ناشد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال اجتماعه بالمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي إيران إلى دعم امن واستقرار العراق ووصف علاقات البلدين بالإستراتيجية. ودعا خامنئي المسؤولين العراقيين إلى تحمل مسؤولياتهم والإسراع بتشكيل الحكومة والتخلصّ من شر أميركا، على حدّ تعبيره.


طهران: دعاالمرشد الايراني الاعلى علي خامنئي الى الاسراع بتشكيل الحكومة العراقية محذرا من الضرر الذي يلحقه تأخير ذلك بالشعب العراقي وقال ان تخلص العراق من شر اميركا سيمكنه من حل مشاكله دون تدخلات خارجية فيما اكد رئيس الوزراء العراقي نوري ان علاقات بلاده مع ايران استراتيجية، ثم عقد اجتماعين منفصلين مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ومع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر حيث تم بحث تطورات الحوارات الجارية بين القوى العراقية لانهاء الازمة السياسية الحالية الناتجة عن تأخر الحكومة .

وقال المالكي خلال اجتماعه مع خامنئي مبتدءا سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين الايرانيين quot; نحمد الله ونشكره على إطفاء نار الفتنة الطائفية وعودة اللحمة والاخوة بين ابناء الشعب العراقي وتحقق الأمن ونحن نتجه اليوم لتشكيل حكومة تخدم جميع ابناء الشعب العراقي ونتوجه بكل جهودنا لتسريع عملية البناء والاعمار الذي تعطل في زمن الدكتاتورية التي بددت ثروات العراق في مغامرات لم يجن منها الشعب العراقي غير الحرمان والدمار ولم تسخر ثروات العراق لاعماره واسعاد شعبهquot; . واكد تطلع بلاده الى مساهمة ايران وجميع دول المنطقة في كل ما يدعم حملة البناء والاعمار وزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري المشترك مع العراق ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة . وقدم الشكر لايران لدعمها المستمر للشعب العراقي في مختلف ظروفه الصعبة ووصف علاقات بلده معها بأنها استراتيجية.

ومن جهته اجاب خامنئي قائلا quot;اننا نعتبر العراق بلد شقيق نسعد لسعادة شعبه وإن اوجاعه توجع قلوبنا وهو شعب يقظ ولا يوجد بين ابناء الشعب العراقي خلاف سني وشيعي وانهم في مختلف مناطق العراق يعيشون معا ويتصاهرون فيما بينهم ويتمسكون بوحدتهم وان العراق اصبح في حالة امنية افضل مما كان عليهquot; . وأعرب عن امله بأن quot;يمن الله سبحانه وتعالي علي الشعب العراقي بالخلاص من شر اميركا ليستطيع حل مشاكله بنفسه دون تدخل الآخرينquot; كما نقل عنه مكتبه.

وشدد المالكي علي أن كل مايبذله المسؤولون العراقيون هو تشكيل الحكومة العراقية بأسرع وقت ممكن للبدء بإعادة بناء البني التحتية والمراكز الخدماتية التي توقف العمل عنها خلال 24 عاما. واضاف quot;ان العراق بلد مهم وعريق من الناحية التاريخية ونتيجة لأهميته يواجه المشاكل والتحديات التي نتمنى حلها جميعا ومنها تشكيل الحكومة واننا نرجو للعراقيين الموفقية في هذا الجانب لأن التأخير يجلب الضرر للشعب العراقي وعلى المسؤولين العراقيين تحمل المسؤولية والاسراع بتشكيل الحكومة والتوجه لاعمار البلادquot; .

وكان النائب الاول للرئيس الايراني محمد رضا رحيمي على رأس مستقبلي المالكي لدى وصوله مطار مهرباد بطهران حيث عقد المسؤولان اجتماعا بحضور اعضاء الوفدين جرى خلاله التأكيد على اهمية تطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات .

وقال المالكي خلال الاجتماع quot; ان العلاقات الاستراتيجية التي تربط العراق وايران بحاجة الى تواصل مستمر وتبادل للزيارات وان تعاون دول المنطقة العربية والاسلامية يصب في خدمة شعوبها واستقرارها وازدهارهاquot; كما نقل بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمته quot;ايلافquot; .

من جهته أكد نائب الرئيس الايراني ان الوقت قد حان لرفع مستوى التعاون بين البلدين على كافة المستويات وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستفادة من الطاقات المتوفرة لديهما. وقال quot; وإن ايران تمتلك علاقات اقتصادية قوية مع جميع دول الجوار وتتطلع الى تطوير العلاقات مع العراق في جميع المجالاتquot;.

مباحثات مع نجاد وجليلي .. ثم مع الصدر في قم

المالكي مجتمعا الى احمدي نجاد في طهران

بحث المالكي مع الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تعزيز العلاقات في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية بين بلديهما .

واكد المالكي حرص العراق على توسيع العلاقات مع ايران وجميع دول الجوار بما يحق الامن والاستقرار لبلدان المنطقة والرفاه والازدهار لشعوبها . واشار الى ان قرارات مثمرة ومفيدة جدا اتخذت لصالح الشعبين الايراني والعراقي وقال quot;ان العراق وفي ظل رؤية استراتيجية يتابع تعزيز العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية في جميع المجالاتquot;.

واوضح المالكي بانه في ظل تشكيل الحكومة العراقية سيسعى لبناء الوحدة وتحقيق التطور والاستقلال للعراق واضاف ان المهمة الاولى للحكومة العراقية هي معالجة الدمار واعادة البناء واقامة علاقات ايجابية وبناءة مع الدول الجارة واصلاح وتغيير جميع القضايا الذي اثارها النظام الفاسد السابق في العراق مع الدول الجارة. وشدد على ان العراق ينبغي ان يتحول الى بلد لترسيخ الامن والتطور في المنطقة. واضاف quot;ان المهمة الصعبة للحكومة العراقية هي ان تقوم بتعريف صورة الشعب العراقي الحقيقية للشعوب والدول الجارة وان تتخذ الخطى في مسار الصداقة والمودةquot;.

من جهته اكد نجاد quot;دعمه للعراق وتطلع بلاده الى تشكيل الحكومة العراقية باعتبار العراق بلد مهم في المنطقة وتعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالاتquot; . واشار الى انه لو اصبحت الطاقات والامكانيات الطبيعية والبشرية في المنطقة الى جانب بعضها بعضا وفق رؤية استراتيجية واخوية فمن شانها ان تؤدي الى تطور دول وشعوب المنطقة وتصبح عصية على الهزيمة.

واشار الى ان ظروف المنطقة والعالم اليوم في حال التغيير بسرعة وقال quot;عندما تضع دول وحكومات المنطقة يدها بيد البعض الاخرى فانها يمكنها ادارة دولها والمنطقة جيدا وان تكون داعمة ومساندة لبعضها في ظل توفير حاجاتها. واعرب عن امله بانتهاء المرحلة الطويلة الصعبة للشعب العراقي عبر تشكيل الحكومة العراقية وان يتم في ظل تعاون جميع المكونات والمجموعات العراقية ازالة الدمار واعادة الاعمار وتحقيق الرفاهية والامن لهذا الشعب.

وشدد على دعم ايران quot;بصورة كاملة للعراق الموحد والقوي والمستقل والعزيز الذي يكون في خدمة الشعب العراقي والاهداف الاسلامية وتطور المنطقةquot;.

ثم اجتمع المسؤول العراقي كذلك مع الامين العام لمجلس الامن القومي سعيد جليلي وقال quot;إن تحقيق الامن والاستقرار سيسهم في تعزيز علاقات العراق الخارجية ويسرع في جهود تشكيل حكومة تضم جميع الكتل الفائزة في الانتخابات . من جهته اعرب جليلي عن ارتياحه للتطورات الحاصلة في العراق على صعيد تحقق الامن والاستقرار مؤكدا دعم بلاده لتطلعات الشعب العراقي ورغبتها بتقوية العلاقات بين البلدين.

ثم انتقل المالكي الى مدينة قم الشمالية قبل ان يختتم زيارته لطهران عائدا الى بغداد حيث عقد اجتماعا مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وبحث معه تشكيل الحكومة العراقية والحوارات الجارية مع بقية الكتل السياسية لهذا الغرض.

وكان المالكي وصل صباح اليوم الى العاصمة الايرانية طهران في زيارة رسمية تستغرق يوما واحدا يزور بعدها غدا القاهرة في اطار جولة اقليمية لبحث تشكيل الحكومة العراقية المقبل وكسب تاييد للتجديد لولايته .

ويبحث المالكي مع المسؤولين الايرانيين الأوضاع الإقليمية والتطورات في العراق والعلاقات الامنية والسياسية والاقتصادية بين البلدين.
وسيجتمع المالكي مع المرشد الاعلى علي خامنئي والرئيس محمود احمدي نجاد وعدد اخر من المسؤولين في الحكومة الايرانية حيث تعتبر طهران المؤيد القوي في المنطقة للتجديد للمالكي .

ويرافق المالكي في زيارته هذه وفد من التحالف الوطني يضم القيادي في التيار الصدري قصي السهيل والقيادي في تيار الإصلاح الوطني فالح الفياض والأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري ووزير التربية والقيادي في حزب الدعوة تنظيم العراق خضير الخزاعي والقيادي في ائتلاف دولة القانون و في حزب الدعوة الإسلامي حسن السنيد والسكرتير الشخصي لرئيس الوزراء كاطع بنيان اضافة الى السفير الإيراني في العراق حسن دانائي فر.

وتأتي زيارة المالكي لطهران بعد زيارة لعمان أجرى خلالها محادثات مع الملك الأردني عبدالله الثاني.
وكان المالكي بدأ الأربعاء الماضي جولة إقليمية قادته الى سوريا والأردن على ان تشمل أيضا كلا من مصر وتركيا بالإضافة الى عدد من دول الخليج.

واسفرت الانتخابات التشريعية في السابع من آذار(مارس) الماضي عن فوز رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي بحصوله على 91 مقعدا في حين نال ائتلاف المالكي 89 مقعدا والائتلاف الوطني 70 مقعدا حيث تخوض القوائم الانتخابية مفاوضات صعبة بهدف الوصول الى اتفاق على توزيع المناصب الرئاسية الثلاثة (رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان)، ويمثل منصب رئاسة الوزراء العقدة الكبرى في المفاوضات.

وامس اتهم علاوي ايران بالسعي الى quot;زعزعة الاستقرارquot; في الشرق الاوسط وبالتدخل في العملية السياسية العراقية. وقال ان ايران تحاول قلب الامور في المنطقة وزعزعة استقرارها عبر زعزعة استقرار العراق وزعزعة استقرار لبنان والقضية الفلسطينية .

وأشار إلىان إيران تحاول تغيير العملية السياسية وفق مصالحها موضحا انها البلد الوحيد في المنطقة الذي ينتهج هذا السلوك.

لكن السفير الايراني في بغداد حسن دانائفر نفى هذه الاتهامات وقال انها غير صحيحة ولا أساس لها.

وعلى الرغم من نفي إيران المستمر لتدخلها في الشأن العراقي إلا أن بعض الجهات السياسية العراقية والمسؤولين الأميركيين لا يزالون يتهمون طهران بالتدخل في الشأن الداخلي العراقي والتسبب بمعظم الهجمات والتفجيرات التي تقع في البلاد من خلال دعمها بعض المليشيات المسلحة فضلاً عن تدريبها متطرفين شيعة من كتائب حزب الله، وجماعة اليوم الموعود لتنفيذ هجمات ضد قوات الأمن العراقية والأميركية.

وكان المالكي زار العاصمة الأردنية عمان أمس الأحد في ثاني زيارة رسمية له خلال أقل من أسبوع إلى دولة مجاورة للعراق على رأس وفد ضم عدداً من الوزراء والشخصيات السياسية والتقى خلالها العاهل الأردني عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الأردني سمير الرفاعي كلاً على الانفراد و بحث معهما العلاقات بين البلدين وسبل تطويرها على كافة الأصعدة.

كما زار المالكي أيضاً العاصمة السورية دمشق الأربعاء الماضي والتقى مع نظيره السوري أحمد ناجي العطري بعد اجتماعه بالرئيس السوري بشار الأسد فيما وقع وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني مع نظيره السوري سفيان علاوي اتفاقية اقتصادية لمد أنابيب نفط جديدة إلى الاراضي السورية .