خمسون يوماً على كارثة سيول جدة quot;غرب السعوديةquot; ووفاة 123 شخصاً، لم تمهل القائمين على أمانة quot;عروس البحر الأحمرquot; كثيراً إثر ساعات الاحتضار أمام لجنة التحقيق، لتسعى الأمانة إلى التماس خطط تحسين الصورة، إذ نقلت مصادر مطلعة لـquot;إيلافquot; عن اجتماعٍ ضم العديد من ممثلي وكالات الدعاية الإعلان العالمية عُقد الأسبوع الماضي في أمانة مدينة جدة وخلص إلى رصد ميزانية ضخمة لحملة العلاقات العامة الرامية إلى quot;تحسين الصورةquot;.
جدة: تؤكد المصادر ذاتها لـquot;إيلافquot; أن أمانة محافظة جدة طالبت الوكالات المتخصّصة بتقديم خططها وإستراتيجياتها المستقبلية، مع التركيز على الفعاليات والأنشطة والحملات الدورية الرامية إلى quot;تحسين الصورةquot;، وذلك للعمل عليها بعد أن تنتهي لجنة التحقيق من الرصد والمتابعة والتحري لمعاقبة المتورطين من الأفراد والمؤسسات الحكومية والخاصّة إزاء واقعة السيول التي دهمت المدينة وقضى فيها 123مواطناً ومقيماً كما قالت آخر الإحصائيات.
ويأتي ذلك بعد إيقاف السلطات السعودية قرابة 40 مسؤولاً من المطلوبين لحضور التحقيق في أسباب حدوث كارثة سيول جدة، ومعظمهم ممن هم على رأس العمل حالياً بمختلف الدوائر الحكومية، وذلك بناءً على توجيهات صارمة من العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يتابع عمل لجنة التحقيق في أسباب حدوث الكارثة.
العديد من المسؤولين في أمانة محافظة جدة يخضعون لملفات الإستجواب التي تقوم بها لجنة التحقيق، وذلك بسبب مخالفات رصدها ديوان المراقبة العامة في البلاد، بشأن التعاقد مع 135 موظفا غالبيتهم من الوافدين مقابل رواتب عالية يزيد بعضها على 60 ألف ريال شهرياً، ومنها إداري بـ6 آلاف ريال دون النظر إلى المؤهلات العلمية أو الخبرات التي يحملونها.
المخالفات المرصودة على أمانة محافظة جدة لدى الجهات الرسمية في البلاد، كان قد اشتبه في عدم نظاميتها منذ منتصف العام الماضي، إذ أشارت إحصائيات المخالفات إلى هدرٍ في المال العام يقدّر بـ 44 مليون ريالاً في العام الواحد، منها 39 مليون ريال لـ 112 متعاقداً يعملون على عقود وظائف استشارية في التقنية وإدارية و5 ملايين ريال لـ 23 موظفاً منهم 14 متعاقداً غير سعوديين ويعملون على وظائف الدعم الفني في الإدارة العامة لمشاركة القطاع الخاص والاستثمار ومكتب الإدارة الإستراتيجية، كما تقول الأنباء.
يُذكر أن مجموع الإحصائيات الأخيرة لكارثة السيول التي دهمت مدينة جدة عن ارتفاع عدد الوفيات إلى 122 حالة وفاة وبلغ عدد المفقودين 48 ، كما أوضحت تلك الإحصائيات إلى حصر أعداد السيارات المتضرّرة وبلغت 5812 مركبة وحالات أضرار العقارات التي شكّلت 6488 عقارا، فيما تم إيواء 5104 أسر تضررت نتيجة السيول، وكان العاهل السعودي وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله قد أصدر أمرا ملكيا في 30/11/2009 بتكوين لجنة عاجلة للتحقيق في كارثة جدة برئاسة حاكم منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز لتقصي الحقائق في أسباب الفاجعة، وتحديد مسؤولية كل جهة حكومية أو أي شخص ذي علاقة بها.
التسلسل الزمني لكارثة سيول جدة:
*الأربعاء 25-11-2009، أمطار غزيرة تهطل على مدينة جدة الساحلية وتستمر لعدة ساعات دون توقف وحصيلة اولية تفيد بوفاة 10 مواطنين وإنقاذ أكثر من 100 شخص.
* الخميس 26-11-2009، الدفاع المدني السعودي يعلن ارتفاع حصيلة الضحايا جراء الامطار الغزيرة والسيول الى 48 شخصا، وإنقاذ 900 آخرين حاصرتهم الأمطار، وتعلن عن استخدامها القوارب المطاطية في عمليات الانقاذ.
* الجمعة 27-11-2009، مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة يدعو الأهالي إلى الابتعاد عن تجمعات المياه والسيول خشية الأمراض التي قد تسببها، والإعلان عن ارتفاع حصيلة الضحايا الى 83 شخصًا، وسط مخاوف من تعرض المدينة لسيول جديدة، وطائرات الدفاع المدني تواصل محاولاتها لانقاذ المحاصرين وسط المياه.
* السبت 28-11-2009، الإعلان عن ارتفاع حصيلة الضحايا الى 106، والمحامي السعودي وليد أبو الخير يقول انه سيقاضي أمانة جدة مؤكدًا أن عائلات ضحايا السيول تدعم مسعاه وأنه يعتزم التنديد بفشل نظام الصرف الصحي في المدينة.
* الأحد 29-11-2009، محاولات الانقاذ مستمرة في المدينة المنكوبة، واهتمام اعلامي غير مسبوق بالسيول وما خلفته من اعداد كبيرة من الضحايا، وكُتّاب سعوديون ينتقدون أمانة جدة ويتهمونها بالتقصير وعدم تقدير الأمور على نحو جيد.
* الاثنين 30-11-2009، كارثة جدة تلقي بظلالها على سفر حركة سفر وعودة الحجاج الى بلدانهم نتيجة تأخر رحلاتهم بسبب تعطل النظام الآلي في مبنى الحجز، الأمر الذي يدفع المسؤولين الى إنهاء اجراءات المسافر يدويا، فيما تستمر عمليات البحث عن مفقودين.
* الاثنين 30-11-2009، مساءً يعلن الملك عبد الله بن عبد العزيز تشكيل لجنة تحقيق في كارثة جدة ويمنحها صلاحية استدعاء أي مسؤول للتحقيق، ويترأس اللجنة الأمير خالد بن فيصل حاكم منطقة مكة، ويوعز للجهات المختصة بصرف تعويض يبلغ مليون ريال لكل عائلة ضحية، وتقديم مساعدات وإيواء جميع المتضررين جراء الفيضانات.
* الثلاثاء 1-12-2009، ترقب رسمي وشعبي لبدء لجنة التحقيق أعمالها، وإشادة واسعة باهتمام الملك وقراره تشكيل اللجنة وتقديم مساعدات عاجلة لذوي الضحايا، بينما تواصل السلطات جهودها وتنفيذ خططها الاحترازية بشكل واسع في المؤشرات عن استقرار وضع بحيرة quot;المسكquot;.
* الخميس 3-12-2009، عمليات البحث عن مفقودين مستمرة، والإعلان عن اسماء 108 متوفين جراء السيول، والدفاع المدني ينشأ مركز اسناد للطوارئ لمتابعة مستجدات السيول ومحاصرة بحيرة المسك.
* السبت 5-12-2009، اللجنة المشكّلة من قبل العاهل السعودي للتحقيق في كارثة جدة تعقد اول اجتماعاتها برئاسة الامير خالد الفيصل، وبحسب ما تمخض عن الإجتماع فإنه تقرر تشكيل عدة لجان منبثقة وتم تكليفها بمهام اولية ياتي في مقدمتها حصر الأضرار والبدء في ترتيب صرف الاعانة الحكومية لذوي الضحايا البالغة مليون ريال لكل أسرة .
* الأحد 6-12-2009، مجلس الشورى السعودي يؤكد دعمه لاعمال لجنة التحقيق في كارثة جدة، ويشيد بصدور الأمر الملكي بهذا الخصوص، ويشير الى انه سيعمل من جانبه على متابعة تداعيات فاجعة سيول جدة عبر ما يكفله له نظامه وصلاحياته الرقابية.
* الاثنين 7-12-2009, اللجنة المشكلة لتقصي الحقائق تطلق موقعًا إلكترونيًا وتشرك المواطنين والمقيمين في الإدلاء بمعلومات تفيد التحقيق, وتبدأ باستدعاء شخصيات من داخل وخارج أمانة جدة وسط شائعات عن منع لبعض المتورطين من السفر.
* الأربعاء 9-12-2009, المتحدث الإعلامي لأمانة جدة أحمد الغامدي يتحدث لإيلاف quot;نحن متهمون...والتحقيق لن يتوقف عند الفقيهquot; ويروي لإيلاف التسلسل المتوقع للمتوقع مثولهم أمام لجنة التحقيق.
* الخميس 10-12-2009, ارتفاع عدد القتلى إلى 116 قتيلا وتضاؤل فرص العثور على ناجين.
* السبت 12-12-2009, الدفاع المدني يعلن العثور على 5 ناجين من عائلة واحدة فيما يرتفع عدد القتلى إلى 120 قتيلاً فيما تقلص عدد المفقودين إلى 32.
* الخميس 17-12-2009, تضاؤل فرص العثور على ناجين بعد الكارثة وارتفاع عدد القتلى إلى 121 ولجنة التحقيق تواصل عملها دون إعلان مجريات التحقيق.
* الاثنين 21-12-2009, ارتفاع عدد القتلى إلى 122 بحسب بيان الدفاع المدني وجهود التطوع تستأثر بالمشهد في جدة.
التعليقات