تكشف وزارة الثقافة والإعلام السعودية في الثلاثين من يناير/كانون الثاني الحالي النقاب عن اسم الفائز بأول رخصة لمحطة إذاعية خاصة FM في المملكة من بين 15 مؤسسة وشركة وتحالفًا تتنافس على 5 تراخيص، وتتجلى بوضوح الصفة الاستثمارية لهذه الإذاعات مع استمرار كيانات اقتصاديّة وإعلانيّة وإعلاميّة كبرى في الحلبة.

عبد الله أحمد من الرياض: وأوضح لـquot;إيلافquot; الدكتور حمزة بيت المال عضو هيئة التدريس في قسم الإعلام بجامعة الملك سعود، أنه نظرًا للمكانة الاقتصادية الضخمة للمملكة، فإنها تحتاج إلى منافذ إعلانيّة محتلفة، على الرغم من سيطرة الصحف على هذا الشق، إلا أن وجود تلك الإذاعات سوف يساعد على تنشيط هذا القطاع.

وأضاف الدكتور بيت المال أنه في بداية انطلاق هذه الإذاعات سيكون هناك اندفاع من جانب المعلنين ناحيتها لتستحوذ على جانب كبير من الإعلانات التي تستأثر بها الصحف حاليًّا، خصوصًا أن إرسال الإذاعة الواحدة سيغطي ما بين 15 إلى 30 مدينة ومحافظة رئيسة أو أكثر حسب شروط وزارة الثقافة والإعلام ، ولكن في المدى البعيد سوف يُحدِث نوعًا من التوازن بين الجانبين.

وتتنافس على رخص البث الإذاعي على موجات FM في المملكة كل من الشركة السعودية للنشر المتخصص، تحالف ألف ألف، شركة روتانا، تحالف العربية للإعلان والخدمات العامة، وراديو وتلفزيون العرب، تحالف شركة نور للاتصالات، تحالف شركة الموارد الإلكترونية المحدودة وشركة ميديا جيتس المحدودة، مؤسسة فال السعودية، تحالف الوطنية للإعلان والنشر، شركة روابي المجد الدولية، الشركة العالمية للدعاية والإعلان، تحالف العين، شركة غاية الإبداع للتجارة القابضة المحدودة، اتحاد شمس، تحالف صدى دليل، وتحالف مؤسسة الجزيرة الصحافية.

وقال الدكتور بيت المال إنه إذا فازت بتلك الرخص مؤسسات ذات تابع اقتصادي فإنها ستحاول في المقام الأول الترويج لمنتجاتها ولكنها لن تقف عن هذا الحد وستحاول جاهدة استقطاب معلنين آخرين، خصوصًا أنّ الجهة الواحدة لا تستطيع أن تحصل على أكثر من ترخيص.

وعلى الرغم من أن وزارة الثقافة والإعلام اشترطت أن تكون الشركة الحاصلة على الترخيص سعودية مملوكة 100 % لرأسمال سعودي ومقرها المملكة، إلا أن الدكتور بيت المال أشار إلى أن تلك الإذاعات لن تؤدي إلى عودة الأموال السعودية المستثمرة في الإعلام العربي إلى المملكة لأن العمل الإذاعي لا يحتاج إلى استثمارات ضخمة، إضافة إلى أن العامل الحاسم في عودة تلك الأموال إلى السعودية هي بيئة العمل.

وأضاف الدكتور بيت المال أن إذاعات FM ستفتح آفاقًا جديدة للشباب السعودي حيث ستخلق فرص عمل متنوعة منها الإعلامية والفنية والخدمات المساعدة.

الوزارة أعلنت من قبل أنها استعانت بشركة استشارية متخصصة لدراسة سوق البث الإذاعي في المملكة، وقد اتضح أن العدد الأمثل للتراخيص على مستوى المملكة في المرحلة الحالية هو خمس تراخيص وإذا زادت عن هذا العدد ستواجه بعض الجهات الحاصلة على التراخيص بعض الصعوبات المالية، وخلال الثلاث سنوات القادمة ستدرس منح تراخيص أكثر على نطاق المنطقة والمدينة.

وقال الدكتور بيت المال إن وزارة الثقافة والإعلام رفعت الكثير من العبء المادي والجهد عن المتقدمين حيث سيتم بث تلك الإذاعات من خلال شبكة وأجهزة الوزارة وبذلك توفر ملايين الريالات على المستثمرين، إضافة إلى مشقة التنسيق مع جهات حكومية متعددة مثل هيئة الاتصالات والطيران المدني والبلديات لإنشاء محطات إرسال.

المعطيات السابقة تؤكد أن إذاعات الـ FM المزمع انطلاقها قريبًا في المملكة ستكون بمثابة سوق تجاري متنوع باستثمارات سعودية خالصة ممتدة ما بين 15 إلى 30 مدينة، ولكن عبر أثير الإذاعة وعند أطراف أصابع المتلقي ينتقل بين أقسامه في جزء من الثانية دون أن يتحرك من مكانه.