إيلاف من بيروت: تستعد الصين لاختبار عشرات الآلاف من عينات دم سكان ووهان وسط البلاد، كجزء من تحقيق موسع لتتبّع أصل فيروس كورونا الذي ظهر لأول مرّة في هذه المدينة، وذلك وفقًا لمسؤول صيني.

وتأتي الخطوة وسط دعوات متزايدة للشفافية بشأن منشأ الفيروس، الذي بدأ في الصين وانتشر إلى أنحاء العالم، حيث ثارت نظريات عدة عن أصل الوباء وكيف انتقل إلى "المريض رقم صفر".

وتنوي السلطات الصحية اختبار نحو 200 ألف عينة محفوظة في بنك الدم الخاص بووهان، بما في ذلك عيّنات تعود إلى الأشهر الأخيرة من عام 2019 حيث بدأ انتشار المرض في الصين قبل أن ينتقل إلى الخارج، حسب شبكة "سي أن أن" الإخبارية الأميركية.

توصيات الصحة العالمية

وجاءت هذه الخطوة بناء على توصيات من محقّقي منظّمة الصحة العالمية، الذين يعتقدون أنّ تحليل الدم من الممكن أن يكون مصدرًا مهمًا لمعلومات رئيسية، قد تساعد في تحديد كيف ومتى وأين انتقل الفيروس إلى البشر لأول مرة.

ويرى خبراء صحيون أنّ العيّنات، إذا كانت محفوظة بشكل صحيح، يمكن أن تحتوي على "علامات حاسمة لأول أجسام مضادة صنعها البشر ضد المرض".

وقال يانتشونغ هوانغ كبير زملاء الصحة العالمية في مجلس العلاقات الخارجية الصينية لـ"سي أن أن": "هذا يوفّر أقرب ما رأيناه من عيّنات (...) لمساعدتنا على فهم توقيت تفشّي المرض".

ومن جهة أخرى، قالت الأستاذة المساعدة في علم الأوبئة بجامعة كولومبيا الأميركية مورين ميللر، إنّ العيّنات "ستحتوي بالتأكيد على أدلّة حيوية" تفيد في تتبّع أصل كورونا، وحثّت بكين على السماح للخبراء الأجانب بمراقبة العملية.

وأضافت: "لن يصدّق أحد أي نتائج تبلغ عنها الصين، ما لم يكن هناك مراقبون مؤهّلون".

جدل كبير

وفي تموز/يوليو الماضي، قال ليانغ وانيان رئيس الفريق الصيني الذي يعمل مع منظّمة الصحة العالمية في تحقيقها بشأن أصل كورونا، إنّ بلاده ستختبر العيّنات، مضيفًا أنه "بمجرّد أن يحصل الخبراء الصينيون على النتائج سوف يسلّمونها إلى فرق الخبراء الصينيين والأجانب".

ومنذ الأشهر الأولى لظهور المرض، لطالما أثار موضوع أصل فيروس كورونا جدلًا كبيرًا، لا سيما بين الصين والولايات المتحدة ومنظّمة الصحة العالمية.