فلوريدا: أظهرت دراسة أميركية أن مستعمرات الحشرات تتبع في نظام حياتها وعملها نفس القواعد البيولوجية التي تتبعها الحشرات منفردة.

وكشفت الدراسة التي أعدها علماء بجامعتي فلوريدا وأوكلاهوما الأميركيتين وكلية طب ألبرت آينشتاين، كشفت أن مجتمعات الحشرات تعمل معاً مثل كائن حي فائق واحد quot;سوبر أورغانيزمquot; من حيث وظائف الأعضاء ودورة الحياة حيث حير علماء الأحياء لأكثر من قرن الطبيعة التعاونية للغاية لدى النمل والنحل والحشرات الاجتماعية الأخرى التي تعمل معاً لأجل بقاء ونمو المستعمرة.

وأكد البروفيسور quot;مايكل كسباريquot; المؤلف المشارك بالدراسة وأستاذ علم الحيوان والإيكولوجية والبيولوجية التطورية بجامعة أوكلاهوما أن أحد أسباب الاهتمام بالحشرات الاجتماعية وعواقب الحياة في جماعات أنها تخبرنا عن جنسنا البشري.

بدوره اعتبر إدوارد ولسن أستاذ البيولوجية بجامعة هارفرد وأحد مؤلفي كتاب الكائن الحي الفائق أن هذه الدراسة التي تناولت الأساس الوراثي لحياة الحشرات الاجتماعية بالمستعمرات تمثل عملاً لافتاً نظرا لأصالتها وأهميتها أيضا.

وقال ولسن إن الدراسة أضافت أفقاً جديداً للدراسات التي تتناول كيفية تنظيم مجتمعات الحشرات ومستوى ونطاق تنظيمها. من جانبه قال الدكتور جيمس غيلولي الأستاذ بقسم الأحياء في جامعة فلوريدا إن هذه الدراسة ستساعد العلماء في فهم كيفية نشوء المنظومات الاجتماعية الخاصة بالحشرات عبر الانتخاب الطبيعي وهي العملية التي يحدث بواسطتها التطور مشيراً إلى أن تطور المنظومات الاجتماعية وخاصة لدى الحشرات التي تعيش فيها العاملات عقيمة لمساعدة الملكة في التكاثر فقط ظل لغزا منذ فترة طويلة.

وأوضح غيلولي أن هناك تطورين رئيسيين في الحياة وهما كيف عملت الخلايا معاً لتكون كائناً حياً واحدا وكيف انضم الأفراد إلى بعضهم ليعملوا كمجتمع فنسبياً هناك قدر معتبر مفهوم حول كيفية تأثير حجم الكائنات متعددة الخلايا على دورة حياة الأفراد بناء على نظرية الأيض quot;الميتابوليزمquot; لكن الباحثين أظهروا أن نفس الإطار النظري يساعد في التنبوء بدورة حياة مجتمعات كاملة من الكائنات الحية. يشار إلى أن الباحثين سجلوا أن المجتمعات الحشرية تشكل جزءاً كبيراً من إجمالي الكتلة الحيوية على كوكب الأرض وإنه قد يكون لهذا الاكتشاف آثار على المجتمعات البشرية.