية للعاطلين عن العمل بقيمة 300 دولار في الأسبوع، وجولة جديدة من شيكات التحفيز بقيمة 600 دولار.

وبات ينظر إلى إطلاق اللقاحات الآن على أنه الطريقة الوحيدة الفاعلة لإنهاء الإغلاقات التي فرضت لوقف تفشي الفيروس وأثرت على الاقتصادات.

ويتوقع أن تبدأ أوروبا بحملة تلقيح واسعة بعد عيد الميلاد على خطى الولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين بدأتا حملات التطعيم باستخدام لقاح فايزر-بايونتيك، وهو واحد بين عدة لقاحات تتصدر المشهد.

وأوصى مجلس خبراء في الولايات المتحدة الأحد بتلقيح من تفوق أعمارهم 75 عاماً في المرحلة التالية مع 30 مليون "عامل أساسي على الخطوط الأمامية"، مثل المدرسين والعاملين في المتاجر والشرطة. كما بدأت روسيا والصين بتطعيم سكانهما بلقاحات أنتجهما البلدان محليا.