جنيف: أعربت منظمة الصحة العالمية الأربعاء عن قلقها بشأن الأضرار الهائلة التي قد تلحقها المتحوّرة أوميكرون بالسكان غير الملقحين في كوريا الشمالية، وجددت عرضها للمساعدة بدءا بتوفير اللقاحات وصولا إلى المعدات الطبية.

وقال رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس خلال مؤتمر صحافي دوري في جنيف إن "منظمة الصحة العالمية تشعر بقلق عميق إزاء خطر انتشار كوفيد-19 بشكل أكبر في كل أنحاء البلاد، خصوصا أن السكان لم يتلقّوا اللقاحات وأن العديد من الأشخاص لديهم تاريخ طبي يعرضهم لخطر الإصابة بشكل خطير من المرض".

حتى الآن، لا يبدو أن سلطات بيونغ يانغ استجابت لنداءات الأمم المتحدة، وأقرت منظمة الصحة العالمية بأنها لا تستطيع فعل أي شيء سوى انتظار الضوء الأخضر لتقديم المساعدة.

وأشار تيدروس إلى أن منظمة الصحة العالمية مستعدة لتقديم المساعدة، سواء في شكل لقاحات أو أدوية أو اختبارات وغيرها من المعدات التي قد يفتقر إليها النظام الصحي الكوري الشمالي المعرض للانهيار بسرعة تحت وطأة الجائحة.

كما قدم عرض مساعدة لإريتريا، البلد الآخر الوحيد الذي لم يبدأ بعد تلقيح سكانه.

وقالت ماريا فان كيرخوف المسؤولة عن تنسيق مكافحة كوفيد-19 في المنظمة، إنه بخلاف ما هو شائع، فإن أوميكرون ليست "حميدة"، إذ يمكن أن تتسبب هذه المتحورة وكل متحوّراتها الفرعية بحالات من دون أعراض وكذلك بأشكال حادة من المرض وحتى يمكن أن تكون مميتة.

صباح الثلاثاء، عبرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن "قلقها الشديد" من أثر وباء كوفيد-19 على الاوضاع الانسانية في هذا البلد.

وقالت اليزابيث ثروسيل الناطقة باسم المفوضية في تصريح صحافي في جنيف إن "القيود الأخيرة بينها وضع الأشخاص في عزلة مشددة وفرض قيود جديدة على التنقلات ستترك عواقب وخيمة على هؤلاء الذين يواجهون أساسا صعوبات في تلبية حاجاتهم الأساسية".

شجعت المفوضية العليا السلطات الكورية الشمالية على ضمان أن تكون "الاجراءات المتخذة لمكافحة الوباء لا غنى عنها ومتناسبة وغير تمييزية ومحدودة زمنيا وتحترم القانون الدولي لحقوق الإنسان" كما أضافت ثروسيل.

كررت أيضا دعوة المفوضة السامية ميشيل باشليه للمجموعة الدولية إلى تخفيف العقوبات عن بيونغ يانغ "لتسهيل المساعدة الانسانية الطارئة والمساعدات المرتبطة بكوفيد".

وقالت ثروسيل "نشجع سلطات جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية على التحدث بشكل عاجل مع الأمم المتحدة لفتح قنوات إنسانية" و"تسهيل عودة الموظفين الدوليين من الأمم المتحدة ومنظمات أخرى إلى كوريا الشمالية، لتكون قادرة على إيصال المساعدة الى الفئات الأكثر ضعفا وكذلك هؤلاء الذين يقيمون في المناطق الريفية والحدودية".

وسجّلت السلطات أكثر من 1,48 مليون إصابة بحالات "حمى" حتى مساء الاثنين، وفق ما أعلنت الوكالة المركزية، بينما وصل إجمالي الوفيات إلى 56. وقالت إن "663,910 أشخاص يخضعون للعلاج الطبي".

وكثّفت السلطات حملات التوعية الإعلامية وزادت مصانع الأدوية إنتاجها، وفق ما أفادت الوكالة.

ويشير خبراء إلى أن نظام الرعاية الصحية في كوريا الشمالية يعد من بين الأسوأ في العالم، في ظل مستشفيات تعاني من نقص في التجهيزات وقلة وحدات العناية المشددة وعدم وجود أدوية لعلاج المصابين بكوفيد أو إمكانيات لإجراء فحوص على نطاق واسع.