German soldiers on patrol in Kunduz, Afghanistan in October ...

انتقد رئيس المخابرات العسكرية الأميركية في أفغانستان بشدة عمل وكالات المخابرات هناك ووصفها بالجهل وقال انها بمنأى عن الشعب الافغاني.

واشنطن: قدّم الميجر جنرال مايكل فلين نائب رئيس الاركان لشؤون المخابرات في أفغانستان لدى الجيش الأميركي ودول حلف شمال الاطلسي في تقرير صدر يوم الاثنين عن مؤسسة مركز الامن الأميركي الجديد البحثية تقييما سلبيا لدور المخابرات منذ اندلاع حرب أفغانستان قبل ثماني سنوات.

وقال فلين ان مسؤولي المخابرات الأميركية في أفغانستان quot;يجهلون الاقتصاد المحلي وملاك الاراضي ولا يعلمون على وجه الدقة الاشخاص المؤثرين في المجتمع وكيفية التأثير فيهم... كما أنهم بعيدون عمن هم في المواقع الامثل لمعرفة الاجابات.quot;

ونقل التقرير عن ضابط عمليات وصفه الولايات المتحدة بأنها quot;تجهل ما يدورquot; لانها تفتقر للمعلومات اللازمة عن أفغانستان.

وحث التقرير الذي سلط الضوء على التوتر بين الجيش وأجهزة المخابرات على احداث تغييرات مثل التركيز على جمع المزيد من المعلومات من الافغان في عدد أكبر من القضايا.

ويأتي التقرير بعد أقل من أسبوع على مقتل سبعة من ضباط وكالة المخابرات المركزية الأميركية في هجوم انتحاري على قاعدة أميركية بشرق أفغانستان في ثاني أكبر هجوم تتعرض له الوكالة طوال تاريخها. وذكر تقرير لقناة (ان.بي.سي نيوز) التلفزيونية يوم الاثنين نقلا عن مسؤولين في مخابرات غربية لم تذكر أسماءهم قولهم ان الانتحاري كان عميلا مزدوجا لتنظيم القاعدة من الاردن.

ووجه هذا الاختراق الامني ضربة قاسية لوكالة المخابرات المركزية الأميركية التي وسعت نطاق عملياتها لملاحقة متشددي طالبان والقاعدة في أفغانستان والمناطق القبلية بباكستان ومن ذلك شن هجمات بطائرات بلا طيار.

وأثارت هذه الهجمات الجوية غضبا في الداخل وانتقادات من جماعات حقوق الانسان.

وكتب فلين في التقرير الذي وضعه معه كبير مستشاريه الكابتن مات بوتينجر quot;صلة المخابرات الأميركية بالاستراتيجية العامة بعد ثماني سنوات على الحرب في أفغانستان مجرد صلة هامشية.quot;

وقال التقرير ان المخابرات الأميركية بالغت في التركيز على جمع معلومات حول الجماعات المتمردة وانها quot;عاجزة عن الاجابة على أسئلة جوهرية حول الاجواء التي تعمل فيها القوات الأميركية والقوات الحليفة لها وحول الاشخاص الذين تسعى لاقناعهم.quot;
وتدعو مراجعة لاستراتيجية الحرب أجراها الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر الماضي الى ارسال 30 ألف جندي اضافي الى أفغانستان وتوسيع نطاق حملة تهدف الى كسب الرأي العام الافغاني ووضع حد لتقدم طالبان.

وبدلا من السعي لاجتذاب الرأي العام قال فلين ان المخابرات quot;وقعت في فخquot; شن quot;حملة لمكافحة التمردquot; تهدف الى اعتقال أو قتل متشددين على من الكوادر المتوسطة الى العليا.

ودافع مسؤول في المخابرات اشترط عدم ذكر اسمه عن تركيز وكالات المخابرات الأميركية على المتمردين قائلا انه لا يمكن النجاح في حملة حشد الرأي العام quot;دون فهم عميق للعدوquot;.

وذكر تقرير فلين أن المخابرات لديها عدد كاف من المحللين في أفغانستان لكنهم quot;كثيرون في الاماكن الخاطئة ومكلفون بالمهام الخاطئة.quot;

ووصف التقرير المشاكل الرئيسية التي تواجه المخابرات الأميركية في أفغانستان بأنها quot;سلوكية وثقافية وانسانيةquot; وقال ان المخابرات لديها quot;ثقافة تغفل على نحو غريب ضالة تأثير نتائجها التحليلية -كما هو عليه الحال الان- في القادة.quot;

ونقل التقرير عن ضابط عمليات في قوة مهمات أميركية تساؤله عن السبب في أن المخابرات لا تستطيع الحصول على مزيد من المعلومات حول الشعب الافغاني وقال quot;لا أريد أن أقول اننا نجهل ما يدور ولكننا كذلك. فهمنا للاجواء سطحي للغايةquot;.