موسكو: يبدأ الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف هذا الأسبوع جولة متوسطية من ثلاثة أيام يسعى خلالها إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الجزائر، وقبرص العضو في الاتحاد الأوروبي.

وتنظم الجزائر الأربعاء استقبالاً رسميًا، يتخلله إطلاق 21 طلقة مدفعية احتفاء بسيد الكرملين، وهو أهم تكريم لزائر أجنبي، حيث سيبحث مدفيديف ونظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ومسؤولين رفيعين في العاصمة في ملفي الطاقة والتسلح. وتعود علاقات روسيا بعملاقة الطاقة في شمال أفريقيا الجزائر إلى الحقبة السوفياتية، حيث كانت موسكو المزود الرئيس للبلاد بالسلاح.

كما إن البلدين عضوان في منتدى الدول المصدرة للغاز، وهو تجمع مرن لكبرى الدول المنتجة للغاز، يعتبره البعض نظيرًا في مجال الغاز لكارتيل أوبك للنفط. وصرح كبير مستشاري مدفيديف للسياسة الخارجية سيرغي بريخودكو quot;أن الجزائر أحد أهم شركائنا، ويربطنا بها تاريخ عميق وثريquot;، مضيفًا أن الرئيسين سيناقشان ملف التعاون السياسي والاقتصادي.

وقال بريخودكو للصحافيين quot;من المتوقع أن يحتل النقاش حول كيفية تعميق الحوار السياسي حيزًا مهمًا من المحادثات المقبلةquot;.
وتابع أن quot;الطرفين يعلقان أهمية خاصة على إمكانات تعزيز التعاون في مجال الطاقة، بما في ذلك في سوق الغاز العالمية في إطار منتدى الدول المصدرة للغازquot;.

وأوضح بريخودكو أنه نظرًا إلى مخزون الغاز الضخم الذي تملكه الجزائر فإنه من الأهمية بمكان أن تتعاون شركة غازبروم الأضخم لإنتاج الغاز عالميًا وشركة سوناتراك للنفط والغاز التابعة للدولة الجزائرية، بما في ذلك في الأسواق الأوروبية. ومن المقرر أن يرافق الرئيس التنفيذي لغازبروم مدفيديف في الزيارة. وعام 2006 وقعت سوناتراك وغازبروم اتفاقًا للتعاون، لكن العلاقات بقيت متواضعة حتى الآن.

وفي العام الفائت نالت غازبروم حصة 49% من مشروع للتنقيب على النفط في حوض بركين في الجزائر، وبدأت التنقيب في العام الحالي. وأضاف بريخودكو أن وفدي البلدين، ومن بينهم رئيس شركة أيركوت لصناعة الطائرات أوليغ ديميشنكو سيبحثان في التعاون في مجال التسلح، لكنه لا يتوقع إبرام أي عقود جديدة هذه المرة.

وفترت العلاقات العسكرية بين البلدين في السنوات الأخيرة بسبب اشتكاء الجزائر من سوء نوعية الأسلحة الروسية الصنع، الأمر الذي اعتبره بريخودكو quot;مبررًاquot;. وفي أثناء زيارة لسلف مدفيديف الرئيس السابق فلاديمير بوتين إلى الجزائر عام 2006 ألغت روسيا ديون الجزائر العائدة إلى الحقبة السوفياتية مقابل صفقات أسلحة.

كما من المقرر أن يكرم مدفيديف قتلى حرب الاستقلال الجزائرية عن فرنسا، ويشرف على توقيع اتفاقات تعاون عدة، بما فيها في مجال النقل البحري. ويغادر مدفيديف الجزائر متجهًا إلى قبرص في زيارة من يومين، وهي سابقة لرئيس روسي في تاريخ العلاقات الثنائية.

تأتي الزيارة استجابة لدعوة الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس، الذي يتكلم الروسية، وتعتبر حدثًا quot;مفصليًاquot; في العلاقات بين البلدين، سواء اقتصادياً أم سياسيًا. وسيشرف الرئيسان على توقيع إلغاء مزدوج للضرائب، وسيلقيان كلمة أمام منتدى للأعمال في عاصمة الجزيرة نيقوسيا، بحسب مسؤولين قبرصيين.