تبقى قضية البطالة معضلة في السعودية على الرغم من تراجع نسبتها من نحو 11% عام 2007 إلى نحو 10% عام 2008، كما تراجع عدد العاطلين عن العمل إلى 416 ألفا عام 2008 مقارنة بنحو 450 ألفا في العام السابق، وتبين الإحصاءات السعودية أن نحو 38% من السكان دون 14 عاما وأن الفئات العمرية الشابة تشكل السواد الأعظم من العاطلين، خاصة في الفئة العمرية ما بين 20 إلى 24 عاما بما نسبته 45% من العاطلين .
الرياض: دفع ارتفاع أعداد العاطلين عن العمل عضو مجلس الشورى السعودي المهندس سالم بن راشد المري إلى تقديم اقتراح ستتم مناقشته الأحد المقبل بإضافة مادة إلى نظام العمل تصرف بموجبها إعانة مالية شهرية للسعوديين العاطلين المسجلين لدى وزارة العمل لفترة محددة حتى يجدوا فرص العمل المناسبة على أن يحدد المقدار والضوابط في نظام أو لائحة تصدرها وزارة العمل السعودية .
وقال مقدم الاقتراح إن السعوديين العاطلين عن العمل في ازدياد رغم ارتفاع إيرادات الدولة، وكثرة المشروعات الجديدة، وأضاف أن من يدقق في الوضع الحالي لسوق العمل السعودية يجد أن نتائج خطط توظيف السعوديين لا تزال دون الطموحات رغم ضخامة الأموال التي تضخها الحكومة سنويا لتنمية الموارد البشرية، ورغم كثرة الأنظمة التي تحث على توظيفهم ومحاولات ضبط استقدام الأيدي العاملة، ولكن مثل هذا الاقتراح هل يمثل حلا لمشكلة البطالة في السعودية؟
هذا السؤال طرحته quot;إيلافquot; على عضو مجلس الشورى السعودي زين العابدين بري والذي أكد أن هذا الاقتراح يعمق المشكلة ويكلف ميزانية الدولة 500 مليون ريال شهريا قد تصل إلى 6 مليارات ريال سنويا، لافتا إلى أن عدد العاطلين السعوديين عن العمل يصل إلى نصف مليون .
وذكر عضو الشورى السعودي أن المشكلة ليست في عدد العاطلين عن العمل وإنما تكمن في هل هناك عمل أم لا، مضيفا أن البطالة في السعودية ليست إجبارية مثل دول أخرى لا يجد مواطنوها فرص عمل فيسافروا بحثا عنها. ويضيف السوق السعوديةفيها فرص عمل كبيرةوفيها 7 ملايين شخص من العمالة الأجنبية يعملون في كافة القطاعات والمجالات والتخصصات وبالتالي لا يمكن لأحد أن يدعي عدم وجود فرص عمل.
ويرى عضو مجلس الشورى السعودي زين العابدين بري أن البطالة في السعودية اختيارية وليست إجبارية وأنه يجب معالجتها بوسائل أخرى أما صرف إعانات للعاطلين فليس حلا، قائلا إن البطالة الإجبارية هي التي يصرف لها رواتب في الدول الأخرى التي تعاني من الكساد ولا توجد بها فرص عمل، فهنا تكون الإعانة ولفترة محدودة، لكن بالنسبة إلى الاقتصاد السعودي فهو منتعش والوضع يختلف وسيكون الاقتراح كما يؤكد محل نقاش كبير من قبل 150 عضوا سيستمعون إلى مرئيات مقدم الاقتراح وستكون لهم وجهات نظر متباينة .
وقال لـquot;إيلافquot; إنه وبقية أعضاء مجلس الشورى لم يعرفوا بهذا الاقتراح وموعد مناقشته إلا يوم الثلاثاء الماضي عند الإعلان عن جدول أعمال الأسبوع التالي، وأضاف quot;لا أخفيك سرا إذا قلت إن مثل هذا الاقتراح قدم منذ عام وأنا عارضته وكنت سببا في إيقاف مناقشته في مجلس الشورى لأنه سيعمق مشكلة البطالة في المجتمع السعودي، فإذا منحنا العاطل عن العمل اختياريا ألف ريال شهريا فلن يبحث عن عمل وسيجلس بها في قهوةquot; .
وختم عضو مجلس الشورى السعودي زين العابدين بري حديثه مع إيلافquot; بتوضيح أن البطالة تحتاج إلى حلول جذرية ويجب على المواطن السعودي أن يقدر فرص العمل ولا يدعي أنه سيد، فهناك 7 ملايين أجنبي في السعودية منهم على سبيل المثال 50% أو على أقل تقدير 3 ملايين عامل في مهن سائق وعمالة وخدم وكلها مهن لن يعمل بها السعوديون، ولكن في المقابل هناك أكثر من 3.5 ملايين وظيفة في كافة التخصصات الأخرى من الهندسة والطب والديكور والبناء وغيرها، ويتساءل هناك ثلاثة تصنيفات للعمل فهل كلها لا يقبل بها السعودي؟ ويجيب بالطبع هذا أمر غير معقول ولكن هناك من لا يمتلك حب العمل وثقافة العمل ونشأ في بيئة على أنه سيد .
التعليقات