حميمية الورقquot; أو كما يحلو لعشاق الصحف الورقية تسمية علاقتهم بها، منذ أن ساهمت تلك العلاقة في تجاوز مؤسسات الصحف الورقية عاصفة الأزمة المالية العالمية، وحينها lsquo;نخفض سوق الإعلان 15%، أتت الأنباء المتواترة لارتفاع أسعار النسخ الورقية للصحف السعودية - الأعداد اليومية - لتقلق تلك الحميمية وتؤرّق عشاق القراءة الورقية، في ظل ارتفاع وتفاعل عشاق الإلكترون.

الرياض: الأنباء بارتفاع أسعار النسخة الواحدة من الصحف الورقية في السعودية، خلفت العديد من ردود الأفعال في الأوساط الإعلامية، وكذلك الضبابية في احتمالية حدوثها، وذلك بعد أكثر من عام على شائعاتٍ أشارت إلى سعي إحدى الصحف الورقية اليومية quot;غرب السعوديةquot; لإقناع عدد من الصحف السعودية بإتخاذ القرار الجماعي في زيادة أسعار العدد اليومي، إلا أن تلك المساعي لم تصل لاتفاق حتى إعداد هذا التقرير.

ومن جانب ردود الأفعال ذات العلاقة حيال تلك الأنباء، كان قد تصدّرها ما ألمح إليه رئيس تحرير صحيفة الرياض السعودية ورئيس هيئة الصحفيين السعوديين تركي العبدالله السديري في حديثه لـ quot;إيلافquot; عن quot;عدم تصوّره في أن يكون هناك مؤسسات صحفية سعودية وصحف ورقية محلية، تحمل نوايا تتجه إلى رفع سعر الصحيفة دون أن يكون هناك جماعية قرار أو حتى شبه إجماعquot;.

وأضاف السديري في معرض حديثه quot;لا أعتقد أن الصحف السعودية ستعتمد قراراً برفع سعر العدد اليومي للصحف الورقية، لأن الاعتماد الأساسي في تمويل مؤسسات النشر يقوم على الإعلان وليس على البيع اليوميquot;.

وحول احتمالية ارتفاع الأسعار ومدى تأثيرها قال رئيس تحرير صحيفة الرياض السعودية: quot;في حال تم رفع سعر النسخة الواحدة، سيمثل ذلك المبلغ على المستهلك حملاً ليس بالقليل، إذ سيدفع يومياً ثلاثة ريالات أو أربعة ريالات إذا كان سيشتري فقط صحيفة واحدة فمابالك إذا كانت صحيفتين أو ثلاث، فلا أتصور أن يكون هناك أي إجراء سيُتخذ في الوقت القريب، خصوصاً أنه لم تطرأ حتى الآن أي مشاكل تعيق الصحف اليوميةquot;.

مراقبون لتلك الأنباء كانوا قد أشاروا إلى أن قرار رفع أسعار الصحف السعودية بنسخها الورقية اليومية في السوق، قد يؤثر على المدى البعيد سلباً في حال تأكّد، رغم ما سيؤديه القرار من جانب زيادة قصيرة ومتوسطة المدى للدخل العام ستنعكس على المؤسسات الصحافية، وبالتالي تغطية محدودة للعجز الحاصل في الدخل العام دون ضمان أن يؤدي ذلك لتحقيق أي أرباح.

الانتحار، كان إشارة منهم إلى كون ارتفاع أسعار نسخ الصحف اليومية سيكون القدر المحتوم لبعض الصحف الورقية التي لن تستطيع تقديم محتوى منافساً لنظيراتها في الدقة والإنفراد مما يؤدي إلى زوالها ndash; إنتحارها في حال رُفعت الأسعار ndash; رغم ما ستقوم به جراء سعيها للتواجد في أكبر حيز ممكن لنطاق توزيعها الجغرافي الذي تعمل به.

من جانبه، حذّر المدون والإعلامي السعودي ياسر الغسلان من أن إرتفاع أسعار النسخة الورقية في السعودية سيشكّل أزمة مالية على صعيد الأفراد العاملين في جنبات الصحافة الورقية، إذ سيتأثرون بإنخفاض مداخيلهم الشخصية في الفترة التي تلي قرار رفع الأسعار مباشرة في حال تأكّد ذلك. وأرجع المراقبون ذلك لكون الصحف السعودية لن تستطيع تشغيل العدد الحالي من العاملين في هذا القطاع ولن تستطيع الإبقاء إلا على المتميزين منهم ممن يمكن إعتبارهم قادرين على تبرير رواتبهم وإعتبارها عائدا مجديا على إستثمار الصحف فيهم.

يأتي ذلك بعد ما تردد في الآونة الأخيرة حيال الأنباء المتواترة وإختلاف الآراء حولها من حيث المنطقية والسبب مفادها جميعا بأن عدد من الصحف السعودية الورقية تعمل على بحث رفع أسعار نسخها الورقية في السوق لتصل حسب ما تقوله الأنباء إلى ثلاثة ريالات للنسخة الواحدة و إلى أربعة ريالات حسب ما تشير إليه أخبار منقوله أخرى، مما ينذر بظهور نشاط صناعة الصحف الإخبارية المجانية التي عكست تجاربها في الوطن العربي العديد من أخبار الفضائح والجريمة وكل ما يمكن أن يدرج ضمن ما عُرف بالصحافة الصفراء.

يُذكر أن الربع الأول من العام الماضي 2009 شهد انخفاضاً يقدّر بـ 15% في معدّل الإعلانات التجارية، التي تنعم بها كبرى الصحف السعودية المسيطرة على نصيب الأسد من سوق الإعلان في البلاد، وتحوطاً لمواجهة التأثيرات السلبية التي نجمت عن الأزمة المالية العالمية، دأبت العديد من المؤسسات الصحفية على أعداد الصفحات ودمج الطبعات لدى مطابع بعض الصحف السعودية للتصدّي لتحديات الأزمة والخروج من نفقها بسلام.