إيلاف من بيروت: في خطوة واعدة باتجاه تمكين البشر من التحكم بأجهزة الكمبيوتر عن طريق الأفكار، أعلن الملياردير الأميركي إيلون ماسك إنجاز أول عملية زرع شريحة دماغية تنتجها "نيورالينك" (Neuralink) بنجاح، لافتاً إلى أن المريض يتعافى بشكل جيد.

وتعمل "نيورالينك" على زراعة أقطاب كهربائية في المخ البشري، لتساعد الأشخاص الذين يعانون من إصابات دماغية على التعامل مع أجهزة الموبايل والكمبيوتر لاسلكيا وعن طريق التخاطر... ومن هنا حمل المشروع اسم "تيليباثي" (Telepathy) او توارد الأفكار.

وطورت "نيورالينك" روبوتاً جراحياً مخصصاً لإجراء العملية التي يتم فيها زرع رقاقة الكترونية داخل جمجمة الإنسان. وبهذا، يصبح بإمكان المخ إرسال إشارات لاسلكية إلى تطبيق "نيورالينك"، الذي يترجم هذه الإشارات ويحولها الى أفعال.

وتعقيباً على النتائج الأولية للعملية، قال ماسك الاثنين إنها "تظهر رصد زيادة الخلايا العصبية على نحو واعد".

بروتوكولات قيد التدقيق
نالت "نيورالينك" موافقة هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على إجراء تجارب سريرية على البشر في أيار (مايو) 2023، بعد إجراء سلسلة من تجارب زراعة الأقطاب على مجموعة مختلفة من الحيوانات. وواجهت الشركة دعوات للتدقيق في بروتوكولات السلامة الخاصة بها. وذكرت رويترز أن السلطات المعنية غرمت الشركة التي تقدر قيمتها بنحو خمسة مليارات دولار لانتهاكها قواعد وزارة النقل الأميركية فيما يتعلق بنقل المواد الخطرة.

وفي نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) 2023، تقدم أربعة من أعضاء الكونغرس بطلب رسمي إلى لجنة الأوراق المالية والبورصة الأميركية، لفتح تحقيق بخصوص سلامة تقنية شركة ماسك. يعود ذلك إلى اكتشاف مشكلات في عمليات زرع الشرائح في أدمغة القردة، والتي تضمنت مشاكل مثل الشلل وتورم الدماغ، وذلك وفقًا لسجلات بيطرية.

ويصف المعهد الوطني للصحة الخلايا العصبية بأنها خلايا تستخدم الإشارات الكهربائية والكيميائية لإرسال المعلومات عبر الدماغ وإلى الجسم.

نحو الاندماج مع الذكاء الاصطناعي
وأعلنت شركة "نيورالينك" الناشئة والتي أسسها ماسك في عام 2017 أن الشريحة ستمكن الأشخاص المصابين بالشلل الرباعي من التحكم في الأجهزة من خلال تفكيرهم. ويقول ماسك "في النهاية قد يساعد هذا الجهاز أولئك الذين فقدوا أبصارهم أو سمعهم".

وفي العادة، تستغرق التجارب السريرية سنة كاملة، وقد تشمل عينة من 5 إلى 10 مرضى، تليها دراسة الجدوى ودراسة محورية. وإن سارت الأمور بالاتجاه الصحيح، قد يستغرق جعل هذه العملية متاحة للاستخدام التجاري من 5 إلى 10 سنوات.

ويأمل ماسك أن تتيح عملية الزرع تلك تحقيق أهداف مستقبلية مثل مساعدة الإنسان على الاندماج مع الذكاء الاصطناعي.