يتردد في الأوساط الإيطالية أخيرًا، أن الإعتداء الذي تعرض له سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء بلوحة حديدية مصغرة لكاتدرائية ميلانو امام مؤيدي حزب شعب الحرية والصحافة ما هو إلا خدعة جديدة تضاف إلى مسلسل فضائح الزعيم الايطالي.

بلرسكوني خلال حفل امس

في مفاجأة من العيار الثقيل قد تنضم إلى قائمة الفضائح التي يحفل بها سجل سيلفيو برلسكوني رئيس الوزراء الإيطالي، ويواجه بسببها موجة من الانتقادات الحادة داخليًّا وخارجيًّا على حد سواء، تميط صحيفة quot;الدايلي ميلquot; البريطانية اللثام - إستنادًا إلى تقارير ومقاطع فيديو مصورة تداولتها مواقع على شبكة الإنترنت في ايطاليا ndash; عن أن واقعة الاعتداء التي زُعِم تعرض برلسكوني لها قبل بضعة أسابيع كانت مجرد حيلة.

وتواصل الصحيفة كشفها في هذا الإطار عن أن المدعي العام في ايطاليا أرماندو سباتارو - المكلف بالتحقيق في الواقعة - قد طلب استدعاء طبيبين مختصين في الوجه لفحص برلسكوني الأسبوع المقبل وتزويده بتقرير عن الحالة.

وكانت مجموعة من الصور الدراماتيكية التي تم تداولها على شاشات التلفاز وعدد من المواقع على شبكة الإنترنت، قد أظهرت رئيس الوزراء الإيطالي، 73 عامًا، وبعض مناطق من وجهه مغطاة بالدماء بعد تلقيه صفعة في الوجه بوساطة تمثال صغير لكاتدرائية ميلانو. وقيل بعدها على لسان مسؤولي المستشفى التي نقل إليها بيرلسكوني إنه يعاني من كسور في أنفه واثنتين من أسنانه، إضافة إلى فقدانه ما يقرب من نصف لتر.

لكن وفي غضون ساعات من وقوع الهجوم، بدأت تعج كثير من المواقع الإيطالية بنظريات تتحدث عن أن كل ما وقع كان مجرد أمرًا زائفًا. وفي الوقت ذاته، قال الطبيب الشخصي لبرلسكوني إنه سيحتاج إلى 90 يومًا على الأقل لكي يتعافى من الإصابات التي لحقت به. وعلى الرغم من ذلك، وبعد مرور ما يزيد بفترة قليلة عن ثلاثة أسابيع، شوهد برلسكوني على مشهد من الناس من دون أي جروح أو ندوب ملحوظة في وجهه أو في واقع الأمر أي علامات يمكن التعرف إليها لجروح سبق له وأن تلقاها.

وتلفت الصحيفة في السياق نفسه إلى ما ألمحته إليه المواقع الإيطالية عن أن ما حدث كان مجرد حيلة، نظرًا لرد فعله الغريب في الدقائق التي تلت تعرضه للقذف بالتمثال على يد ماسيمو تارتاجيلا (42 عامًا)، حيث شوهد وهو يقوم بوضع قطعة قماش سوداء اللون على وجهه في أقل من ثانية. في حين أظهر مقطع آخر مساعد لبرلسكوني يمنحه شيء ما وهو بداخل سيارته. وربما كان الأمر الأكثر إثارة للتساؤلات هو وقوفه وتلويحه للجمهور المحتشد حول موكبه قبل نقله للمستشفى بدلاً من مغادرة المنطقة على الفور، كإجراء اعتيادي يحدث عقب تعرض الشخصيّات الهامة للهجوم.

ثم تمضي الصحيفة لتقول إنه واعتمادًا على الحكم الذي سيصدره الطبيبين في تقريرهما عن حالة بيرلسكوني، سيتخذ المحققون قرارًا بشأن التهمة التي يمكنهم توجيهها. ونقلت الصحيفة عن مصدر مُطَّلِع على مجرى التحقيقات قوله :quot; إنها مسألة روتينية إجبارية، ولا مفر من إجرائهاquot;. بينما ردّ فرانشيسكو كاسولي، السناتور بحزب شعب الحرية الذي يترأسه برلسكوني، بقوله :quot;ما يطلبه المحققون يتناقض مع الحس السليم والمنطقquot;. أما دكتور زانغريلو، الذي سيحضر الكشف الطبي يوم الاثنين المقبل، فقال :quot; لكي أكون أميناً، أؤكد أن رئيس الوزراء مازال يعاني من صعوبة في تناول الطعام، وما زال يشعر ببعض الإزعاج الذي يؤثر سلبًا عليه أثناء النومquot;.