جنيف: منحت منظمة الصحة العالمية الأربعاء موافقة طارئة للقاح كوفاكسين، وهو أول لقاح يتم تطويره وتصنيعه بالكامل في الهند، والثامن على لائحة اللقاحات العالمية المجازة لمكافحة فيروس كورونا.

هذا اللقاح الفعال بنسبة 78 في المئة، موصى به لجميع الفئات العمرية بدءا من سن 18 عاما بحسب بيان صادر عن منظمة الصحة العالمية. وأوضحت المنظمة أنه يُعطى على جرعتين تفصل بينهما أربعة أسابيع، مشيرة إلى أنه "مناسب خصوصا للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل نظرًا لسهولة تخزينه".

وكوفاكسين هو أول لقاح يتم تطويره وتصنيعه بالكامل في الهند، يحصل على موافقة المنظمة التابعة للأمم المتحدة.

وبذلك، ينضم إلى قائمة اللقاحات المضادة لكوفيد والتي أعطتها منظمة الصحة العالمية موافقتها، وهي فايزر/بايونتيك وموديرنا وأسترازينيكا وجونسون أند جونسون وسينوفارم وسينوفاك.

ويأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تم فيه تجاوز عتبة خمسة ملايين وفاة بسبب كوفيد-19 في العالم. وقد تكون الحصيلة الفعلية للوباء الذي اكتشف نهاية العام 2019 في الصين قبل أن يتحول إلى أسوأ جائحة منذ مئة عام، أعلى بمرتين أو ثلاث مرات.

ولقاح كوفاكسين أو بي بي في 152 الذي طورته شركة "بهارات بايوتيك" يعتمد على فيروس غير نشط، وهي تقنية كلاسيكية نسبيا لكن أضيفت إليها مادة مساعدة جديدة تجعله أكثر فعالية وفقا للشركة المصنعة.

وهذه المادة المساعدة هي التي تميز هذا اللقاح عن اللقاحين الآخرين اللذين يستخدمان التقنية نفسها المرخصين من قبل منظمة الصحة العالمية، وهما لقاحا سينوفاك وسينوفارم.

ويعتبر تخزين هذه اللقاحات أسهل من تلك التي تستخدم تقنية الحمض النووي الريبي المرسال على غرار موديرنا وفايزر/بايونتيك والتي ثبت أنها الأكثر فعالية من بين كل اللقاحات المجازة حتى الآن، لكنها في المقابل تحتاج إلى النقل والتخزين في درجات حرارة منخفضة جدا.

وتسهل موافقة منظمة الصحة العالمية الاعتراف الدولي باللقاح خصوصا للوكالات الأممية وآلية كوفاكس التي تم إنشاؤها لتسهيل وصولها إلى البلدان الأكثر فقرا.

وقال الدكتور كريشنا إيلا الرئيس التنفيذي لشركة "بهارات بايوتيك"، "تعتبر موافقة منظمة الصحة العالمية خطوة مهمة نحو وصول كوفاكسين إلى كل أنحاء العالم وهو آمن وفعال ويستخدم على نطاق واسع في الهند".

وأعرب وزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكار في تغريدة على تويتر عن سعادته قائلا إنه يعتقد أن الموافقة "ستجعل السفر أسهل للعديد من المواطنين الهنود وستساهم في عدالة اللقاحات".

عدم المساواة

ونددت منظمة الصحة العالمية مرارا وتكرارا بمسألة عدم المساواة في اللقاحات بحيث احتفظت الدول الأكثر ثراء بمعظم جرعات اللقاح المتاحة لمواطنيها وهو أمر أثار أيضا استياء الدول المحرومة منها.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنه "حتى الآن، فقط 0,4 في المئة من الاختبارات و0,5 في المئة من اللقاحات المعطاة في كل أنحاء العالم، كانت في البلدان المنخفضة الدخل رغم أن هذه البلدان تمثل 9 في المئة من سكان العالم".

وقالت الدكتورة ماريانجيلا سيماو مساعدة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إن "هذه الموافقة الطارئة تزيد من توافر اللقاحات، وهي أكثر الوسائل الطبية فعالية لوضع حد للوباء".

وأضافت "لكن يجب أن نواصل الضغط لتلبية حاجات جميع السكان وإعطاء الأولوية للفئات الأكثر عرضة للإصابة بالوباء والتي ما زالت تنتظر الحصول على جرعتها الأولى، قبل أن نعلن النصر" على الفيروس.

وبحسب "بهارات بايوتيك"، كانت الطاقة الإنتاجية ما بين 50 و55 مليون جرعة شهريا في تشرين الأول/أكتوبر وتتوقع الشركة أن تصل إلى طاقة إنتاجية سنوية تبلغ مليار جرعة بحلول نهاية العام 2021.

وتقول الشركة الهندية إن عمليات نقل للتكنولوجيا "جارية أيضا إلى شركات في الهند والولايات المتحدة ودول أخرى".