يرى فاروق رحماني أحد قيادات quot;تجمع جميع الأحزاب لتحرير كشميرquot; ورئيس quot;رابطة الشعب الكشميري للتحريرquot; أنه لم يتغير أي شيء على أرض الواقع للشعب الكشميري خلال العام المنصرم؛ بيد أنه متفائل بأن هناك قوى على الرصيف الدولي وهي بدأت تشعر بحاجة إلى حل قضية كشمير، في حين يشير إلى أن تصريحات الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري حول حقوق الشعب الكشميري مشجعة.

إسلام أباد: بدأ المجتمع الدولي يشعر بأن القضايا العالقة في مختلف أرجاء العالم ولا سيما منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا، هي السبب وراء انتشار ظاهرة التطرف والإرهاب. وبالتالي أخذ بعضهم في الإدراك بأن حل هذه القضايا صمام أمان لأمن المنطقة. وعلى الرغم من أن هناك انطباعًا سائدًا بأن الإرهاب ناشئ عن الفقر والجهالة، تشير معظم الأبحاث إلى أن معظم القضايا في العالم الإسلامي سياسية أكثر من كونها دينية.

ومن بين هذه القضايا التي تهدد أمن منطقة جنوب آسيا قضية كشمير العالقة منذ استقلال الهند وباكستان من الاستعمار البريطاني عام 1947م. وعلى أن الحركة المسلحة في كشمير تماوتت بعد إعلان الهدنة الأحادية من جانب باكستان العام 2003، تستمر الحركة السلمية للحصول على حق الشعب الكشميري لتقرير مصيره حسب قرارات الأمم المتحدة.

وقد شهدت كشمير حركة شعبية واسعة سلمية العام الماضي وبدا وكأن الشعب كله واقف في صف واحد ضد الاحتلال الهندي. كما وأن تلك الحركة تسببت في تقريب القيادات الكشميرية من الأطياف المختلفة لتوحيد صفوفها؛ إلا أنه لم يتم استغلال تلك الحركة وعادت الأمور إلى مسارها السابق.

ويؤكد فاروق رحماني أن الهند ترغب في استغلال الحرب المزعومة على الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة للقضاء على حركة النضال في كشمير وذلك عن طريق ضغطها على باكستان بتواجدها المكثف في أفغانستان.

وهاكم نص المقابلة التي أجراها مراسل إيلاف في العاصمة الباكستانية إسلام آباد:

شهد العام الماضي هجمات مومباي والتي أدت إلى توقف المحادثات الشاملة بين باكستان والهند. وكان التوتر شديدا إلى وقت. ثم بدا وكأن الجليد بين الجانبين أخذ يذوب. وقد أكد رئيس الوزراء الهندي خلال لقائه مع نظيره الباكستاني في شرم الشيخ إلى استئناف المفاوضات؛ لكن الهند تراجعت عن ذلك الإعلان. هل يمكن أن تلقوا ضوءًا على سبب ذلك؟

فاروق رحماني: أرى أن اللوبيات التي لا ترغب في حل قضية كشمير هي وراء تراجع الهند من المفاوضات وهي التي استغلت نفوذها على القيادة السياسية الهندية لإحجامها من التقدم في سبيل الحوار. وهي مارست أنواعا من الضغوط على باكستان لإركاعها على القبول بالشروط المسبقة قبل البدء في التفاوض حول كشمير.

العام الماضي كان مهما في تاريخ كشمير حيث أخذت حركة التحرير منحى آخر بخروج الشعب بأسره إلى الشارع احتجاجا على قضية منح الأراضي لهيئة دينية هندوسية إلى جانب قضية اغتصاب امرأتين على يد القوات الهندية. وقد تقاربت القيادات إلى بعضها البعض خلال تلك الحركة؛ لكن لا نرى أي أثر لذلك التقارب الآن، لما ذا؟

الاحتجاج الشعبي على قضية منح الأراضي للهندوس كان سيلا شعبيا جارفا؛ لكن للأسف لم تتمكن القيادات من استغلالها كما كان حقها. والآن هناك محاولات جديدة للتجمع تحت لواء واحد، لكن ليس فيها ذلك التحمس الشديد لترصيص الصفوف.

الهند أعلنت سحب 30,000 جندي من كشمير. ما تعليقك على هذا الإجراء؟ لأن القيادات الكشميرية دائما طالبت بسحب القوات النظامية الهندية من كشمير.

سحب هذا العدد الضئيل من القوات من كشمير محاولة هندية لتضليل الرأي الدولي وذر الرماد في عيون الناس؛ لأنه لم يتغير أي شيء على أرض الواقع. الجيش الهندي لا يزال موجودا في كشمير والقوانين العرفية مطبقة حسب السابق وسلسلة الاعتقالات والاغتيالات لا تعرف حدا لها. وإذا كانت الهند جدية في سحب القوات لكانت حولت زمام الأمور إلى الشرطة والإدارة المحلية. كما وأن قانون المناطق المضطربة لا يزال مطبقا في كشمير.

هل حدث شيء يذكر على الصعيد الدولي في شأن كشمير خلال العام المنصرم؟

لم يحدث أي شيء نقول إنه تقدم ملحوظ؛ بيد أن هناك عدة أمور تشير إلى أن هناك شعور بحاجة إلى حل القضايا العالقة بين الدول ومن أهمها قضية كشمير. وقد رفعت بعض الدول صوتها في حق الشعب الكشميري في الأمم المتحدة. كما وأن منظمة المؤتمر الإسلامي أيضا أشارت إليها.

هل ترون دورا مرتقبا للحركة المسلحة في حل قضية كشمير، رغم أنها تماوتت بعد عام 2003م ؟

كل شيء موكول إلى المزاج الشعبي. كان زمن رغب الشعب في النضال المسلح ورفع البندقية. والآن يميل الشعب إلى النضال المدني والسلمي. ومن هذا المنطلق يجب دعم نضال التحرير سواء أكان مسلحًا أم سلميًّا.

هل هذا يعني توديع الحركة المسلحة وإيداعها مستودع التاريخ؟

لا، بل أريد أن أقول إن النضال من أجل حق تقرير مصير الشعب الكشميري، يجب أن يستمر على كل حال. ويتطلب الوضع الراهن تشجيع النضال السلمي بكل ما يمكن من الوسائل. وقد تلقت الحركة السلمية تشجيعًا كبيرًا من المجتمع الدولي أيضًا.