إيلاف من لندن: ساعد بحث جديد في تفسير سبب تحرك الأشخاص بشكل أبطأ مع تقدمهم في السن، حيث تشير دراسة جديدة إلى أن البالغين قد يتحركون بشكل أبطأ مع تقدمهم في السن للمساعدة في الحفاظ على الطاقة المحدودة الكامنة في أجسادهم.
ووفقاً لما نشره موقع medicalnewstoday.com فإنه مع تقدم البشر في السن، تبدأ حركاتنا بشكل طبيعي في التباطؤ، تشير الأبحاث الجديدة إلى أن كبار السن قد يتحركون بشكل أبطأ لأنه يكلفهم طاقة أكبر من البالغين الأصغر سنًا.
ويعتقد العلماء أن هذه النتائج يمكن أن تؤدي إلى أدوات تشخيصية جديدة لأمراض مثل مرض باركنسون والتصلب المتعدد، ويمكن أن تشمل بعض التفسيرات المحتملة عملية التمثيل الغذائي البطيئة، وفقدان كتلة العضلات، مما يجعلنا أقل نشاطا مع مرور الوقت.
تشخيص باركنسون
الآن، يقول باحثون من جامعة كولورادو إن كبار السن قد يتحركون بشكل أبطأ جزئيًا لأنه يكلفهم المزيد من الطاقة للقيام بذلك مقارنة بالبالغين الأصغر سنًا، ويعتقد العلماء أن هذا البحث الجديد - الذي نُشر مؤخرًا في المجلة الشهيرة The Journal of Neuroscience - قد يساعد في الوصول إلى أدوات تشخيصية جديدة لأمراض مثل مرض باركنسون والتصلب المتعدد.
وفي هذه الدراسة، قام الباحثون بالاستعانة بـ84 مشاركًا صحيًا، بما في ذلك البالغين الأصغر سنًا الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 35 عامًا وكبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 66 إلى 87 عامًا.
خلال الدراسة، طُلب من المشاركين الوصول إلى هدف على شاشة وهم يحملون ذراعًا آلية في يدهم اليمنى. تعمل الذراع الآلية بشكل مشابه لفأرة الكمبيوتر.
من خلال تحليل أنماط كيفية قيام المشاركين في الدراسة بحركاتهم، وجد العلماء أن كبار السن قاموا بتعديل حركاتهم في أوقات معينة للمساعدة في الحفاظ على كميات محدودة من الطاقة، مقارنة بالبالغين الأصغر سنا.
"مع التقدم في السن، قد تصبح خلايانا العضلية أقل كفاءة في تحويل الطاقة إلى قوة عضلية وفي نهاية المطاف حركة".
هذا ما يقوله علاء أحمد، الحاصل على دكتوراه، وأستاذ في قسم بول م. رادي للهندسة الميكانيكية في كلية الهندسة والعلوم التطبيقية في جامعة هارفارد.
ويضيف :"نصبح أيضًا أقل كفاءة في استراتيجيات حركتنا، ربما للتعويض عن انخفاض القوة، لذلك نقوم بتجنيد المزيد من العضلات، الأمر الذي يتطلب المزيد من الطاقة، لأداء نفس المهام.
دائرة المكافأة في الدماغ
هل لا تزال دائرة المكافأة في الدماغ تعمل عند كبار السن؟ أراد فريق عمل الدراسة معرفة كيف يمكن أن تؤثر الشيخوخة على "دائرة المكافأة" في الدماغ، حيث ينتج الجسم كمية أقل من الدوبامين مع تقدمنا في السن.
مرة أخرى، طُلب من المشاركين استخدام الذراع الآلية لتشغيل المؤشر على شاشة الكمبيوتر. كان الهدف هو الوصول إلى هدف محدد على الشاشة. إذا أصابوا الهدف، تمت مكافأة المشاركين.
وجد الباحثون أن البالغين الصغار والكبار على حد سواء وصلوا إلى الأهداف بشكل أسرع عندما علموا أنهم سوف يحصلون على مكافأة محددة.
ومع ذلك، يقول العلماء إنهم حققوا ذلك بشكل مختلف، حيث قام الشباب بتحريك أذرعهم بشكل أسرع بينما قام كبار السن بتحسين أوقات رد فعلهم، حيث بدأوا في الوصول إلى الذراع الآلية بحوالي 17 مللي ثانية في المتوسط.
كبار السن والمكافأة
"حقيقة أن كبار السن في دراستنا ما زالوا يستجيبون للمكافأة من خلال بدء حركاتهم بشكل أسرع، وهذا يخبرنا أن دائرة المكافأة يتم الحفاظ عليها إلى حد ما مع تقدم العمر، على الأقل في عينتنا من كبار السن. ومع ذلك، هناك أدلة من دراسات أخرى على أن حساسية المكافأة تقل مع تقدم العمر".
ما تخبرنا به النتائج هو أنه على الرغم من أن كبار السن ما زالوا يستجيبون للمكافأة مثل الشباب، إلا أنهم كانوا أكثر حساسية لتكاليف الجهد من البالغين الأصغر سنًا.
يعتقد الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها قد تساعد في الوصول إلى أدوات تشخيصية جديدة للاضطرابات المرتبطة بالحركة، وأوضح أحمد أن "تباطؤ الحركة مع تقدمنا في السن يمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة حياتنا".
"يمكن أن يقيد ليس فقط الأنشطة البدنية ولكن الاجتماعية، من المهم فهم الأسباب الكامنة وتحديد ما إذا كانت هناك تدخلات محتملة يمكن أن تساعد في إبطاء التدهور أو القضاء عليه".
الحركة وعلاقتها بالاكتئاب
وتابع: "بالإضافة إلى ذلك، فإن تباطؤ الحركة لا يحدث مع التقدم في السن فحسب، بل هو أحد أعراض عدد من الاضطرابات العصبية، الاكتئاب مثلاً وارتباطه بدوائر المكافأة في الدماغ، يؤدي أيضًا إلى تباطؤ عام في الحركة، بالنسبة لي، يشير هذا إلى أن سرعة الحركة تخبرنا بما هو أكثر بكثير من مجرد دوائر وعضلات الدماغ المرتبطة بالحركة".
واختتم :"إن الفهم الأفضل لسبب تباطؤ الحركة في هذه الاضطرابات المختلفة يمكن أن يوفر المزيد من المعلومات حول الأسباب الكامنة، والتي يمكن أن تساعد في تحديد التدخلات الأفضل، تتمثل ميزة استخدام الحركة كمؤشر حيوي في أنها إجراء يسهل الوصول إليه ومعاينته ورصده، لذا، يمكنك تتبع تحركات شخص ما سواء في المختبر أو طوال الوقت لمعرفة مدى تمتعه بالصحة الجسدية والنفسية".
التعليقات