بروكسل: نظمت كل من مجموعة الحزب الشعبي الأوروبي ومجموعة المحافظين الأوروبيين في الجهاز التشريعي الأوروبي ندوة في مقر البرلمان اليوم في بروكسل تناولت عمليات الإضطهاد التي تمارس ضد المسيحيين وباقي الأقليات الدينية في العالم.

وشارك في الندوة العديد من البرلمانيين والأكاديميين والباحثين ورجال دين مسيحيين من العراق والسودان والهند واندونيسيا، حيث قدموا شهادات عما يعيشه المسيحيون في بلادهم من إضطهاد.

كما تم عرض تقرير قدمته اللجنة الأسقفية للجماعة الأوروبية حول وضع المسيحيين في العالم والإضطهاد الذي يمارس بحقهم.

وفي هذا الإطار، أكد عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوروبي ماريو ماورو أن الهدف هو محاولة فهم جذور مشكلة المسيحيين في العالم وأسباب تعرضهم للإضطهاد، فـquot;ما نريد معرفته هو الأسباب التي تؤدي لإضطهاد هؤلاء، وذلك من أجل الدفاع عن قيم حرية المعتقدquot;.

وأشار البرلماني الأوروبي إلى تلازم الديمقراطية والحقوق الأساسية وحربة المعتقد، quot;إذ لا يمكننا الحديث عن مجتمع يحترم حقوق الإنسان، إذا لم يحترم هذا المجتمع الحرية الدينية لكافة أفراده، ومن هنا نرى أن كل الديكتاتوريات تهاجم حرية الدين بشكل مفتوحquot;.

وأوضح البرلماني الأوروبي أن مفهوم الإضطهاد الديني يجب أن يشمل جميع الأشخاص الذين يتعرضون للتمييز و المضايقات أو يخشون خطر القتل بسبب إنتماءهم الديني.

وعبر المشاركون في الندوة عن عدم نيتهم توجيه إتهام لأي حكومة أو الدخول في حروب مع أصحاب المعتقدات المختلفة، فـquot;ما نريده فعلاً هو الحديث عن طرق العمل من أجل ضمان حرية الدين في مختلف أنحاء العالم، سواء داخل أوروبا أو خارجها، بوصفها أساس الحريات الإنسانية العامةquot;.

وتحدث في الندوة ممثل الكنيسة الكاثوليكية في اليونان، حيث سلط الضوء على المشاكل التي يعاني منها الكاثوليك هناك، حيث تسيطر الكنيسة الأرثوذكسية، كما نوه أيضاً إلى ما سماه وضع المسيحيين quot;المؤسفquot; في تركيا.

كما تحدث في هذه الندوة كل من رئيس أساقفة كركوك لويس ساكو، وأسقف تومبورا-يامبيو إدوارد هيبورو كيسالا، حيث سلطا الضوء على معاناة المسيحيين في العراق والسودان في ضوء غياب الأمن والإستقرار ومخاطر تفريغ الشرق الأوسط من مسيحييه، مناشدين المجتمع الدولي العمل من أجل مساعدة الأقليات الدينية وعدم ترك المسيحيين لمصيرهم، حيث quot;يجب على أطراف المجتمع الدولي العمل مع المسيحيين في البلدان العربية عبر التعاون مع السلطات المحلية لإقرار حقوقهمquot;، حسب تعبير رئيس أساقفة كركوك.

يذكر أن البرلمان الأوروبي كان أصدر عدة قرارات سابقة دعا فيها إلى وقف إضطهاد المسيحيين في الشرق الأوسط وضرورة إقرار حقوقهم، منوها إلى مسؤولية الحكومات المحلية في هذا ا لأمر.