كركوك: طالب عرب وتركمان كركوك القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق إياد علاوي، التي صوّتوا لها في الانتخابات بكثافة، بتوضيح موقفها الذي بدا إيجابيًا حيال المطالب الكردية، وفي طليعتها ضم كركوك لإقليم كردستان.
وكانت القائمة العراقية أبدت موافقتها الأولية على ورقة تفاوضية كردية، ضمت 19 مطلبًا، في مقدمها إجراء استفتاء حول مدينة كركوك الغنية بالنفط، في خطوة لضمها إلى إقليم كردستان، من أجل الحصول على دعهم في تشكيل الحكومة.
وقال الشيخ حسين علي صالح الجبوري القيادي في المجلس السياسي العربي في كركوك في مؤتمر صحافي عقده في مقر المجلس بمشاركة ممثلين عن العرب والتركمان إن quot;مؤتمرنا عقد بالتشاور مع برلمانيي كركوك، وأجمعنا على أن أي حكومة تقوم على أساس كركوك لن نعترف بهاquot;.
وأضاف الجبوري محذرًا quot;إذا لم توضح العراقية مواقفها سوف نطلب من نوابنا في كركوك بالتعامل مع قوائم أخرى بدلاً منها، لأننا نعتبر كركوك مفتاح تقسيم العراقquot;. وحصلت القائمة العراقية على ستة مقاعد عن مدينة كركوك، فيما حصل التحالف الكردستاني على الستة المتبقية. واعلنت العراقية أنها وافقت مبدئياً على الورقة التفاوضية الكردية، واعتبرتها quot;إيجابيةquot;.
وقال الجبوري quot;نوجه تحذيرنا لكل الكتل السياسية، إنهم ربما يشكلون حكومة، لكننا لن نتعامل معها، فالحكومة العراقية التي تبنى على أشلاء الوطن ومشاريع التقسيم ستبقى حكومة فاشلةquot;. واعتبر أن quot;بقاء حكومة تصريف أعمال أفضل من تشكيلها على أساس المساومة على كركوكquot;. وقال quot;نحن لم نلتق زعيم القائمة العراقية لأنه مشغول دومًا وعلى سفر، لكننا التقينا معظم قادتهاquot;. وكشف عن جمع تواقيع 110 نواب يرفضون إجراء الإحصاء السكاني.
بدوره، قال منير القافلي رئيس مجلس قضاء كركوك إن quot;الورقة التفاوضية الكردية هي أخطر ما موجود على صعيد المفاوضات والوحدة الوطنية، ونحن نعدها أداة لزيادة الانقسام السياسي والفرقة، في وقت نحن بأمس الحاجة للتقاربquot;. وأضاف القافلي القيادي البارز في الجبهة التركمانية quot;نحن نرفض تصريحات بعض قيادات الكتل السياسية التي أشارت لإيجابيات الورقة الكرديةquot;.
وذكر في بيان عربي تركماني مشترك quot;إننا كمكونين عربي وتركماني نذكر أولئك الذين رفعوا شعارات وحدة العراق وعراقية كركوك خلال حملتهم الانتخابية، وحصلوا على تأييد الشعب، نذكرهم بأن الشعب واع لهذه الأساليب المرفوضة في التعامل السياسي، ونسألهم أين أنتم من شعاراتكم العراقيةquot;. وقال القافلي إن quot;مصير كركوك هو خط أحمر، وسنقف ضد أي حكومة تقدم شبرًا واحدًا من كركوكquot;.
بدوره، أشار القيادي في ائتلاف الكتلة الكردستانية خالد شواني إلى أن quot;الورقة الكردستانية لاقت قبولاً من كل الكتل، وهي تعبير عن الشراكة والاستحقاق الدستوري لشعب كردستانquot;. وأضاف quot;إنني أدعو هؤلاء إلى الابتعاد عن النظرة العدوانية أن الاكراد هم مكون أساسي وبنود تفاوضنا سوف تصب من أجل المصلحة الوطنية، وهذه الدعوات التي نسمعها هي ضمن سياسات التميز القومي، وهي محظورة وفق الدستور العراقيquot;.
ورأى أن quot;هولاء الشوفينيون يسعون إلى فتنة قومية، وعليهم العدول عن هذه المواقف، فالمصلحة الوطنية ليس من يريده أصحاب هذه الأصوات، بل الكتل السياسية في بغدادquot;. وطالب القيادي الكردي القائمة العراقية بـquot;عدم الانصياع لهذه الأصواتquot;، مضيفاً quot;إننا نسعى إلى شراكة وطنية، لكننا نستغرب تصعيد هولاء في كركوكquot;.
في المقابل، نفى رئيس القائمة العراقية في كركوك مازن عبد الجبار لفرانس برس الموافقة على المطالب الكردية. وأوضح quot;أننا ندرك مخاوف أهالي كركوك بخصوص مستقبل المدينة والمناطق المتنازع علهيا، لكن القائمة العراقية لا تختلف عن باقي القوائمquot; مضيفًا إن quot;بعض البنود التفاوضية الكردية دستورية، وأخرى غير دستورية، وبعضها بحاجة إلى إجماع وطني، لذا نحن لم نعط موافقة، بل تعاملنا بإيجابيةquot;.
وتسعى القائمة العراقية ومنافستها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي إلى كسب الأكراد، الذين بات في وسعهم ترجيح الكفة في تشكيل الحكومة، بعد سبعة أشهر على إجراء الانتخابات.
التعليقات