حسين الجاف المدير العام للدراسة الكردية والقوميات الأخرى
تسود حالة من ردود الأفعال المتباينة في العراق بسبب إقرار تعليم اللغة الكردية في المدارس العربية.


اثار قرار اضافة اللغة الكردية الى المواد الدراسية في المرحلة الاعدادية لمدارس العراق العربية لغطا وقلقا بين صفوف الطلبة وعند اولياء امورهم، لاسيما مع اعتبار الرسوب فيها مثل أي رسوب في المواد الاخرى، كونها تمثل عبئا اضافيا على الطالب حسب رأيهم، وربما سيكون لها تأثير نفسي سيء على الطلبة، فيما اشار اخرون الى ان اللغة الكردية لغة محلية غير عالمية ولا يحتاجها الطلبة العرب كثيرا، وكان على وزارة التربية العراقية ان تضيف لغة عالمية اخرى كالفرنسية مثلا اذا ما كانت تفكر في مصلحة الطلاب وفي مراحل دراسية اولية.
واسغرب اخرون اندفاع وزارة التربية في الظروف الحالية الى اقرار تدريس اللغة هذه واعتبار الرسوب فيها كالرسوب في المواد الاخرى لاسيما في الامتحانات المركزية (البكالوريا) ، مشيرين الى صعوبة اللغة الكردية.

فيما كان رأي حسين الجاف المدير العام للدراسة الكردية والقوميات الأخرى، مستشار وزير التربية، ان الامر غير ذلك وان الاقبال على تعلم اللغة الكردية جيد، واشار الى ان عدم تحقيق نتيجة جيدة يعد حالة الرسوب في هذه المادة شأنها شأن الدروس الاخرى .

وقال حسين الجاف في حوار خاص مع (ايلاف) : استنادا الى الدستور العراقي الجديد المادة / 4 الفقرة (ب) التي تقول ان اللغتين العربية والكردية هما لغتان رسميتان في التعليم وفي الدوائر الرسمية في الوطن العراقي وكذلك بالنسبة للمناطق التي توجد فيها المكونات العراقية النبيلة الاخرى مثل التركمانية في المناطق التي فيها كثافة تركمانية محسوسة ، او اللغة السريانية كما في سهل نينوى واطراف الموصل ، وفي الحقية هذه خطة وزارة التربية العراقية الفيدرالية ان تكون اللغة الكردية داخلة في امتحانات البكالوريا للعام الدراسي 2012 ndash; 2013 ، حالها حال اللغة العربية التي هي لغة الوطن والدين .

واضاف : ان اهتمام الدولة الان يتزايد يوما اثر اخر بلغات واثار ثقافات المكونات العراقية من كرد وتركمان وسريان وكذلك بالنسبة للاديان العراقية امثال المسيحية والايزيدية والصابئية المندائية والارمنية ، هناك عراق جديد يرعى ثقافة الكل في اطار وطني عراقي واحد دون تمييز بين فئة واخرى او تغليب طائفة على طائفة .

وأوضح الجاف : منذ ان بدأ الاهتمام بالدراسة الكردية بعد ثورة تموز / يوليو عام 1958 كانت هناك فقرة في الدستور تؤكد على مايلي : ان العرب والاكراد وباقي المواطنين الكرام هم شركاء في هذا الوطن والذين سمي بدستور الشراكة ، وهذا الدستور اقر التعليم باللغة الكردية في المناطق التي فيها اغلبية كردية ، اما بعد اتفاقية اذار / مارس عام 1970 فقد تم تعميم الدراسة الكردية في المرحلة الاعدادية في الصف الرابع الاعدادي وظلت هذه الخطوة تراوح في مكانها لمدة 40 سنة وثم الان صار التعليم في الرابع العام والخامس الاعدادي ولكي تكون عام 2012 لغة تدرس في المرحلة الاعدادية ولذلك سوف تدخل امتحانات البكالوريا ، اما لماذا ليس في الدراسة الابتدائية لان هذه في الاساس كانت بُدأ بها في المرحلة الاعدادية ، ونأمل في تخطيطنا الجديد ان نبدأ بها من الصف اول ، ولدينا ان في بغداد 40 مدرسة تدرس بشكل تجريبي في الصف الرابع الابتدائي ، وهناك اقبال كبير من اشقائنا العرب ابناء العشائر العربية والموطنين العرب على تعليم ابنائهم للغة ، وفي الحقيقة اننا اخترنا عينات في بغداد ، في الرصافة الاولى والثانية، وبعض المدارس جاءنا اولياء الامور وقالوا انهم يريدون ان تكون مدارس ابنائهم من ضمن المدارس التي فيها تدريس للغة الكردية ، ونحن لدينا امل ان تتوسع التجربة في الاعوام المقبلة ، فالتجربة الى حد الان جيدة .. وهناك اقبال رائع من المكونات وخاصة الاشقاء العرب .

واشار الى ان : اللغة الكردية حالها حال اية لغة ، ولكن في السادس الاعدادي لن نعاملها معاملة اللغة العربية وانما سنضيف 14 درجة اضافة للمعدل العام للطالب الذي يأخذ مئة والذي يأخذ خمسين سيأخذ 7 درجات زيادة من باب التشجيع ، وتحتسب له سنة رسوب اذا ما رسب الطالب في درس اللغة الكردية حالها حال أي درس اكاديمي ، فهي مثل اللغة العربية فيها انشاء واملاء وقواعد ونقد ونصوص .

وفي ختام حديثه اجابنا حسين الجاف حول ما يقال ان اللغة الكردية ليست عالمية والمفروض ان تدريس لغات عالمية،فقال : هذه عقدة (الخواجة) عند البعض ، اذا ابناء وطننا لا نعرف لغتهم ، فهل نذهب او نقفز الى لغات اخرى ، لا اعتقد هذا ، لان الان في بلجيكا هناك ثلاث لغات تدرس لديهم هي الانكليزية والفرنسية والالمانية ، مع العلم هي لغات محلية ولكن هذا لايمنعهم من دراسة لغات اخرى كالاسبانية .