وصل الرئيس السوري بشار الأسد الى طهران السبت في زيارة رسمية يلتقي خلالها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ويبحث معه آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. وتأتي زيارة الاسد الى إيران بينما يشهد لبنان توترا شديدا بشأن المحكمة الدولية وجدلا حاميا يسبق وصول الرئيس الايراني الى العاصمة بيروت.

A handout picture released by the official Syrian ...

طهران، دمشق، بيروت:انتقد الرئيسان الإيراني والسوري خلال اجتماع في طهران عملية السلام الجارية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وquot;التي تدفع واشنطن باتجاه استمرارهاquot; كما جاء في بيان نقله موقع الرئاسة الإيرانية على الانترنت. واعتبر الأسد بحسب البيان أن أي جديد لم يطرأ على عملية السلام، موضحًا أنها تهدف quot;فقط إلى تأمين دعم لباراك أوباما (الرئيس الأميركي) داخل الولايات المتحدةquot;. أحمدي نجاد من جهته أكد مرة جديدة أن quot;الواجهة الأميركية انهارت، وكشفت عن (طبيعة) النظام الإسرائيليquot;.

وباتت مفاوضات السلام، التي انطلقت مجددًا في الثاني من أيلول/سبتمبر برعاية واشنطن، في مأزق، بعدما رفضت إسرائيل تمديد العمل بقرار تجميد الاستيطان جزئيًا في الضفة الغربية. وقال أحمدي نجاد إن quot;الأوضاع الحالية في المنطقة تسير باتجاه التحول لمصلحة شعوب المنطقةquot;، داعيًا إلى quot;تعزيز جبهة المقاومةquot; لإسرائيل، وفي طليعتها إيران وسوريا، ما quot;سيدفع الدول الأخرى للانضمام إليها، وسيساعد على إحلال السلام في المنطقةquot;.

من جهته، شدد الأسد على وجود quot;إمكانيات كبيرة متاحة يمكن استثمارها لمصلحة الشعبين والمنطقةquot;. ونوه بحسب البيان بـquot;التوقيع على اتفاقيات متعددة الأطراف بين دول المنطقةquot;، معتبرًا أن quot;وجود مثل هذه الاتفاقيات من النواحي الاقتصادية والسياسية والأمنية يصب في مصلحة المنطقةquot;.

وذكر التلفزيون الرسمي الايراني من جهته أن الرئيسين سيوقعان خلال زيارة الأسد لطهران اتفاقات لتحرير المبادلات التجارية بين البلدين ولإنشاء مصرف تجاري مشترك وquot;تعزيز جبهة المقاومة لإسرائيل، بدون إعطاء تفاصيل أخرى.

وتفرض الأمم المتحدة عقوبات دولية على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل، تستهدف بصورة خاصة قطاعات الطاقة والمصارف والمبادلات المالية.

وكانالرئيس السوري بشار الأسد وصلاليوم إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية حيث يجري محادثات مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وكبار المسؤولين الإيرانيين تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

وتأتي هذه الزيارة الرسمية التي تستمر يوما واحدا، بعد زيارة الرئيس أحمدي نجاد لدمشق في الثامن عشر من الشهر الماضي حيث أكد خلال اجتماع مع الاسد ضرورة رفع مستوى التعاون الاقتصادي والتنموي وخاصة في المواضيع ذات الطابع الاستراتيجي كالنفط والغاز والسكك الحديدية وزيادة التواصل السياحي بين شعبي البلدين.

كما أشار الجانبان إلى أهمية خروج العراق من أزمة تشكيل الحكومة حفاظاً على وحدته واستقراره وأمنه. وكانت دمشق شهدت اخيرا سلسلة من الزيارات لممثلي القوائم العراقية الفائزة في الانتخابات. كما ابلغ وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري نظيره السوري خلال لقائهما في نيويورك الاسبوع الماضي قرار الحكومة العراقية اعادة السفير إلى دمشق quot;في أقرب وقت ممكنquot; ، فيما ابلغ المعلم ان دمشق ستقوم بالمثل بعد ذلك.

يشار الى ان آخر زيارة للرئيس الاسد لطهران تعود الى آب -اغسطس من العام الماضي. كما زار احمدي نجاد دمشق في شباط -فبراير الماضي قبل توقفه فيها منتصف الشهر الماضي في طريقه الى نيويورك. كما استقبل الاسد قبل شهرين كلا من وزير الخارجية منوشهر متكي وعلي اكبر ولايتي كبير مستشاري العلاقات الدولية لدى خامنئي. وعقدت اللجنة العليا في ربيع العام الماضي لتعزيز العلاقات الاقتصادية وقد وقعت مذكرات تفاهم تضمنت التعاون في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية والمصرفية والاتصالات وتقانة المعلومات والصحة والثقافة والتربية والتعليم العالي والزراعة والكهرباء والصناعة والنقل والتخطيط والإحصاء. ومن الجدير بالذكر أن سوريا وإيران وقعتا في شباط- فبراير الماضي اتفاق إلغاء سمات الدخول بين البلدين.

من جهة اخرى، لا تزال زيارة الرئيس الايراني الى بيروت المقررة في 13 من الشهر الجاري تثير جدلا في البلاد اذ يرى فيها البعض رسالة بان لبنان quot;قاعدة ايرانيةquot; على ابواب اسرائيل، خصوصا مع احتمال ان تشمل جولة قرب الحدود مع الدولة العبرية.

وفي لبنان المنقسم اصلا بين مدعومين من سوريا وايران كحزب الله وحلفائه واخرين مدعومين من الغرب، سيلتقي احمدي نجاد كبار المسؤولين وعلى رأسهم الرئيس ميشال سليمان ورئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري.

وبحسب مصادر سياسية، سيجتمع احمدي نجاد ايضا خلال زيارته التي تستمر يومين مع مسؤولين في حزب الله قد يكون من بينهم الامين العام للحزب حسن نصر الله.

وفيما علمت صحيفة quot;الشرق الأوسطquot; من مصادر إيرانية في بيروت أن زيارة نجاد إلى جنوب لبنان quot;لم تحسم بعدquot;، ذكر مسؤول في حزب الله، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الحزب quot;يحضّر استقبالا شعبيا حاشدا للرئيس الإيرانيquot;.

لكن نائب رئيس تيار المستقبل، أنطوان أندراوس، حذر من استفزاز ثلثي اللبنانيين، وقال: quot;أعتبر نجاد عدوا للبنان، لأنه هو من يعطي السلاح لما يسمى بحزب الله الذي يدخل إلى شوارع بيروت، واستخدمه سابقا لقتلنا، ويبدو أنه سيعيد الكرّة مجدداquot;. بدوره، قال منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية البرلمانية فارس سعيد ان هذه الزيارة quot;رسالة للقول ان ايران موجودة على الحدود مع اسرائيلquot;. واضاف ان quot;الرئيس الايراني يريد من خلال زيارته القول ان بيروت منطقة تخضع لنفوذ ايران، وان لبنان قاعدة ايرانية في المتوسطquot;.

وزيارة احمدي نجاد في 13 تشرين الاول/اكتوبر، ستكون الاولى لرئيس ايراني الى لبنان منذ زيارة الرئيس الاسبق محمد خاتمي في ايار/مايو 2003.

وتكتسي زيارة الرئيس الايراني بالنسبة إلى الاكثرية البرلمانية المدعومة من الولايات المتحدة طابعا اقليميا ودوليا. واوضح سعيد quot;في الوقت الذي تنعقد فيه المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، يريد الرئيس الايراني التأكيد على ان لبنان أرض مقاومة، وان مشروع الحرب مستمر ضد اسرائيلquot;.

وتابع ان quot;احمدي نجاد يعيد بذلك تذكير المجتمع الدولي بان امن اسرائيل في ايدي ايران من خلال حركة حماس الفلسطينية وحزب الله، وهو من خلال ذلك يقول للعالم عليكم التفاوض معناquot;.

وتشتبه الدول الكبرى في ان ايران تسعى إلى امتلاك القنبلة النووية تحت غطاء برنامج مدني، في وقت تخضع البلاد لمجموعات من العقوبات التي اقرها مجلس الأمن التابع للامم المتحدة.

وكانت قوى 14 آذار رأت أن زيارة الرئيس الايراني تثير quot;الحذر والريبةquot; نتيجة quot;مواقفه المناهضة للسلامquot;، كما اعلنت في بيان الاربعاء.

لكن نائب الامين العام لحزب الله نعيم قاسم اكد في مقابلة تلفزيونية مساء الخميس ان quot;الرئيس الايراني يأتي بزيارة رسمية الى لبنان ولا احراج في هذه الزيارة لان ايران ساهمت في إعمار لبنان بعد الحرب وتقف مع لبنان دائماquot;.

كما اعتبر السفير الايراني في بيروت غضنفر ركن ابادي في تصريح صحافي ان quot;رسالة الزيارة هي تأكيد اهمية الوحدة على الساحة اللبنانيةquot;.

وفي اسرائيل، اعتبر متحدث باسم الخارجية ان زيارة احمدي نجاد المرتقبة للبنان quot;يجب ان تثير الى اقصى حد قلق الذين يهتمون حقا باستقرار لبنان والشرق الاوسطquot;.