ستتراجع قضية توفير الوظائف لتفسح المجال لمكافحة الارهاب على جدول أعمال الرئيس الاميركي باراك أوباما هذا الاسبوع بعد أن أجبرت محاولة فاشلة من قبل رجل مرتبط بتنظيم القاعدة لتفجير طائرة متجهة الى الولايات المتحدة البيت الابيض على تحويل تركيزه الى هذه القضية.

واشنطن: يعود أوباما الى واشنطن بعد عطلة استمرت 11 يوما تقريبا في هاواي ليواجه جماهير يساورها القلق من التهديدات الجديدة وحزبا معارضا مستعدا لاستغلال ما يعتبره ضعفا سياسيا ومعدلا مرتفعا للبطالة كان يفترض أن يكون على رأس أولوياته لاشهر قادمة. ويمكن أن يتغير الكثير في 11 يوما. فبعد الهجوم الفاشل ستستهلك قضايا الامن القومي وتداعياتها السياسية الداخلية المزيد من وقت أوباما الذي يبدأ العام الثاني من ولايته الرئاسية ويحاول اتمام خطة لاصلاح نظام الرعاية الصحية وتنفيذ أولويات داخلية أخرى.

وقد بدأ التغيير بالفعل. وينتظر أوباما النتائج النهائية من مراجعات أمر باجرائها لبحث كيفية تمكن النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب في الصعود على متن رحلة شركة نورث وست المتجهة من امستردام الى ديترويت ويزعم أنه كان يحمل متفجرات في ملابسه الداخلية. ويوم الثلاثاء سيجتمع مع كبار مسؤولي المخابرات ويعقد الاجتماع بالبيت الابيض في مؤشر على أن جدوله يعكس أولوياته الجديدة.

كان البيت الابيض يعتزم اعطاء دفعة كبيرة لتوفير الوظائف هذا العام قبل انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس الاميركي في نوفمبر تشرين الثاني حين يرجح أن يوجه الجمهوريون اللوم للديمقراطيين الذين ينتمي لهم أوباما لعدم بذل مزيد من الجهد لخفض معدلات البطالة التي تتجاوز العشرة في المئة. لكن الهجوم على الطائرة الذي أحبط والشعور بأن فريق أوباما لم يكن مستعدا له أمدا الجمهوريين بذخيرة جديدة وهز البيت الابيض ليشحذ رسالته.

ويوم السبت ركز أوباما خطابه الاسبوعي على معلومات جديدة عن المهاجم قائلا ان جماعة تابعة لتنظيم القاعدة دربته وزودته بالمتفجرات فيما يبدو. ولم يتطرق للحديث عن الاقتصاد لكن مساعدا قال ان أوباما سيركز على القضيتين في الاسابيع والاشهر القادمة. وقال بيل بيرتون نائب السكرتير الصحفي quot;سيواصل الرئيس العمل لتوفير وظائف وتعزيز الاقتصاد حتى مع استمراره في بذل كل ما في طاقته للحفاظ على سلامة الشعب الاميركي. quot;فيما نراجع الخلل في البروتوكولات والاجراءات المحيطة بمحاولة ارتكاب عمل ارهابي في يوم عيد الميلاد يظل الاقتصاد والتحديات الاخرى التي تواجه أمتنا عاجلة.quot;

على الصعيد السياسي يرى البيت الابيض أن هناك حاجة ماسة لتسليط الضوء على سجل الادارة في مجال مكافحة الارهاب. وركز أوباما جزءا كبيرا من كلمته يوم السبت على دفاع قوي عما حققته حكومته في حربها ضد التطرف شملت انتقادات لنائب الرئيس السابق ديك تشيني وغيره من المنتقدين من الحزب الجمهوري. وقال أوباما quot;أعدت تركيز القتال منهيا الحرب في العراق نهاية مسؤولة وهي التي لم يكن لها اي صلة بهجمات 11 سبتمبر وزدت من مواردنا زيادة هائلة بالمنطقة التي يتمركز بها تنظيم القاعدة في افغانستان وباكستان.quot; وكان تشيني ألمح كثيرا الى أن العراق متورط في هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على نيويورك وواشنطن.

وقال أوباما quot;لهذا حددت مهمة واضحة وقابلة للتنفيذ لتعطيل وتفكيك وهزيمة القاعدة وحلفائها المتطرفين ومنع عودتهم الى اي من الدولتين.quot; ويقول جوليان زيلر استاذ التاريخ والشؤون العامة بجامعة برينستون ان ظهور قضية المهاجم يمكن أن يلقي بظلال على أولويات أوباما الداخلية الاخرى مثل تمرير تشريع عن التغير المناخي ويعطي للجمهوريين الذين يجادلون كثيرا بأن الديمقراطيين يتسمون بالضعف فيما يتعلق بالامن القومي قضية ليضغطوا بها عليه.

وأضاف quot;الاخفاق في القاء القبض على المهاجم (قبل محاولته تنفيذ الهجوم) هز البيت الابيض والكونجرس والمواطنين. quot;وفضلا عن أنها أصبحت تحتل أولوية اكثر تقدما وتستحوذ على مساحة سياسية اكبر فان القضية تضع الادارة في موقف الدفاع وتعطي الجمهوريين بعض المجال والطاقة للهجوم.quot; لكن لان البطالة تشغل بال الاميركيين فان الوظائف ستظل على رأس قائمة أولويات الرئيس حتى لو احتلت مكاسب الامن القومي موقعا أبرز. وقال زيلر quot;لا تزال هناك فرصة جيدة جدا ليظل توفير فرص العمل أولوية لان هذا هو ما يهم الناخبين اكثر من أي شيء اخر تقريبا والمشرعون الذين سيخوضون (انتخابات) 2010 يريدون أن يكون هؤلاء الناخبين سعداء.quot;