شهد جنوب المانيا مظاهرة ضخمة نددت بقرار تمديد العمل بالمفاعلات النووية.

ميونيخ: انتهت مساء يوم السبت في وسط ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا في جنوب المانيا مظاهرة حاشدة على شكل سلسلة بشرية تشابكت فيها ايدي اكثر من 25 الف شخص واتسعت حدودها الى عشرة كيلومترات وذلك للاحتجاج على قرار تمديد الحكومة الالمانية العمل بالمفاعلات النووية لإستخراج الطاقة الكهربائية.

وقد شارك في المظاهرة ايضا عدد من السياسيين والشخصيات العامة والممثلين والكتاب والصحافيين. وتحدث عمدة ميونيخ كريستان اودي منددا بالاجراء الحكومي وانتقد شركات الطاقة الالمانية التي تسعى للربح بغض النظر عن سلامة المواطنين. هذا وقد تعددت اشكال الاحتجاج بالمنشورات والاعلام واليافطات التي جاءت عباراتها منددة بالمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل ومطالبتها بالرحيل وحمل النفايات النووية معها الى البيت.

وطالب الناشطون في مجال مكافحة الاستخدامات النووية الى استمرار الرفض السلمي لهذه المفاعلات النووية، وقالت احدى الناشطات quot;نحن كشعب الماني لانريد هذه الصفقة القزرةquot; واكدت قدرة الناس على استمرار التظاهر من اجل اثناء الحكومة عن قرارها بالتمديد لعمل المفاعلات النووية في مجال استخراج الطاقة.

واسترعى نظر المراقبين للمظاهرة مشاركة عدد كبير من كبار السن بالاضافة الى الاطفال وهي رسالة واضحة الى الحكومة تعني الرفض الشعبي بكل طوائفه الى مخططات الحكومة للتمديد لعمل هذه المفاعلات. ويقول احد المراقبين انها اكبر مظاهرة سلمية للتظاهر ضد مفاعلات الطاقة النووية في ميونيخ منذ عام 1985 عندما تظاهر انذاك مابين 30 الف الى 50 الف متظاهر ضد مخطط اعادة المعالجة النووية في مصنع فيكرزدورف في جنوب البلاد.

كما ظهر جليا مدى الاستعداد الكبير لكي تأخذ المظاهرة شكلا كبيرا في رفض مخطط الحكومة، فقد تم استخدام قطار خاص لجلب المتظاهرين من أرجاء الولاية المختلفة ، اضافة الى 60 حافلة تم تسييرها بشكل خاص لجلب الناس من نقاط بعيدة الى وسط المدينة للمشاركة مع الحشود الضخمة. ويقول احد المشاركين ان الالمان يتمتعون بثقافة المحافظة على البيئة بشكل كبير.

المشاركة الحزبية الالمانية كانت واسعة فالحزب الاشتراكي الديمقراطي وزع 100 الف علم مرسوم عليه شعارات معارضة لاستخدام الطاقة النووية. من جهة اخرى شاركت المدن النمساوية القريبة من الحدود البافارية بعدد من المتظاهرين حملتهم حافلات استخدمت خصيصا لهذا الغرض. وتحدث الامين العام للحزب الاشتراكي النمساوي ناتلي كونين امام المتظاهرين قائلا ان الجميع في مدن النمسا القريبة من الحدود يشعر باستياء بالغ خاصة في مدينة لينز التي لاتبعد عن مفاعل بافاريا اكثر من 100 كيلومتر فقط.

يقول ديتر يانيك من حزب الخضر الالماني إن الحزب الاشتراكي المسيحي يعمل بنفسة دون الاخذ في الاعتبار اراء الناس والسياسيبن من الاحزاب الاخرى. ومن ناحيته اتهم هوير ايفينجر الحزب الاجتماعي المسيحي والحزب الديمقراطي الحر بانهما يتجاهلان اغلبية ثلاث ارباع السكان وهدد بمواصلة التظاهرات السلمية.

بدورها، تقول ايفا بولينج شروتر ان المانيا في عام 2010 تستطيع انتاج 11 الف مليار كيلو واط في الساعة وهي بالفعل لاتحتاج الى كل هذه الكمية لذلك عليها التوقف الان ووقف السبعة مفاعلات القديمة.

يشار الى ان اول مفاعل للطاقة النووية قد افتتح في كانون الاول - يناير 1957 في منطقة جارشينج الجنوبية. واثر ذلك تحولت المنطقة من منطقة ريفية هادئة الى منطقة علمية عالمية تسابق الجميع على العمل بها. ويقول البروفوسير لوثر كوست ان المفاعل النووي في جارشينج ساعد خريجي اقسام الفيزياء على العمل. وتمتلئ الان جارشينج بالعديد من المعاهد العلمية فبجانب الجامعة التقنية هناك معهد ماكس بلانك والمنظمة الاوروبية لعلوم الفلك ومركز ابحاث شركة جنرال اليكترك الاميركية ويصل عدد العالملين في منطقة جارشينج وحدها الى 8500 منهم4000عالم والباقي من الطلاب والدارسين.