الكويت تمنع الشيخ العريفي من دخول أراضيها |
لا تزال تفاعلات قضية ما تردد عن منع السلطات الكويتيّة من دخول رجل الدين السعودي الشيخ محمد العريفي إلى الكويت، تثير ما تثيره من توابع الأسئلة والتعليقات وردود الأفعال بين مؤيّد وغاضب، فيما لا تزال وزارة الداخلية الكويتية تلتزم الصمت، على الرغم من تلويح معسكري الرفض والتأييد بإجراءات أكبر في الحالتين، وسط توقعات بأن تحسم الحكومة هذا الأمر في أقرب وقت ممكن.
الكويت: بعد ساعات من سريان أنباء ومعلومات تتحدث عن قيام وزارة الداخلية الكويتية برفع أمر المنع عن دخول رجل الدين السعودي الشيخ محمد العريفي الى الأراضي الكويتية بعد أن هاجم الأسبوع الماضي خلال خطبة له في أحد مساجد الرياض المرجعية الدينية العراقية السيد علي السيستاني، سرت أنباء جديدة في العاصمة الكويتية مفادها أن المنع إما لم يرفع، أو أعيد الى كشوفات الممنوعين من دخول البلاد، وسط غموض شديد يكتنف القضية التي اختلف حولها عدد من النواب والمهتمين بالشأن العام.
والقضية مرشحة الآن لأن تكون مادة رئيسة من سجالات وندوات وتجمعات لمعسكرين، واحد يرفض القرار الوزاري في حال تم اقراره بإعتبار ان الشيخ العريفي لم يهاجم الكويت، وإنما هاجم فئة تسعى للخراب في المملكة العربية السعودية بحسب زعمه، فيما يقول المعسكر الآخر في الكويتإنَّ الشيخ العريفي تطاول على أحد أهم رموز الطائفة الشيعية، وبالتالي فإن الإساءة تطال أتباعه ومريديه.
وفي مواقف سابقة ومعلنة تباينت مواقف أكثر من نائب كويتي تعليقًا على القضية، فقد قالت النائب معصومة المبارك إن الرمز الشيعي السيد علي السيستاني يعتبر مرجعية لكثير من الشيعة ولا ينبغي لأي شخص كان أن يسيء الى هذه المرجعية وأتباعها، فيما قالت النائب الدكتورة أسيل العوضي إنها كموقف مبدئي ترفض أن يصار الى منع أي شخص من دخول الكويت لأفكاره ومعتقداته، بغض النظر عما قاله العريفي، رافضة القرار بحقه.
أما النائب فيصل المسلم فقد أكد أن أهل الكويت يريدون أن يعرفوا من الذي إتخذ هذا القرار، ولمصلحة من، وأن الأمر مريب حقًّا، بيد أن النائب خالد السلطان أكد أن الشيخ العريفي ينتمي الى نهج الشيخ إبن باز والشيخ إبن عثيمين اللذان كانا لفتاويهما الأثر الأكبر في تحرير الكويت من القوات العراقية، معتبرًا أنه من المؤسف أن يرد الجميل لهذا النهج الديني بالمنع من دخول الكويت.
ومن المنتظر مع الساعات المقبلة أن تعقد ندوة جماهيرية لتجمع ثوابت الأمة بقيادة النائب محمد هايف المطيري، يتوقع أن يحضرها عدة نواب .
فالنائب الكويتي محمد هايف قال لـquot;إيلافquot; أن رأيه وتعليقه سيكون خلال الندوة اليوم التي تأكد لquot;لإيلافquot; أن أعضاء كتلة التنمية والإصلاحquot; البرلمانية المعارضة سيحضرونها، وهم فيصل المسلم، وليد الطبطبائي، وفلاح الصواغ، وجمعان الحربش، إذ أكد الأخير لـquot;إيلافquot; :quot; أن قرار صدر بمنع العريفي من دخول الكويت، ثم رفع هذا المنع، ثم إعادته في غضون أيام قليلة لهو دليل أكيد على غياب التخطيط السليم ومؤشر على قرارات إرتجالية وعبثيةquot;... وأضاف الحربش quot;سنذهب الى الندوة الليلة في ديوان النائب محمد هايف وسيكون لنا موقفنا الخاص ككتلة التنمية والإصلاح فيما إذا إستمر المنعquot;.
وفي إتصال هاتفي مع النائب الكويتية الدكتورة رولا دشتي فقد أكدت لـquot;إيلافquot; أنه لا يعنيها إبتداء التعليق والتصريح بشأن المسألة المشار إليها، مؤكدة أنها تحضر يوميًّا لساعات طوال مناقشات اللجان البرلمانية التشريعية التي تقوم بدراسة القرارات النافعة لمستقبل الكويت والكويتيين، وأنها لا ترى القضية المثارة اليوم تستاهل الإلتفات إليها بدلاً من الإلتفات لمستقبل الكويت... يريدون أن يصنعوا أزمة، وأنا لا أهتم بهذا الأمر نريد التركيز على الأداء البرلماني الذي يسعد أهل الكويتquot;.
وكان العريفي خلال خطبة له في أحد مساجد مدينة الرياض في الملكة العربية السعودية، وفي معرض هجومه وإنتقاداته لجماعة الحوثيين قد إنتقد دعوتهم للحكومة اليمنية أن يكون السيستاني quot;الفاجر والزنديقquot;، - على حد قول العريفي هو من يمثلهم في أي مفاوضات لوقف القتال الدائر في اليمن، كما هاجم العريفي بقوة بعض المذاهب الشيعية وغلوهم وتطرفهم وقال عن شيعة القطيف في المملكة إنه لولا الأجهزة الأمنية لرأيتم من أفعالهم عجبًا، وهي الخطبة التي أثارت جدلاً واسعًا في العراق، حيث رفض قادة العراق تلك التصريحات، والإساءة لأهم رمز ديني في العراق، وكذلك ردت المملكة العربية السعودية بأن كلام العريفي لا يمثل أكثر من رأيه، ولا يمثل الموقف الرسمي للمملكة العربية السعودية، كما أن شيخ الأزهر رفض تلك التصريحات التي تفرق بين أبناء الديانة الواحدة.
التعليقات