أخر تحديث: الخميس 21 اوكتوبر 9:05

أبلغت إدارة الرئيس الأميركي، الكونغرس عزمها إبرام صفقة سلاح مع السعودية تصل قيمتها إلى 60 مليار دولار.


واشنطن: أكدت مصادر سياسية إسرائيلية كبيرة في القدس صباح اليوم الخميسان اسرائيل لا يمكنها منع صفقة الاسلحة الضخمة التي تنوي الولايات المتحدة عقدها مع العربية السعودية، مضيفة ان خطوات ستتخذ لكي تضمن واشنطن تفوق اسرائيل النوعي عسكريا وعدم شمل الصفقة وسائل من شأنها تهديد اسرائيل.

وكان مسؤول كبير في الخارجية الاميركية اعلن ان ادارة الرئيس باراك اوباما ابلغت الاربعاء الكونغرس عن صفقة بيع quot;ضخمةquot; لطائرات ومروحيات عسكرية الى السعودية قد تصل قيمتها الى 60 مليار دولار.

وقال اندرو شابيرو مساعد وزيرة الخارجية المكلف الشؤون السياسية العسكرية ان الخطة تقضي بالسماح ببيع عشرات الطائرات المطاردة القاذفة من طراز اف-15 وثلاثة انواع من المروحيات (بينها 70 اباتشي و72 بلاك هوك).

واوضح انه quot;من غير المتوقع ان تتجاوز قيمة الصفقة 60 مليارquot; دولار ما يجعلها، في حال تمت بكاملها، اكبر صفقة تقوم بها الولايات المتحدة.

غضب إسرائيلي على روسيا وقلق من صفقة السلاح الأميركية للسعودية
إتّساع نطاق صفقة الأسلحة السعوديّة - الأميركيّة إلى مستوىً قياسيٍّ
تقدم المحادثات الخاصة بـ أضخم عقد تسلح في تاريخ الولايات المتحدة

وقال شابيرو، إن quot;الصفقة الدفاعية ستدعم الاستقرار الإقليمي، وتحسن القدرات الدفاعية لشريك خليجي مهم لدينا علاقة أمنية وثيقة معه منذ زمنraquo;. واعتبر أن laquo;هذه الصفقة المرتقبة لديها أهمية هائلة من الناحية الاستراتيجية في المنطقة، إذ ستعيد التأكيد على الشراكة الاستراتيجية مع السعودية، وسترسل رسالة قوية لدول في المنطقة بأننا ملتزمون بدعم شركائنا وحلفائنا في الخليج، وستزيد من قدرة السعودية على منع التهديدات على حدودها وللبنية التحتية للنفط، الأمر الأساسي لمصالحنا الاقتصاديةquot;.

وأضاف في مؤتمر صحافي في مقر وزارة الخارجية الأميركية أمس للإعلان عن وشك إبرام الصفقة quot;نحن نقوم بهذه الاتفاقية بسبب أهمية أهدافنا الأمنية الأوسع في الخليج، من خلال تعميق علاقتنا الأمنية مع دولة شريكة أساسية نتمتع بعلاقة أمنية وثيقة معها منذ نحو 70 عاماquot;.

وشدد شابيرو، وهو من المسؤولين الأساسيين عن هذه الصفقة، على أن التعاون الأمني والعسكري مع السعودية quot;في صالح الولايات المتحدة، ويسهم في إفادة الأمن الأميركي الوطنيquot;.

الصفقة تستمر نحو 20 عامًا

ومن جهته، قال مساعد وزير الدفاع لقضايا الأمن الدولي أليكساندر فيرشباو laquo;نحن نفخر بتقديم تعاوننا العسكري مع السعودية من خلال هذه الصفقة المرتقبةraquo;. وأضاف في المؤتمر الصحافي نفسه laquo;نحن نرحب بقرار السعودية بأن تصطف استراتيجيا مع الولايات المتحدة. هذه الصفقة ستستمر بين 15 و20 عاما، مما يعني تقوية علاقتنا مع المملكةraquo;.

واعتبر فيرشباو وشابيرو أن هذه الصفقة أساسية لضمان أمن السعودية واستقرار المنطقة. وامتنع شابيرو عن الحديث عن التهديدات الأمنية في المنطقة أو إذا كانت صفقة السلاح ضمن إجراءات في المنطقة لمواجهة إيران. واكتفى بالقول laquo;هذا الأمر ليس فقط عن إيران، نحن نساعد السعودية مع احتياجات شرعية، ونساعدهم على حماية أنفسهم في منطقة خطرةquot;. وأضاف quot;هناك تهديدات عدة في المنطقة، نعمل معهم لمكافحة الإرهاب، وهي منطقة خطرة ونريد ضمان حصولهم على الآليات الضرورية للدفاع عن أنفسهمquot;.

وصرح فيرشباو بأن quot;هذه الطائرات ستزود الأمن البري للقوات الأمنية السعودية وحماية الحدود والدفاع عن مواقع طاقة أساسيةquot;. وردا على سؤال حول ما إذا كانت حماية الحدود السعودية من أي تهديدات من اليمن ضمن التهديدات التي تخشى منها الولايات المتحدة، قال فيرشباو quot;هناك أدوار محتملة عدة للطائرات التي ستذهب للقوات السعودية البرية، وقد رأينا أحد السيناريوهات في مواجهة المتمردين الحوثيين في اليمنquot;.

ويؤكد شابيرو أن إبرام هذه الصفقة quot;أولوية بالنسبة لوزيرة الخارجية (هيلاري) كلينتون ووزير الدفاع (روبرت) غيتسquot;، وقد عملا على ضمان نجاحها. وتم الاتفاق على بنود الاتفاقية بناء على مشاورات ثنائية مع الرياض، بالإضافة إلى مناقشات واسعة داخل الإدارة الأميركية، وإجراء مراجعة مستقلة للأوضاع في المنطقة.

quot;مع الكونغرس 30 يوماًquot;

وبموجب القانون الأميركي، على الإدارة الأميركية إبلاغ الكونغرس بصفقات الأسلحة الخارجية، ومنح مجلسي النواب والشيوخ 30 يوما لمراجعة الصفقة قبل إبرامها رسميا. وبإبلاغ الكونغرس امس، ستكون أمام أعضاء الكونغرس فرصة حتى 20 نوفمبر (تشرين الثاني) لمراجعة الاتفاق وإبداء أي اعتراضات عليه. وبما أن الكونغرس منشغل حاليا بالاستعداد للانتخابات النصفية المقبلة يوم 2 نوفمبر، فإنه من المتوقع أن يراجع أعضاء الكونغرس صفقة السلاح خلال الأسبوع الثالث من نوفمبر.

وحرص مسؤولون من إدارة أوباما على التشاور مسبقا مع أعضاء من الكونغرس وطمأنتهم حول هذه الصفقة قبل الإعلان عنها رسميا، بهدف الحصول على أكبر عدد من المؤيدين من داخل الكونغرس قبل المراجعة الرسمية لمشروع الصفقة. وبينما من المتوقع أن يدلي بعض أعضاء الكونغرس بتصريحات معارضة للصفقة خاصة بعض المؤيدين لإسرائيل في الكونغرس، فإن إدارة أوباما تبدو واثقة من عدم عرقلة الكونغرس للاتفاق.

وقال شابيرو quot;على الرغم من أن الصلاحيات التي طلبتها الإدارة الأميركية من الكونغرس لإبرام الصفقة الجديدة تشمل معدات وطائرات وبرامج تدريب تصل تكلفتها إلى 60 مليار دولار، فإن ذلك لا يعني أن المملكة قد وافقت على شراء كل ما ورد في إعلان الإدارة الأميركية، بل إن هذا المبلغ يعتبر القيمة الأعلى التي يمكن أن تصل إليها هذه الصفقة.

ويسمح الاتفاق خاصة ببيع 84 طائرة اف-15 جديدة وتحديث 70 اخرى. وتسليم الاسلحة سيتم بشكل تدريجي على مدى 15 الى 20 سنة. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي برر في ايلول/سبتمبر الماضي التعاون العسكري مع الرياض بquot;المخاوف التي يمكن فهمها لدى السعودية ودول اخرى بسبب صعود ايرانquot;. وبامكان الكونغرس ان يجري تعديلا على هذا الاتفاق او يؤخره. ولكن شابيرو قال انه لا يتوقع اي معارضة من اسرائيل على الصفقة.

وحظيت صفقة السلاح الأميركية للسعودية باهتمام الصحف البريطانية. وتورد quot;ديلي تلغرافquot; تفاصيل عن هذه الصفقة وتقول انها تتضمن بيع الرياض انواع عديدة من الاسلحة منها طائرات هليوكوبتر واخرى نفاثة متطورة.

كما ان الصفقة، بعد مصادقة الكونجرس عليها، ستكون اكبر صفقة بيع اسلحة من نوعها في تاريخ الولايات المتحدة، وستضمن 70 ألف فرصة عمل. وتنقل الصحيفة عن المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية اندرو شابيرو قوله ان للصفقة quot;اهمية كبرى من وجهة نظر استراتيجية اقليميةquot;.