لا تأكيدات حتى الآن من جانب الحكومة الكويتية أنها منعت رجل دين سعوديا من دخول الأراضي الكويتية، إلا أن الصحف الكويتية الصادرة اليوم إعتبرت القرار في حكم المقضي، وسط تحركات من جانب ساسة ورجال دين في الكويت لاستيضاح دوافع القرار.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ينتظر خلال الساعات القليلة المقبلة أن يتحرك نواب إسلاميون في البرلمان الكويتي لإستيضاح دوافع منع رجل دين سعودي من دخول الكويت بعد تصريحات للشيخ محمد العريفي إعتبرتها الطائفة الشيعية مساسا بثوابت عقيدتهم، إلا أن السلطات الكويتية لم تعلن رسميا حتى الآن بأن العريفي الذي هاجم وإنتقد بشدة مراجع دينية شيعية عراقية قد منع من دخول الكويت، بيد أن بعض الصحف الكويتية قالت في تقارير لها اليوم إنها تثبتت من سلطات مطار الكويت الدولي بأن العريفي ممنوع فعلا من دخول الكويت، علما أن العريفي يقوم بين حين وآخر بزيارة الكويت ساعات معدودات على إعتبار أنه يمضي في مطارها الوقت الفاصل بين الرحلة الجوية التي تحمله من السعودية الى قطر عبر التوقف في الكويت حيث يقدم لتلفازها الرسمي برنامجا أسبوعيا.

ووفقا لمعلومات quot;إيلافquot; فإن تجمع ثوابت الأمة الإسلامي الكويتي سيعقد ندوة ليلية اليوم بمشاركة رجال وشيوخ دين، وحضور نواب كويتيين محسوبين على التيار الإسلامي للتحدث عن طبيعة ودوافع منع الشيخ العريفي، إذ يعتزم النائب الإسلامي محمد هايف أن يسلم الحكومة الكويتية خلال ساعات قائمة تضم رجال دين يفترض منعهم من دخول الكويت أسوة بالسعودي العريفي، في إشارة ضمنية الى رجال دين شيعة يأتون الى الكويت من العراق وإيران، إلا أن النائب الكويتي المعروف بتوجهاته الإسلامية المتشددة لم يعلق في تصريحه المقتضب على ما قاله محمد العريفي الذي وصف المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني بأنه quot;زنديق فاجرquot;، موجها إنتقادات قوية جدا لرموز الطائفة الشيعية، في حين أن أقلاما صحافية عدة في وسائل إعلام كويتية وجدت في تصريحات العريفي نوعا من المبالغة والتشدد.

وكان العريفي خلال خطبة له في أحد مساجد مدينة الرياض في الملكة العربية السعودية، وفي معرض هجومه وإنتقاداته لجماعة الحوثيين قد إنتقد دعوتهم للحكومة اليمنية أن يكون السيستاني quot;الفاجر والزنديقquot;، - على حد قول العريفي هو من يمثلهم في أي مفاوضات لوقف القتال الدائر في اليمن، كما هاجم العريفي بقوة بعض المذاهب الشيعية وغلوهم وتطرفهم، وهي الخطبة التي أثارت جدلا واسعا في العراق، حيث رفض قادة العراق تلك التصريحات، والإساءة لأهم رمز ديني في العراق، وكذلك ردت المملكة العربية السعودية بأن كلام العريفي لا يمثل أكثر من رأيه، ولا يمثل الموقف الرسمي للمملكة العربية السعودية، كما أن شيخ الأزهر رفض تلك التصريحات التي تفرق بين أبناء الديانة الواحدة.

ورغم أن منع العريفي يتفاعل بسرعة في البيئة السياسية الكويتية، إلا أن الأخير لم يعلق بعد على القرار الكويتي الذي اتخذ من دون إعلان رسمي حتى الآن، إلا أنه يعيد الى الواجهة أزمة مشابهة حصلت قبل نحو عامين حين تحرك نواب في البرلمان الكويتي للرفض والتنديد بخطوة الحكومة الكويتية السماح لرجل دين إيراني شيعي هو محمد باقر الفالي دخول الكويت، وعقد ندوات فيها، وأمام الضغط البرلماني العارم لم تجد الحكومة الكويتية بدّا من الطلب الى الفالي مغادرة الكويت فورا، درءا لأزمة سياسية في الكويت، على اعتبار أن التهمة التي كانت توجه للفالي ويستند إليها خصومه في دعوى إبعاده كانت شتمه وإساءاته لصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أن محكمة كويتية قامت لاحقا بتبرئة الفالي من تهمة سب الصحابة.

وفي مسلسل الأزمات الكويتية التي لها علاقة بمنع شخصيات من دخول الكويت على خلفية دينية، منعت الحكومة الكويتية قبل نحو شهر المفكر المصري الدكتور نصر حامد أبوزيد من دخول الكويت بعد أن وصل الى مطارها الدولي آتيا من العاصمة الهولندية أمستردام، وفقا لتأشيرة دخول أصدرتها له جمعية سياسية حوارية كويتية من قبل وزارة الداخلية الكويتية، إلا أن أبو زيد منع من دخول الكويت، وجرى إبعاده على الطائرة نفسها التي حملته الى الكويت، بسبب تهديدات التيار الإسلامي بمساءلة الحكومة إن سمحت له بدخول الكويت.