واشنطن: شككت هيئة أميركية ناظمة الثلاثاء بمستوى الفعالية الذي أعلنته شركة استرازينيكا للقاحها المضاد لكوفيد-19 في ضربة جديدة للمختبر الذي يواجه ضغوطا أساسا في أوروبا فيما أحيت بريطانيا ذكرى ضحايا الوباء.

وأما بالنسبة للألمان فصدر القرار فجر الثلاثاء إذ سيمضون عطلة عيد الفصح في الإغلاق في مواجهة "وباء جديد" ناجم عن النسخة المتحورة البريطانية لفيروس كورونا تعتبر أكثر فتكا وعدوى.

وفيما يعد اللجوء الى لقاح أسترازينيكا مهما جدا في وقت تتسارع الموجة الثالثة من الوباء في أوروبا، أعلن معهد أميركي أن شركة أسترازينيكا ربما استخدمت بيانات "قديمة" خلال تجاربها السريرية في الولايات المتحدة على اللقاح.

وأعرب المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في بيان صدر مساء الاثنين عن "قلقه من أن أسترازينيكا ربما استخدمت معلومات قديمة في هذه التجارب، وهو أمر أدى إلى رؤية غير كاملة لفعالية اللقاح".

وأضاف "نحض الشركة على العمل مع مجلس مراقبة البيانات والسلامة لتقييم فعالية البيانات، والتأكد من أن البيانات الأكثر دقة وحداثة وفعالية ستنشر بأسرع وقت ممكن".

وكان مختبر أسترازينيكا دافع الاثنين عن لقاحه الذي يرفض قسم كبير من الأوروبيين تلقيه، مؤكدا أنه فعّال بنسبة 80% ضد فيروس كورونا لدى الأشخاص المسنّين ولا يزيد خطر حصول جلطات دموية، بعد تجارب سريرية أُجريت في الولايات المتحدة شملت 32449 شخصا.

وأوضح الثلاثاء انه للوصول لهذه النتائج التي نشرت الاثنين حول تجارب سريرية في الولايات المتحدة، استخدم بيانات تعود الى ما قبل 17 شباط/فبراير.

وتعهد مختبر استرازينيكا الثلاثاء بان يقدم في غضون 48 ساعة بيانات حديثة لهذه الهيئة الناظمة الأميركية.

أكثر من 126 ألف وفاة في سنة

لزمت بريطانيا، الدولة الأكثر تضرراً من فيروس كورونا في أوروبا، الثلاثاء دقيقة صمت عند الساعة 12,00 ت غ في ذكرى 126 ألف شخص توفوا بسبب الوباء، بعد سنة على فرض أول إغلاق في البلاد.

ودعي البريطانيون في "يوم التأمل" هذا أيضا لإضاءة النور أو شمعة أو هاتف خلوي أو مصباح يدوي على عتبة منزلهم في المساء.

في ألمانيا، أعلن القرار في ختام مفاوضات استمرت حوالى 12 ساعة بين المستشارة أنغيلا ميركل ورؤساء المقاطعات حيث ستغلق غالبية المتاجر وستلغى الاحتفالات الدينية في عطلة عيد الفصح من 1 الى 5 نيسان/ابريل كما ستحظر التجمعات.

التلقيح صباحا وظهرا ومساء

وقالت ميركل "الوضع خطير. عدد الإصابات يتزايد بشكل متسارع والأسرّة في أقسام العناية الفائقة بدأت تمتلئ مجددا".

وتواجه ألمانيا "وباء جديدا" بسبب انتشار نسخ متحوّرة جديدة وفق المستشارة التي حذرت "لدينا فيروس جديد (...) إنه أكثر فتكا بكثير، وأشد عدوى لفترة أطول بكثير".

في فرنسا حيث يعتبر التلقيح في "صلب المعركة" بحسب الرئيس ايمانويل ماكرون فان حوالى 35 مركزا للتلقيح سيدخل في الخدمة في الأيام المقبلة. وقال الرئيس الثلاثاء "يجب التلقيح بالحد الأقصى، صباحا وظهرا ومساء".

في موازاة ذلك استهجن وزيرا خارجية روسيا والصين الثلاثاء سياسة الغربيين في مجال اللقاحات ضد كورونا ونفيا من جانبهما أي "انتهازية" عبر التاكيد ان بلديهما يسعيان فقط الى "إنقاذ أرواح".

وتأتي هذه التصريحات في خضم توتر حول المصادقة على لقاح سبوتنيك-في الروسي في الاتحاد الاوروبي حيث تتهم روسيا بروكسل بابطاء هذه العملية عمدا. من جهتها تتهم بروكسل موسكو وبكين "باستخدام اللقاحات لغايات دعائية".

من جانب آخر، أعلنت الدنمارك التي هي في حالة شبه إغلاق منذ ثلاثة أشهر انها ستعيد فتح البلاد بشكل كامل تقريبا حين يتم تلقيح كل من تفوق أعمارهم 50 عاما وهو ما يمكن أن ينجز نظريا في نهاية أيار/مايو.

في اسبانيا، أعلنت المتحدثة باسم الحكومة الثلاثاء انه سيتم في 30 آذار/مارس رفع القيود السارية منذ كانون الأول/ديسمبر على الوافدين من بريطانيا.

بوتين يتلقى اللقاح

يتلقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الثلاثاء أحد اللقاحات الثلاثة التي طورتها بلاده لكن بعيدا عن الإعلام. وكان الرئيس الروسي البالغ 68 عاما وعد في كانون الاول/ديسمبر بانه سيقوم بهذا الأمر.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "لم يتم تطعيم الرئيس بعد لكننا نتوقع (أن يتم) بحلول نهاية اليوم، مساءً". وأضاف "لن نُظهر ذلك، ويجب تصديق ما نقول" مشيرا إلى أن بوتين "لا يحب تلقي اللقاح أمام الكاميرات".

وما زال الاتحاد الأوروبي منقسما بشأن تشديد شروط تصدير اللقاحات المصنعة على أراضيه، وهو إجراء سيستهدف مجموعة أسترازينيكا ويؤجج التوترات مع لندن التي تحرز تقدما كبيرا في حملة التطعيم.

ويجتمع ممثلو الدول السبع والعشرين التي تواجه خلافا مع المجموعة السويدية البريطانية بشأن تسليمها كمية أقل بكثير من اللقاحات المتوقعة، في قمة يومي الخميس والجمعة.

في أماكن أخرى في العالم، تتواصل الجهود مع نجاح متفاوت من اجل محاولة وقف انتشار الوباء الذي تسبب بحوالى 2,723 مليون وفاة حتى اليوم بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس الثلاثاء استنادا الى مصادر رسمية.

سجلت أوكرانيا الثلاثاء أعلى حصيلة وفيات يومية مرتبطة بفيروس كورونا مع 333 وفاة فيما أقرت السلطات بان الوضع "يتفاقم" في البلاد حيث تسجل حملة التلقيح بطئا.

في الجمهورية التشيكية، فان الإصابات مجددا تثير قلقا حيث ارتفع عدد الأشخاص الذين أصيبوا مرتين بالوباء منذ بدء انتشاره ليصل الى 1400 حتى 28 شباط/فبراير مقابل 158 حالة في نهاية كانون الثاني/يناير.