قال محللون في مؤتمر ان الحاجز الذي تشيده مصر مع قطاع غزة يعكس قلق القاهرة من تسلل نشطين يستلهمون فكر القاعدة الى البلاد بعد قيام حركة حماس بطردهم من القطاع.
القاهرة: اضاف المحللون ان القاعدة تكتسب نفوذا فيما يبدو في المنطقة وتدخل مرحلة جديدة مع سعي جيل من النشطين الذين هربوا من العراق وفروا الى اليمن وغزة لاعادة تجميع صفوفهم والاتصال بجماعات في مصر للتدريب والقيام بعمليات.
وتبني مصر وهي الدولة الوحيدة -الى جانب اسرائيل- التي لها حدود مع غزة حاجزا تحت الارض ومرسى على البحر لمنع تدفق المتشددين والسلاح. ويتهم اسلاميون مصر بالعمل ضد المسلمين من خلال هذا المشروع.
ومع ذلك قال المحللون ان مصر قد تصبح موطنا لجماعات نشطة صغيرة مثل جند أنصار الله وجيش الاسلام وجلجلت وبعض الحلفاء السابقين لحماس وخصوم اخرين سحقتهم الحركة منذ سيطرتها على غزة عام 2007.
وقال سمير غطاس المحلل السياسي الفلسطيني أمام مؤتمر عن الامن الاقليمي بالقاهرة quot;مؤكد تورط عناصر من الجماعات المتشددة في غزة ... حماس قدرت على اجهاض هذه الجماعات الجهادية التي تتطلع الان الى مصر كمكان امن وتسعى لشن عمليات في مصر بالوكالة.quot;
وقال اللواء نشأت الهلالي وهو مساعد سابق لوزير الداخلية المصري أمام المؤتمر يوم الاربعاء ان أمن الدولة في مصر يجهض تصاعد التطرف.
وأضاف الهلالي quot;العلاقة بين الفلسطينيين والمصريين موجودة وتاريخية لكن المصريين والفلسطينيين يعبرون الحدود المشتركة ... في حالة خطر زيادة التشدد على مصر يسعى الامن المصري لتأمين حدودها.quot;
وقال محللون في المؤتمر ان هؤلاء المتشددين يستلهمون فكر القاعدة في الجهاد العالمي ويعتقدون ان حماس ابتعدت عن الاسلام بالمشاركة في سياسات علمانية بدخولها الانتخابات البرلمانية الفلسطينية عام 2006 والسعي لمصالحة مع حركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس.
وتسعى الجماعات للاتصال بالقاعدة بعد فشلها في توطيد تحالفها مع حماس المنبثقة عن جماعة الاخوان المسلمين في مصر والتي نأت بنفسها عن القاعدة.
وقال غطاس ان هذه الجماعات الفلسطينية الصغيرة قد تسعى لاستخدام مصر كساحة ميدان بالوكالة للبرهنة على قوتها أملا في كسب الدعم من القاعدة.
وتابع غطاس quot;جماعة جلجلت أعلنت على موقعها في الذكرى الاولى لحرب اسرائيل على غزة قائلة .. حتى الان لم تعترف بنا القاعدة ولكن نسعى للتقرب منها وشن عمليات ليتم اعتمادنا.quot;
وجماعة جلجلت وجند انصار الله جماعتان سلفيتان جهاديتان تدعوان لشن حرب لبسط الهيمنة الاسلامية على العالم. وتضم الجماعتان بعض رجال حماس السابقين.
وتحتجز حكومة الرئيس حسني مبارك شبانا تشتبه في اتصالهم بفلسطينيين من غزة ونشطين من دول أجنبية لتدبير هجمات.
وقال مبارك هذا الاسبوع ان قواته ستسحق المتشددين وان الجدار يستهدف حماية مصر من المؤامرات الارهابية.
وشارك فلسطينيون في شن هجمات بمصر من قبل. وقاد اياد سيد صالح الذي كان يقيم في العريش بالقرب من الحدود مع غزة خلية من نشطاء مصريين لتنفيذ تفجيرات عام 2004 في فندق ومنتجع في طابا مما أسفر عن مقتل 34 شخصا.
وهناك خمسة فلسطينيين من بين 26 متهما يحاكمون في قضية تتصل بحزب الله بتهمة التخطيط لشن هجمات في مصر.
وقال محللون اخرون ان هناك مصريين بين النشطاء في الجماعات الاقليمية التي تستلهم فكر القاعدة ولكن غالبية أولئك الناشطين حاليا هم أجانب يحملون جنسية مزدوجة وليس لهم سجل أمني سابق ويستطيعون التنقل بحرية.
وقال مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين المصريين ان الهجوم الفاشل على طائرة ركاب أمريكية ألقي اللوم فيه على نيجيري تدرب في مخيم تابع للقاعدة في اليمن يظهر قدرة جيل جديد على تنفيذ هجمات دون اتصال مباشر بالقاعدة ويوضح quot;ظهور الارهاب العابر للقاراتquot;.
التعليقات