يجري الجيش الأميركي تحقيقا ً حول معارك دامية جرت في أفغانستان في العام 2008 قد تسفر عن معاقبة ضباط أميركيين كبار بسبب الإهمال .

واشنطن: اعلن مسؤولون عسكريون اميركيون الجمعة ان الجيش الاميركي يجري تحقيقا حول معارك دامية جرت في افغانستان في 2008 قد ينتهي الى معاقبة ثلاثة ضباط كبار في القوات البرية بسبب quot;الاهمالquot;. وقال المسؤولون ان التحقيق الذي تتولاه القيادة الوسطى للجيش الاميركي (سنتكوم) يدور حول دور هؤلاء الضباط الثلاثة ويدعو الى الاعتقاد بان اجراءات تأديبية ستتخذ بحقهم.

وقتل تسعة جنود اميركيين واصيب 27 آخرون بجروح في تلك المعارك التي جرت في تموز/يوليو 2008 والتي اخترقت خلالها مجموعة من حوالى 200 مقاتل من حركة طالبان صفوف القوات الاميركية وكادت تستولي على موقع عسكري متقدم في وانات قرب الحدود الباكستانية. وادت تلك الحادثة الى توجيه انتقادات شديدة سواء الى الضباط المسؤولين عن الموقع المتقدم الذين اتهموا باخذ قرارات خاطئة، ام الى مجمل الاستراتيجية الاميركية في افغانستان. واوضحت المصادر ان المحققين لم يخلصوا الى وجود مشكلة قيادة كبيرة خلال تلك المعارك، لكنهم يدققون في القرارات والاجراءات التي سبقت تلك المعارك.

وسلمت نتائج التحقيقات الى الامين العام لسلاح البر جون ماكهاغ، كما اعلن مكتبه الجمعة. وعهد الاخير الى الجنرال تشارلز كامبل مهمة اخذ القرار المناسب بشأن العقوبات المحتملة الواجب اتخاذها بحق هؤلاء الضباط، من دون ان يرشح اي شيء رسمي عنها. ويعتقد ان الكولونيل المتقاعد ديفيد بروستروم والذي فقدت عائلته احد الجنود في تلك المعارك، اعرب عن مخاوف من احتمال ان يكون ما جرى ناجما عن خطأ ارتكبته قيادة الموقع المتقدم والواقع في منطقة جبال صخرية نائية، وان يكون ضباط كبار تلقوا معلومات عن هجوم وشيك لحركة طالبان على الموقع.

وذكرت وسائل اعلام عدة بينها واشنطن بوست ان الجنود الاميركيين الذين كانوا في ذاك الموقع المتقدم كانوا يعانون من نقص في الماء وفي اكياس الرمل اللازمة لتحصين مواقعهم. وبحسب المصادر عينها فقد امر ضباط بسحب طائرة استطلاع كانت مولجة بمراقبة المنطقة، لتنفيذ اعمال مراقبة في مكان آخر. ومنذ ذلك الهجوم غيرت قوة الحلف الاطلسي في افغانستان استراتيجيتها في افغانستان مفضلة نشر جنودها في اماكن مأهولة على ان يكونوا في اماكن نائية كما في وانات حيث لا تأتير جديا للمعارك على الحرب على طالبان.