وصف رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون المحاولة الجديدة للطعن في زعامته بانها quot;زوبعة في فنجانquot;، فيما حصل على تاييد فاتر من عدد من الوزراء قبل أشهر من الانتخابات العامة.

لندن: في تحد محرج للغاية لسلطته التي بدأت تضعف، دعا الوزيران السابقان جيف هون وباتريشيا هيويت من حزب العمال الذي يتزعمه براون، الاربعاء الى اجراء استفتاء بين مشرعي حزب العمال على بقاء براون في زعامة الحزب.

الا ان رئيس الوزراء البريطاني غوردونوفي اول تعليق له على ذلك، قال اليوم الخميسquot;ان هذه المسالة لن تاخذ الكثير من وقتي، وبالتاكيد فانها لم تاخذ الكثير من وقتيquot;. وصرح للبي بي سي quot;هذه زوبعة في فنجان. ونحن في الواقع نتعامل مع زوابع وعواصف حقيقية في الوقت الحاليquot;، في اشارة الى موجة البرد القارس التي تجتاح بريطانيا. وفي رسالة الى كافة نواب حزب العمال، قال هون -وزير الدفاع في حكومة توني بلير عند مشاركة البلاد في الغزو على العراق في عام 2003- وهيويت، وزيرة الصحة السابقة، ان حزب العمال يعاني من quot;الانقسام الشديدquot; حول ما اذا كان يجب ان يبقى براون زعيما للحزب.

وكتب الوزيران السابق ان quot;العديد من الزملاء اعربوا عن احباطهم من الطريقة التي تؤثر بها هذه المسالة على ادائنا السياسيquot;. وحصلت الرسالة على دعم اولي من عدد من المنتقدين التقليديين لبراون، الا انه لم تعرب اية شخصية عمالية بارزة عن دعمها لتلك الخطوة. واعترف هون في وقت لاحق من الاربعاء بان الخطوة فشلت.

وسيواجه براون، الذي تولى منصبه خلفا لتوني براون في عام 2007، انتخابات عامة بحلول حزيران/يونيو على ابعد تقدير. ويتراجع حزب العمال الذي يتزعمه باكثر من عشر نقاط في استطلاعات الراي عن حزب المحافظين المعارض الرئيسي. واعرب عدد من الوزراء عن تاييدهم لبراون الخميس بعد فشل دعوة الوزيرين السابقين.

وقال وزير العدل جاك سترو ان الرسالة quot;لم يكن لها داع (..) اعتقد ان تاثيرها سيكون تاييد الناس لزعامة (براون) بشكل اكبرquot;. وقال شون وودورد وزير ايرلندا الشمالية quot;ما حدث امس كان مؤسفا بلا ادنى شك .. ولكن ما نعلمه صباح اليوم هو ان هذا الحزب يريد براون زعيما لهquot;. وفي حزيران/يونيو الماضي تغلب براون على تحد اخر تمثل في استقالة العديد من وزراء الحكومة في فترات متقاربة، وحثه احدهم وهو جيمس بورنيل على الاستقالة.

واتفق المعلقون اليوم الخميس على ان براون تجاوز هذه المحاولة الاخيرة لتنحيته عن زعامة الحزب، رغم انه لم يتلق سوى تاييد علني quot;فاترquot; من عدد من وزراء حكومته البارزين. واشار المعلقون الى ان وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند انتظر سبع ساعات حتى يصدر بيانا لم يذكر فيه براون بالاسم.

ووصفت صحيفة quot;تايمزquot; بيان مليباند-- الذي تردد انه فكر في منافسة براون في انتخابات 2008-- بانه quot;فاترquot; فيما قالت صحيفة quot;الغارديانquot; ان البيان كان quot;أكثر تاخيرا واقل حماسا من اي بيان لاي وزير اخرquot;. وذكرت البي بي سي الاربعاء ان ستة وزراء كانوا مستعدين لدعم تنحية براون. الا ان سترو، الذي ورد اسمه بين الوزراء الستة، وصف الخميس التقرير بانه quot;صحافة ذات مستوى متدنquot;.

وزعم التقرير ان وزير الدفاع بوب اينسوورث كان بين من دعموا خطة تنحية براون، الا ان متحدثا باسمه نفى ذلك. وقال ان quot;رئيس الوزراء يحظى بتاييد بوب الكامل .. ولم يكن لاينسوورث اي يد في ما يسمى بالمؤامرةquot;. ويعتبر توقيت هذه الضجة سيئا لبراون حيث انه بدأ وزعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون الحملة الانتخابية هذا الاسبوع بعد عطلة عيد الميلاد، رغم ان الانتخابات لن تجري قبل ايار/مايو.

وقال كاميرون ان النزاع داخل حزب العمال يظهر مرة اخرى ان الحكومة quot;منقسمة بشكل كبيرquot;. واضاف quot;هذا امر محبط للغاية بالنسبة للبلاد .. لا يمكننا الاستمرار بهذا الشكل، يجب اجراء انتخابات وتغيير الحكومةquot;. واضاف quot;ان اليوم هو اكثر وقت نشعر به بان بلادنا بحاجة الى قيادة قوية وحكومة موحدةquot;.