لندن: زيادة كتلة العضلات بنسبة ما، والحفاظ على النشاط البدني بقدر الإمكان، وفقدان الدهون، أو بالأحرى عدم ترك الدهون تتراكم في المكان الخاطئ، تلك هي أهم 3 طرق لتجنب فخ "السكري من النوع الثاني"، والذي تؤدي مضاعفاته لأخطار لا حدود لها على الصحة.

ويعد مرض السكري من النوع الثاني من أكثر الأمراض انتشاراً على نطاق واسع عالمياً، حيث تشير التقديرات إلى أن هناك ما يقرب من نصف مليار شخص حول العالم يعانون بدرجات متفاوتة من السكري.

ويؤكد الخبراء أن السكري يؤثر على كل أسرة تقريبا بطريقة ما، فهو يغير من نمط الحياة بشكل كبير لدى ملايين البشر في كل مكان، والخطير في الأمر أن أعراضه لا تظهر بسهولة، مما يعني أن ملايين البشر قد لا يعرفون أنهم مصابون بالسكري "النوع الثاني".

في المملكة المتحدة، تشير التقديرات إلى أن حوالي 7ملايين شخص مصابون بمقدمات مرض السكري - ونتيجة لذلك، يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، تحدث مقدمات السكري عندما تكون مستويات السكر في الدم مرتفعة بشكل غير طبيعي، ولكنها أقل من عتبة تشخيص مرض السكري.

ما هو سكري النوع الثاني
مرض السكري من النوع الثاني هو حالة شائعة تؤدي إلى ارتفاع مستوى السكر (الجلوكوز) في الدم بشكل كبير، و يمكن أن يسبب ذلك بعض الأعراض مثل العطش الشديد، والحاجة إلى التبول كثيرا، والتعب والارهاق سريعاً.

الصحافة اللندنية نقلت خلاصة ما قاله البروفيسور نافيد ستار، أحد أفضل المتخصصين عالمياً في تشخيص وعلاج هذا المرض، حيث كان يتحدث في بودكاست، وألقى الضوء على الوقاية من مرض السكري من النوع الثاني وعلاجه، ونافيد هو بروفيسور في معهد علوم القلب والأوعية الدموية والعلوم الطبية بجامعة غلاسكو.

الخرافة الكبرى
بدأ البروفيسور الحلقة بتوضيح واحدة من أكبر الخرافات المتعلقة بمرض السكري، وقال: "أكبر خرافة لدى مرضاي في كثير من الأحيان عندما أخبرهم أنهم قد يكونون مصابين بداء السكري من النوع الثاني، أو أنهم معرضون للخطر، فيقولون إنهم لا يأكلون سكر كثيراً".

دهون الكبد هي الخطر
ويتابع :"الحقيقة أن مرض السكري من النوع الثاني هو مرض الوزن الزائد إلى مستوى يؤدي إلى وجود الكثير من الدهون في الأماكن الخاطئة، بما في ذلك داخل الكبد، لم يعد الناس يخزنون الدهون في الخصر فقط، ويتم ترسيب الدهون الزائدة في بعض الأعضاء الرئيسية الحيوية في الجسم، مما يعطل قدرتها على التحكم في مستويات السكر، وهما الخطر الأكبر".

النساء أقل.. لماذا؟
ولكن هل هناك فرق بين الرجال والنساء من حيث مخاطر الإصابة بمرض السكري؟ قال البروفيسور: "النساء أقل عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني مقارنة بالرجال، لأسباب مرتبطة بمكان تخزين الدهون في الجسم".

وفيما يتعلق بتقليل خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، قال ستار: "إذا كنت ترغب في تقليل خطر الإصابة بمرض السكري، فإن الجوانب الرئيسية هي الحفاظ على وزن صحي قدر الإمكان، والحفاظ على النشاط البدني نسبيا، وحسب المرحلة العمرية، بالطبع لا يمكنك التوقف عن الدخول في مراحل الشيخوخة، ولكن النشاط البدني يظل مهماً، والوزن الصحي، وكذلك ومحاولة زيادة الكتلة العضلية.".

متى يظهر ضرر تناول السكر؟
تعمق البروفيسور في مدى الضرر الذي يمكن أن يسببه تناول السكر الزائد لجسمك بعد فترة طويلة من الزمن، وقال: "السكريات المرتفعة لا تسبب ضررا على الفور، بل يستغرق الأمر حوالي 5 إلى 10 إلى 15 عاما، كلما تقدمت في السن كلما ارتفعت فرصة اصابتك بمرض السكري".

وأضاف :"ولكن كلما كنت أصغر سناً واصبت بمرض السكري، يصبح المرض أكثر سمية، وتأثيراً سلبياً، حيث ترتفع مستويات السكر بشكل أسرع".

الخلاصة لتجنب السكري
وفي النهاية يقترح البروفيسور ستار الخطوات التي يمكن أن يتخذها الأشخاص لتقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري أو منع أنفسهم من الإصابة بمرض السكري، حيث يقول:"إما أن تكتسب كتلة عضلية، مع الحفاظ على نفس الوزن، أو خسارة ثلاثة إلى أربعة كيلوغرامات، والحفاظ على ذلك من خلال اتباع نظام غذائي صحي و النشاط لتجنب إعادة الوزن، باخصتار اكتساب كتلة عضلية، تقليل الدهون، والحفاظ على النشاط البدني".