72 مروحية بلاك هوك ضمن الصفقة المرتقبة بين أميركا والسعودية

تشعر الدوائر الأمنية الإسرائيلي بحالة من الغضب إزاء صفقة الأسلحة الأميركية للسعودية.

تواصلت تداعيات الأنباء عن صفقة الأسلحة التي ينتظر أن تحصل عليها السعودية من الولايات المتحدة الأميركية، وترافقت مع الإعلان الروسي عن عزم موسكو تزويد سوريا بصواريخ موجهة، الأمر الذي رفع من حدة التوتر والقلق الشديدين في الأوساط الأمنية في إسرائيل، ووصل إلى حد إعلان مصادر سياسية رسمية في ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن تل أبيب تعتبر تزود سوريا بصواريخ متطورة، بمثابة صفعة لإسرائيل خصوصا بعد أن كان وزير الأمن الإسرائيلي زار روسيا قبل أسبوع ونصف وبحث في صفقة الأسلحة المذكورة مع المسؤولين في موسكو.

وفي المقابل، خرجت مصادر وجهات أمنية إسرائيلية عن صمتها حيال صفقة الأسلحة الأميركية للولايات المتحدة معتبرة أن ذلك يهدد quot;التوازن العسكري في المنطقة ويضع حدا للتفوق العسكري الإسرائيلي. وقد أبرزت الصحف الإسرائيلية الموقف الإسرائيلي بصورة لافتة للنظر. فقد اعتبرت يديعوت أحرونوت أن هناك أزمة بين إسرائيل وسوريا، ووصفتها بأزمة الصواريخ على غرار أزمة الصواريخ في كوبا في الستينات عندما نشرت روسيا صواريخ تحمل رؤوسا نووية في كوبا إبان رئاسة جون كندي.

وقالت يديعوت أحرونوت في هذا السياق إن البيت الأبيض عارض صفقة الأسلحة الروسية لسوريا، كما أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ووزير الأمن إيهود براك بذلا جهودا كبيرة لإفشال الصفقة لكن روسيا أعلنت في نهاية الأسبوع الماضي أنها ستزود سوريا بصواريخ موجهة متطورة من طراز بي 800، وأن إسرائيل تدد بدورها في المقابل إنه في حال إقرار الصفقة quot; أننا لن نأخذ بالحسبان في المستقبل مطالب روسيا بعدم التدخل في بيع أسلحة متطورة لمناطق ذات أهمية استراتيجيه لروسيا مثل جيورجياquot;.

تهديد لكل دورية إسرائيلية على الشواطئ اللبنانية

وبحسب يديعوت أحرونوت فإنه إذا تسلمت سوريا هذه الصواريخ فكل دورية لسلاح البحرية الإسرائيلي قبالة شواطئ لبنان تكون في مرمى هذه الصواريخ، لأن بمقدور السوريين نشر هذه الصواريخ في موقع يمكنها بفعل مداها الذي يصل ل300 كم من اعتراض الزوارق والسفن البحرية الإسرائيلية قبالة شواطئ لبنان.
وكشفت الصحيفة أن سوريا وروسيا كانت وقعتا على هذه الصفقة في العام 2007، وأن نتنياهو اتصل في الشهر الماضي برئيس الحكومة الروسية فلاديمير بوتين وطلب منع وقف بيع صواريخ متطورة لسوريا خوفا من أن تقع هذه الصواريخ بأيدي حزب الله وتستغل ضد أهداف إسرائيلية. كما أن وزير الأمن الإسرائيلي، إيهود براك توجه قبل نحو أسبوعين لروسا وبحث الموضوع مع كل من بوتين ووزير الدفاع الروسي أناطولي سرديوكوف، ولكن مباحثاته لم تثمر على الإطلاق.
ونقلت يديعوت أحرونوت عن مصدر سياسي رفيع المستوى قوله quot; إن روسيا ذهبت في إقرار هذه الصفقة بعيدا جدا، وهذا سلوك لا يتماشى مع التعاون القائم بين روسيا وإسرائيل. فمثلما لا تقوم إسرائيل ببيع أسلحة إستراتيجية لدول العالم الثالث فإنه يتوقع من روسيا أن تفي بالتزاماتها. تزويد سوريا بأسلحة متطورة، على الرغم من كونها واحدة من دولتين تدعمان حزب الله، في الوقت الذي تجري فيه محادثات مصيرية مع الجانب الفلسطيني لا يشكل خطوة مشجعة للمعتدلين في الشرق الأوسط بل هو جائزة للدول المتطرفةquot;.
وبحسب المصادر الرسمية ستطلب إسرائيل من روسيا إيضاحات رسمية بشأن هذه الصفقة التي تشكل صفعة لوزير الأمن الإسرائيلي إيهود براك، بعد أن كان الأخير وقع في زيارته الأخيرة لروسيا على اتفاقية للتعاون الأمني، وسلسلة من الاتفاقيات السرية تمهيدا لبيع طائرات إسرائيلية بلا طيار لروسيا.

قلق من صفقة الأسلحة للسعودية

وعلى الصعيد نفسه ارتفعت أصوات إسرائيلية تعارض بيع الولايات المتحدة مقاتلات للعربية السعودية، بحجة أن من شأن هذه الصفقة التي يبلغ حجمها 60 مليار دولار أن يخل بالتفوق الإسرائيلي في المنطقة. ومع أن المصادر الإسرائيلية قالت إن الصفقة الأميركية- السعودية مفهومة من المنظور الأميركي باعتبار المملكة العربية السعودية عنصر أساسي في محور الاعتدال في المنطقة ويجب دعمها في مواجهة المحور الأميركي إلا أنه يجب ضمان استمرار التفوق الإسرائيلي النوعي في المنطقة لسنين طويلة.
وكشفت الصحيفة نقلا عن مصادر سياسية في تل أبيب قولها إن هناك اتصالات حثيثة بين تل أبيب وواشنطن لضمان التفوق النوعي الإسرائيلي. فقد سافر وزير الأمن الإسرائيلي، براك إلى واشنطن لعقد لقاءات مع القيادات العسكرة في واشنطن بهدف الاتفاق على تفاهمات بهذا الخصوص. وبحسب المصادر السياسية الإسرائيلية quot;إسرائيل لن تعارض الصفقة الأميركية- السعودية ولكننا سنعمل لضمان قيام الإدارة الأميركية بترسيخ تفوقنا النسبي.