نشرت صحيفة وول ستريت جورنال الصادرة يوم الاثنين تحليلاً إخباريًّا يتناول افتتاح برج دبي ودلالات هذا الصرح المعماري العملاق بالارتباط مع التطورات التي شهدها اقتصاد الإمارة مؤخرًا. وجاء في التحليل: يمكن أن يشكل افتتاح برج دبي بوصفه أعلى ناطحة سحاب في العالم نقطة انعطاف في حظوظ الامارة وحاكمها بعد سنة شهدت خضوع الامارة والحاكم معًا تحت مجهر التمحيص والتدقيق.

لندن: يأمل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حاكم الامارة البالغ من العمر 60 عامًا بأن يسهم البرج والمشاريع العقارية التي أُنجزت حوله بعشرين مليار دولار ، في اعلاء مكانته بين مستثمري العالم واستعادة قوة الجذب التي كانت تتمتع بها دبي بوصفها مركزًا تجاريًّا وماليًّا.

وكانت الصدمة التي احدثها في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي اعتراف واحدة من اكبر المجموعات الاستثمارية التي تملكها حكومة دبي بالعجز عن سداد ديونها، تسببت في هبوط اسواق العالم ودفع العديد من المحللين الى وضع نموذح دبي الاقتصادي في الاقتراض والبناء موضع تساؤل. والمؤمل ان برج دبي سيصحح النظرة العالمية المتزايدة الى الامارة بوصفها انحرافًا اقتصاديًا بدلاً من كونها نموذجًا يُقتدى لبقية العالم العربي.

يقول سعود مسعود رئيس قسم الابحاث الاقليمية في مصرف يو بي اس السويسري ان برج دبي سيعين الامارة على البقاء في دائرة الضوء باعتبارها موطن صرح عالمي متميز. ولكن السيد مسعود يتوقع مع ذلك ان اسعار العقارات في دبي يمكن ان تواصل الهبوط بنسبة 30 في المئة هذا العام بعد هبوطها بنسبة 50 في المئة في العام 2009.

بعد صراع دبي مع جبل من الديون حجمه 80 مليار دولار لم يكن من المتوقع ان تبخل الامارة بشيء على حفل الافتتاح وسط اجراءات امنية مشددة ، بما في ذلك 10 ألاف من مفرقعات الالعاب النارية بالتزامن مع مرور اربع سنوات على تولي الشيخ محمد مقاليد الحكم.

وكان الشيخ محمد المعروف بحبه الخيل وله اعمال شعرية منشورة ، قد أُجبر العام الماضي على التوجه الى ابناء عمومته في ابو ظبي الغنية بالنفط طالبا المعونة. ودفع طلب المعونة العديد من المحللين الى التساؤل عما إذا كانت دبي ستضطر على نحو محرِج الى بيع اصول كبرى الى ابو ظبي والتنازل عن عناصر من استقلالها النسبي بغية سداد ما عليها من ديون.

ولكن بالدعم الذي هبت ابو ظبي الى تقديمه، تمكن الشيخ محمد من تفادي كارثة مالية وابقاء حلمه حيًّا بتحويل دبي الى متروبول دولي حديث يضاهي نيويورك ولندن وهونغ كونغ. ويعتبر الهدف من افتتاح برج دبي رمزًا لهذا الحلم، على حد وصف جيم كرين مؤلف كتاب quot;مدينة الذهب: دبي وحلم الرأسماليةquot;.

منح المستثمرون يوم الأحد ثقتهم بمشروع البرج عندما سجلت اسهم شركة اعمار ارتفاعًا حادًا عشية الافتتاح.ويتوقع محللون كبار ان يسهم المشروع في زيادة عائدات quot;اعمارquot; بواقع مليار دولار تقريبًا في الربع الأول من العام الجديد عندما تُسلم الشقق والمنازل والمكاتب الى المتعاقدين عليها.