هل سمعتم قصص المتزوجين؟ إن تعمقتم فيها، وفي البيئات الاجتماعية التي تخرج منها، يبدو أنها تعكس أدائهم الزوجي وهويتهم الفردية

إيلاف من دبي: إلى جانب مؤشرات إيجابية مختلفة، مثل تلبية كل طرف لاحتياجات الطرف الآخر العاطفية، وتبادل الخبرات الإيجابية، وتشارك قيم عالية ورؤية موحدة للمستقبل، وجد الباحثون في قصص المتزوجين جوانب سلبية للأداء الزوجي، "ما يشير إلى الضيق الزوجي وتراجع منسوب الرضا في العلاقة الزوجية"، كما يقول مارك ترافرز في تقرير نشرته مجلة "فوربس".

بحسب ترافرز، يشير الباحثون إلى أن هذه التحديات يمكن أن تحدث حتى في الزيجات القوية، موردًا خمسة أسباب رئيسية للخلل الوظيفي في العلاقة الزوجية.

التضحية بالاحتياجات الفردية

يقترح الباحثون أن منح احتياجات الزواج الأولوية وتفضيلها على رغبات الفرد الشخصية هو قرار واعٍ يتخذه الفرد، وليس قبولًا سلبيًا لظروف غير مواتية. غالبًا ما يستلزم ذلك قمع الاحتياجات والتطلعات الشخصية أو تجاهلها.

يقول ترافرز: "قد يقوم الأزواج عن طيب خاطر بتقديم التضحيات من أجل شركائهم من دون أن ينتظروا منهم مقابلًا. على سبيل المثال، ربما يتبنون معتقدات أزواجهم أو يتظاهرون بالاهتمام بهواياتهم، وبالتالي غالبًا ما يعاني الشريك الذي يقدم هذه التضحيات آثار سخط ناجم عن إهمال احتياجاته الخاصة". وفي حين تكون التضحيات إيجابية في مواقف معينة، وتقرب بين الأزواج، إلا أن المشاركين في الدراسة أشاروا في المقام الأول إلى ذلك باعتباره أمرًا سلبيًا.

وفي عام 2022، أشارت دراسة أخرى إلى أن مثل هذه التضحيات "يمكن أن تكون مكلفة، وتؤدي إلى انخفاض منسوب الرضا عن العلاقة لدى المانح الذي يعاني من رفاهية أقل، والمتلقي الذي يشعر بمشاعر مختلطة كالامتنان والذنب نتيجة التضحية الذي يقدمها شريكه". ويقترح الباحثون التواصل حول الاحتياجات الفردية بوضوح، والتقييم الدقيق لضرورة التضحية قبل تقديمها، والتركيز على النتائج الإيجابية للتضحية.

تمكين السلوك السلبي

بحسب ترافرز، يتردد الأزواج في معالجة التصرفات أو العادات السلبية التي تهيمن على العلاقة.ف على سبيل المثال، يمكن أن تصبح الأنانية نمطًا سلوكيًا سلبيًا يفشل في تلبية احتياجات الشريك الزوجي.

يقول: "إن سلبية الزوج أو فشله في التواصل تمكّن استمرار السلوكيات الإشكالية أو المواقف غير المريحة التي تؤثر بشكل كبير على الزواج. في بعض الأحيان، قد يناقش الأزواج هذه الأمور أثناء سرد القصص للمقربين منهم، لكن هذا لا يحل المشكلة داخل العلاقة". فمعالجة هذه السلوكيات بشكل مباشر أمر بالغ الأهمية في تعزيز ديناميكية زوجية أكثر صحة وإشباعًا.

عدم احترام حدود العلاقة الزوجية

يقترح الباحثون أن "سوء إدارة الحدود الخاصة" يحدث عندما يعطي الأفراد هويتهم الشخصية أولوية على رفاهية زواجهم. وفي حين أن رسم الحدود الشخصية يعد أمرًا صحيًا لرفاهية كل فرد، إلا أن عدم احترامها يمكن أن يسبب التوتر.

يقول ترافرز في "فوربس" إن عدم احترام الحدود يؤدي إلى تردي العلاقة وانهيارها، "وهذا يظهر عندما يهمل الفرد الاستثمار في زواجه أو يساهم بنشاط في انهياره من خلال إهانة زوجته أو زواجه. كما تظهر الأبحاث أن الاهتمام والاستجابة لاحتياجات الشريك وحدوده يعزز العلاقة"، مشيرًا إلى أن عواقب سوء إدارة الحدود تؤكد على الحاجة إلى توازن دقيق بين التعبير الفردي والحفاظ على الانسجام مع الآخر.

التعامل مع الضغط الخارجي

للمؤثرات الخارجية تأثير هائل على الانسجام الزوجي. يقول ترافرز: "إن الأحداث المؤلمة مثل فقدان أحد الأحباب، أو مواجهة المشكلات الصحية المزمنة، أو مواجهة الأزمات المالية، يمكن أن تؤثر سلبًا حتى في أقوى الزيجات. ويمكن أن تؤثر هذه المسائل في صحة الشريك العقلية وقدرته على التواصل في العلاقة الزوجية".

ويعرض ترافرز طرقًا لخفض تأثير الضغط الخارجي وتعزيز الرابطة الزوجية، منها إنشاء مساحة آمنة عاطفيًا للحوار الصريح، ، وتطوير آليات التكيف كممارسة الأنشطة المشتركة، إعادة النظر في التحديات بوصفها فرصًا للنمو. وبحسبه، غالبًا ما تتطلب الأزمات مرونة في التعاطي وتحملًا للمسؤولية، فالانفتاح على التغيير كفريق واحد يمكن أن يخفف حدة التوتر. يضيف: "على الرغم من التحديات، يجب أن تكون الأولوية لقضاء وقت مشترك ممتع".

التغلب على التردد وغياب اليقين

وفقًا لترافرز، تنشأ حال من عدم اليقين عندما يواجه الشريكان صعوبات في تحديد رغباتهم واحتياجاتهم في العلاقة. يضيف: "يمكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث الانفصال،مما يجعل الشريكان يشعران بعدم الوفاء أو سوء الفهم، لأن الرغبات غير المعلنة لأحد الشريكين قد تتعارض مع توقعات كل منهما، ما يسبب إجهادًا عاطفيًا".

ويختم ترافرز بقوله: "يمكن أن يكون التعرف على علامات الخلل الوظيفي في العلاقة بمثابة خريطة طريق للأزواج لتحديد مجالات التحسين في العلاقة. ويتطلب تعزيز الزواج التزامًا مزدوجًا، سواء بالنمو الشخصي أو بالجهد التعاوني مع الشريك، وهو التزام متأصل في التأمل الذاتي والتعاطف والتواصل الاستباقي في كل خطوة على الطريق".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها مارك ترافرز ونشرتها مجلة "فوربس"