تسعى السلطات المصرية الى التقليل من دلالات الهجوم الذي اودى بحياة ستة اقباط عشية عيد الميلاد في مدينة نجع حمادي بصعيد مصر وتؤكد انه مجرد حادث quot;جنائيquot; وليس طائفيا، في حين تتوالى الاحتجاجات في الخارج.
القاهرة: وكان ثلاثة رجال مسلحين اطلقوا النار في السادس من كانون الثاني/يناير الجاري على مجموعة من الاقباط بعد خروجهم من قداس عيد الميلاد فقتلوا ستة منهم اضافة الى شرطي مسلم.
وعلق الرئيس حسني مبارك بشكل غير مباشر على هذا الهجوم الاحد، اي بعد اكثر من عشرة ايام على وقوعه. فدعا مبارك المسلمين والاقباط الى الوحدة واتهم quot;البعض في الخارجquot; بالسعي لزيادة الهوة بين المسلمين والمسيحيين في مصر من دون ان يوضح من هي الجهات الخارجية التي يعنيها.
وتنكر السلطات اي طابع طائفي للحادث وتصر على ان طابعه quot;جنائيquot; مشيرة الى انها مسألة ثأر بعد اغتصاب فتاة مسلمة في ال12 من عمرها من قبل شاب مسيحي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.
وتساءل المحلل السياسي اسكندر العمراني quot;اذا كان هذا رد فعل تلقائيا على حادثة الاغتصاب فلماذا لم يقع قبل ذلك ؟quot;.
ويقر العمراني بان الاعتداء الجنسي على الفتاة اثار توترا ولكنه اعتبر من quot;غير المعقولquot; الا تعترف السلطات بالجانب الطائفي في ما حدث.
ويقول استاذ العلوم السياسية مصطفى كامل السيد quot;ينبغي الاعتراف بوجود توتر بين المسلمين والمسيحيين في مصر وهو توتر شديد في الصعيدquot;.
ويضيف ان فرضية الثأر الكلاسيكية لا تصلح لتفسير ما حدث لان quot;المتهمين الثلاثة ليسوا من اسرة الفتاة التي اغتصبت ثم لماذا اختاروا اطلاق النار على الاقباط عشية عيد الميلاد؟quot;.
وقال وزير الدولة المصري للشؤون القانونية مفيد شهاب انه لا توجد quot;دوافع دينيةquot; بحسب التحقيق، بينما اعتبر رئيس البرلمان فتحي سرور انه quot;حادث فردي وبالتالي لا يجوز اعتباره دليلا على وجود صراع ديني في مصرquot;.
وكان سرور يرد على النائبة القبطية جورجيت قليني التي اصرت على وصف الهجوم ب quot;الطائفيquot; ما ادى الى هجوم شديد عليها من نواب حزبها، وهو الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم.
واكد عمراني ان quot;هذا هو رد فعلهم (السلطات المصرية) في اغلب الاحوال فلديهم اعتقاد بان الاقرار بالمشكلة سيحول الامور من ازمة محلية الى ازمة وطنية وهناك خوف من اثارة الموضوع على المستوى الوطنيquot;.
ويعتقد مصطفى كامل السيد ان quot;الحكومة تريد التقليل من خطورة الموقف لطمأنة الرأي العام المصري والعربي وخصوصا الدوليquot;.
وكان الهجوم اثار ردود فعل متتالية خارج مصر اذ دانته الولايات المتحدة معربة عن quot;قلقها البالغ ازاء الاحداث المأساوية في نجع حماديquot; مشيرة الى انه يدلل على وجود quot;مناخ من عدم التسامحquot; في المجتمع.
ودان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الهجوم معتبرا انه quot;يثير الرعبquot;، كما اكد البابا بنديكتوس السادس عشر ان quot;العنف تجاه المسيحيين في بعض الدول يثير استياء الكثير من الاشخاصquot;.
ويشكل الاقباط قرابة 10% من ال 80 مليون مصري، وهم يشكون منذ اكثر من عشرين عاما من تمييز ضدهم ويؤكدون انه يتم استبعادهم من المواقع المهمة في الجيش والشرطة والقضاء والجامعات.
ويعد هجوم نجع حمادي الاخطر ضد الاقباط منذ الصدامات التي وقعت في قرية الكشح بصعيد مصر في العام 2000 وادت الى سقوط 20 قتيلا من الاقباط.
وستبدأ محاكمة المتهمين الثلاثة بارتكاب الهجوم في 13 شباط/فبراير المقبل امام محكمة امن الدولة العليا طوارئ وهي محكمة استثنائية لا يمكن الطعن بقراراتها امام هيئة قضائية اعلى.
التعليقات